
عبّر كاظم غريب آبادي، عن أهم مواقف وزارة الخارجية بشأن حرب الـ 12 يومًا، والمفاوضات المحتملة، وتفعيل آلية الزناد.
*رسالة ترامب
وقال نائب وزير الخارجية، في إشارة إلى رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "عندما وجّه الرئيس الأمريكي رسالة إلى قائد الثورة، أعلن المسؤولون المعنيون أن تلك الرسالة سلطت الضوء على قضيتين، إحداهما الحلول الدبلوماسية لحل القضية النووية ورفع العقوبات، والأخرى الإجراءات العسكرية. وفي ضوء هاتين القضيتين، اقتضى المنطق أن تقوم هياكلنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية أيضًا بالاستعدادات اللازمة في آن واحد. ورغم اختلاف الآراء حول مواقف ترامب وسلوكياته، فهو رئيس الولايات المتحدة، وكان ينبغي أن تؤخذ هذه المواقف على محمل الجد".
وأضاف غريب آبادي: "تم التخطيط اللازم على جبهتين. كان القطاع العسكري والدفاعي مستعدًا لمواجهة مختلف التهديدات بعد الثورة الإسلامية قبل هذه الرسالة، ولكنه بعد هذه الرسالة زاد من استعداده. في الوقت نفسه، استعدت وزارة الخارجية أيضًا لمسالة الحوار الدبلوماسي في إطار استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحددها القيادات العليا.
*ليس من المنطقي أو الحكيم أو الصحيح القول بانخداع فريق التفاوض
وقال إنه إذا كان من المتوقع اتخاذ إجراء عسكري خلال المفاوضات، فقد أثار الرئيس الأمريكي مسألة مهلة الستين يومًا في تلك الرسالة.
وفيما يتعلق بادعاء انخداع المفاوضين الإيرانيين، أوضح غريب آبادي: من الممكن أنهم (الاميركيون) أعدوا خطة خداع، لكن القول إن ممثلي جمهورية إيران الإسلامية على طاولة المفاوضات قد خدعوا هو قول كاذب بطبيعة الحال ، لماذا؟ لأننا نشارك دائمًا في اجتماعات تحضيرية مختلفة. قبل المشاركة في جولة حوار أو حتى إرسال رسالة، أو الرد على رسالة ومراسلة، ننسق جميع الجوانب ذات الصلة.
*جميع المؤسسات السياسية والعسكرية الإيرانية كانت مستعدة لأي سيناريو
وأكد غريب آبادي أن جمهورية إيران الإسلامية ومؤسساتها المعنية، سواءً في القطاعين السياسي والدبلوماسي أو العسكري والدفاعي، وخاصةً القوات المسلحة، كانت مستعدة لأي موقف، وقال: "النقطة الأساسية هي أنه عندما تتحدث إلى الطرف الآخر بحذر وتتوقع منه تهديدًا (والذي قد يُنفذ، فقد أوضح رئيس دولة ذلك في رسالته)، يجب ان تكون على اهبة الاستعداد لمواجهته، وقد كان رد جمهورية إيران الإسلامية على الرسالة نفسها جادًا ومتبادلًا ومتناسبًا، تمامًا كما تم الرد ايضا على عرض الحوار والدبلوماسية"
وأضاف: "هذا الاستعداد يتطلب أن تتكامل الجهود السياسية والدبلوماسية معًا وتُكمل الجهود الدفاعية والعسكرية. هذا أمر بالغ الأهمية. في مثل هذه الحالة، أمامك سيناريوهان: إما أن تتخلى عن المفاوضات وتساعد الطرف الآخر على تنفيذ تهديده بأسرع وقت ممكن (مع أنك سترد بحزم أيضًا)، أو يمكنك مناقشة الحلول الممكنة وإتاحة المزيد من الوقت لتوسيع استعداداتك الدفاعية والعسكرية."
وأضاف نائب وزير الخارجية: "في الواقع، يجب على هذين القطاعين السياسي والدبلوماسي والعسكري والدفاعي العمل جنبًا إلى جنب في حالات التهديد، ويجب تنسيق سياساتهم وإجراءاتهم. خلال محادثاتنا مع الولايات المتحدة وخلال أيام الحرب الاثني عشر والدفاع المقدس، كان هذا التنسيق قائمًا على أعلى مستوى. لم يكن الأمر أن وزارة الخارجية والحكومة قامتا بأمورهما الخاصة والقوات المسلحة قامت بأمورها الخاصة؛ بل كانت جميع الإجراءات منسقة."
*هدف الكيان الصهيوني من العدوان لم يكن المنشآت العسكرية الإيرانية فحسب
وأكد نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية أن الكيان الصهيوني لم يستهدف المنشآت النووية والبرنامج النووي فقط في ذلك الهجوم المسلح والعدوان؛ وأوضح: "لا شك أن هذا الكيان كان يسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع، بما في ذلك تغيير الدولة وانهيار النظام والبنية".
واضاف: عندما تريد تقييم انتصار أو هزيمة الطرفين في الحرب، يجب ألا تكتفي بالاعتماد على الإحصائيات والأرقام؛ من قصف، وكم عدد المباني، وكم عدد الضحايا، وكم عدد القتلى والجرحى، وكم حجم الأضرار، بل يجب أيضًا النظر إلى ما إذا كان الطرفان قد حققا أهدافهما الاستراتيجية أم لا؛ فهذه نقطة محورية للغاية.
وصرح غريب آبادي أن الكيان الصهيوني ألحق أضرارًا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ حيث تضررت بعض المنشآت، حتى المدنية منها، واستشهد الأبرياء والنساء والأطفال، واستُهدفت المباني السكنية والمستشفيات ورياض الأطفال وبعض المركبات، وحتى مركبات الإنقاذ. لكننا ألحقنا أيضًا أضرارًا جسيمة بالكيان الصهيوني. عندما نفذ الكيان الصهيوني هجماته، بُثت صور المنشآت التي تضررت على تلفزيوننا. لا شأن لي بصحة أو خطأ هذا الإجراء خلال الحرب، لكن انظروا إلى السياسة التي انتهجها الكيان الصهيوني، والتي لم تسمح بأي حال من الأحوال بنشر صور الأهداف التي أصابتها الصواريخ الإيرانية. من خلال البيانات الموجزة التي خرجت من وسائل إعلامهم، ووسائل الإعلام الغربية، وأحيانًا من مواقع التواصل الاجتماعي، رأينا حجم الضرر الجسيم الذي لحق بالكيان الصهيوني، والذي لم يعترفوا به إطلاقًا.
وقال: اننا لم نستخدم بعد الكثير من معداتنا العسكرية المتطورة، وكان عدد الصواريخ التي استخدمناها في هذه الحرب ضئيلًا.
*مواقف إيران المبدئية في المفاوضات لم تتغير
وأكد نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية أن مواقفنا المبدئية في المفاوضات المحتملة لم تتغير بالتأكيد مقارنةً بما كانت عليه قبل هذه الحرب التي استمرت 12 يومًا، وقال: "لدينا عدد من المواقف المبدئية بشأن المفاوضات لا تزال قائمة. إن ضمان حقوق إيران مبدأ راسخ. والآن، في أي حوار يُعقد، يجب ضمان حقوق إيران، وهذه الحقوق واضحة، بما في ذلك في المجال النووي وفي مجال العقوبات".
وأوضح غريب آبادي: "لن تقبل إيران أبدًا بالمطالب المبالغ فيها، وهذه المطالب واضحة، ويجب أن يكون كل شيء في إطار استراتيجية البلاد المحددة. إن عدم الثقة بالطرف الآخر والتفاوض على أساس عدم الثقة هو أحد مبادئنا الأساسية. لم ندخل أبدًا في مفاوضات بتفاؤل وثقة بالطرف الآخر. يجب أن نكون دائمًا حذرين من الطرف الآخر. من ناحية أخرى، يجب ان نكون على أهبة الاستعداد لأي موقف. أي أن الجلوس على طاولة المفاوضات لا يعني أن القوات المسلحة مطمئنة إلى عدم حدوث أي شيء؛ بل يجب أن تكون مستعدة أيضًا.
*لم تطلب إيران وقف إطلاق النار وكانت مستعدة للدفاع
وقال أيضًا عن الوضع في إيران بعد حرب الاثني عشر يومًا : "نحن أكثر تصميمًا على المطالبة بحقوقنا، وإذا أردنا إجراء حوار، فيجب تحقيق نفس المبادئ التي ذكرتها. إن مؤشر النصر هو أننا نشهد تماسكًا ووحدة وطنية بعد حرب الاثني عشر يومًا. كانت الاستراتيجية التي اتبعها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هي إبعاد الشعب عن الدولة؛ لكن النتيجة كانت عكس ذلك. لم نشهد قط تماسكًا ووحدة وطنية كهذا، وهذا نصر عظيم".
وأضاف غريب آبادي: لقد تحسنت مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليس فقط لدى الرأي العام، وخاصةً في الدول الإسلامية، بل حتى لدى حكام الدول الإسلامية أنفسهم، وهذا نتيجة اتصالاتنا ومشاوراتنا الدبلوماسية. لم يصدقوا وجود دولة قادرة على وقف هذا الكيان عند حده، فرفع هذا الكياه يده وتوجه إلى أمريكا، ومن خلالها طلب وقف إطلاق النار من إيران. لم نطلب نحن وقف إطلاق النار قط، بل كنا مستعدين لمواصلة الدفاع.
وأوضح أنه إذا كانت بعض الدول تعتبر إيران تهديدًا للمنطقة سابقًا بناءً على ادعاءات أمريكا والكيان الصهيوني، فإنها اليوم تتحدث عن تهديد الكيان الصهيوني للمنطقة، موضحًا: هذه نتيجة الحرب والانتصار. هذا إنجاز يُعترف به اليوم بأن الكيان الصهيوني هو التهديد الرئيسي للمنطقة.
*يجب علينا منع الدعاية التي تُصوّر إيران كتهديد حتى بعد العدوان
وأشار إلى أنه خلال هذه الحرب، اتُخذت إجراءات عديدة، وأننا في وزارة الخارجية وضعنا أولويةً لخلق إجماع دولي في إدانة المعتدي والعدوان، وقال: كما يُضحي قادتنا وجنودنا بأرواحهم على خط الدفاع، فإن واجبنا في وزارة الخارجية هو العمل على إدانة المعتدي. يجب علينا منع الدعاية التي تُصوّر إيران كتهديد حتى بعد العدوان، والتي تُواصل الادعاء بأن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وأكد غريب آبادي أن هذه الإجراءات قد أتت بثمارها، قائلاً: إن بيان جامعة الدول العربية وبيان مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي اللذين يُدينان عدوان الكيان الصهيوني مثالان على ذلك. وقد صدر بيان جامعة الدول العربية بمتابعة من وزارة الخارجية المصرية وبالتعاون مع وزارات الدول العربية. من غير المعقول أن تُصدر الدول العربية، دون تنسيق معنا، بيانًا تُدين فيه العدوان، وهو أمرٌ غير مسبوق.
*الترويكا الأوروبية اثارت الشكوك بنفسها حول مصداقيتها
وقال نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، في إشارة إلى الدول التي دعمت الكيان الصهيوني بانحياز خلال الحرب: "أشير تحديدًا إلى هذه الدول الأوروبية الثلاث، وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا. لم أرَ سوى هذه الدول الثلاث تدعم الكيان الصهيوني (وبالطبع الولايات المتحدة، التي كانت بدورها جزءًا من هذا العدوان). هذه الدول الثلاث بموقفها قد اثارت الشكوك بنفسها حول مصداقيتها".
وأشار غريب آبادي إلى أنهم دافعوا عن هذا العمل بحجج واهية، قائلاً: "على سبيل المثال، الرسائل التي أعدها ممثلو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وسجلوها في الأمم المتحدة بهدف تبرير العدوان، كررت هذه الدول الثلاث نفس المبررات والأعذار. زعموا "اننا اعتبرنا البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وشيكًا، وأن هذا البرنامج يتجه نحو العسكرة؛ لذلك، كان لنا الحق في الدفاع المشروع لتحييد هذا التهديد". الأمر الأكثر سخافة هو أن الولايات المتحدة ذكرت في رسالتها أننا لم نبدأ الحرب، بل كنا في حالة حرب مع إيران. هذا غير صحيح تمامًا من الناحية القانونية؛ لم نكن يومًا في حالة حرب مع الولايات المتحدة. قالوا إن شعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" تُظهر أن إيران كانت تنوي تدميرهم، ولذلك منحوا أنفسهم حق الدفاع عن النفس.
*لا يوجد ما يُسمى بالدفاع الوقائي عن النفس في القانون الدولي
وأضاف: لا أريد الرد على هذه الحجج غير المنطقية؛ لأن المقررين الخاصين المعنيين بحقوق الإنسان قد قدموا الرد اللازم. أصدر حوالي 22 مقررًا خاصًا لحقوق الإنسان بيانًا ورسالة إلى وزيري خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل. في هذا البيان، أدانوا هذا العدوان إدانةً قاطعة، واعتبروه مخالفًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. جزء من حجة هؤلاء المقررين هو أنكم (أي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة) تزعمون أنكم اتخذتم هذا الإجراء انطلاقًا من مبدأ "الدفاع المشروع الاستباقي"، في حين أن القانون الدولي لا يعترف بما يُسمى بالدفاع المشروع الاستباقي. أي أن فكرة أن دولةً ما قد تُهددكم في المستقبل، وبالتالي عليكم "إخمادها من جذورها" لا أساس لها في القانون الدولي. وتابعوا: أنتم تتهمون إيران بامتلاك برنامج نووي عسكري. أولًا، لم يؤكد أي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الامر. ثانيًا، حتى لو افترضنا أن إيران كانت في طريقها إلى بناء أسلحة نووية، فقد قلتم أن إيران تمتلك ما يكفي من المواد لصنع سبع أو تسع قنابل. والآن، لنفترض أن إيران قادرة على صنع هذا العدد من القنابل؛ في المقابل، يمتلك الكيان الصهيوني ما يقرب من 200 قنبلة نووية. هل يُمكن اعتبار إيران تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل؟.
وقال غريب آبادي: هذه هي الإجابات التي قدمتها المؤسسات القانونية الدولية. وبالطبع، استجبنا أيضًا لمجلس الأمن ورفضنا الحجج السخيفة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني لممارسة حق الدفاع عن النفس. حجج هذه الدول الأوروبية الثلاث هي أيضًا تكرار لنفس التصريحات الأمريكية الواهية. إن الادعاء بأن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا أو ذا طبيعة عسكرية لا أساس له من الصحة، وكان ادعاء فارغا دائمًا .
*لا توجد عمليات تفتيش من قبل الوكالة الذرية في إيران حاليا
وأشار نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية إلى أنه وفقًا لقانون البرلمان، تم تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي حال استيفاء شروط معينة، يتم تعيين المجلس الأعلى للأمن القومي كجهة نهائية لاتخاذ قرارات استئناف التعاون؛ وقال: "هذه العملية قيد التنفيذ حاليًا. أي أنه في حال وجود أي طلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن سلطة اتخاذ القرار هي المجلس الأعلى للأمن القومي، وقد أبلغنا الوكالة أيضًا بهذه المسألة".
وصرح غريب آبادي بأنه لا يوجد حاليًا أي تفتيش من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. وبالطبع، فإن ما أثاره الغربيون، بمن فيهم الولايات المتحدة والمدير العام للوكالة، كان في الغالب يتعلق بالمنشآت المتعلقة بأنشطة التخصيب. وعندما أعلنوا هم أنفسهم عن استهداف بعض هذه المنشآت، فماذا يعني وجود مفتش هناك؟ كما أعلن المدير العام للوكالة عدة مرات أنه سيتم إرسال المفتشين حالما تتوفر شروط السلامة والأمن. وبالطبع، من الضروري لنا أيضًا قبول هذه المسألة. فطرح هذه المسألة كمشكلة أو أزمة لا أساس له من الصحة.
*لا يمكن تأجيل الدبلوماسية حتى في ظل الصراع العسكري
وتحدث غريب آبادي عن بعض الرسائل الواردة من الولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، فقال: "شرح الدكتور عراقجي الأمر بشكل عام، وقد أُرسلت هذه الرسائل منذ بداية العدوان، وأشارت إلى استعداد الجانب الأمريكي لاستئناف المفاوضات والعملية الدبلوماسية. بطبيعة الحال، خلال الحرب وتلك الأيام الاثني عشر من الصراع، لم يكن هناك جدوى من الحديث عن الدبلوماسية والمفاوضات. ومع ذلك، فالدبلوماسية هي فن وأسلوب التفاوض، وتُستخدم هذه الأداة حتى في أوقات الحرب. لا يُمكن تأجيل الدبلوماسية أو استبعادها من الخيارات الاستراتيجية حتى في حالة الصراع العسكري؛ فالدبلوماسية تبقى دائمًا خيارًا أساسيًا، لكن استراتيجية جمهورية إيران الإسلامية كانت أنه طالما استمر العدوان ونحن ندافع عن أنفسنا، فإن الجلوس على طاولة المفاوضات لا معنى له.
*لم نتلقَّ معلومات رسمية حول تفعيل آلية الزناد
كما اشار نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية الى مسالة تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية: لم نتلقَّ معلومات رسمية بعدُ تفيد بأن الدول الأوروبية لديها مثل هذه النية، لكننا نتوقع أن تتخذ هذه الدول مثل هذه الإجراءات يوميًا. إذا لم نستعد لمثل هذه الظروف، فلن نتمكن بطبيعة الحال من مواجهة هذه السياسة والرد عليها بشكل صحيح. لهذا السبب، نستعد لمثل هذه السيناريوهات دوما. من المقرر أن يستفسر زملاؤنا في وزارة الخارجية رسميًا من وزارة الخارجية الألمانية حول هذه المسألة؛ ما إذا كانت الأخبار المنشورة كاذبة، وما إذا كانت ستؤكدها أم تنفيها. وبطبيعة الحال، سيتضح صباح الغد ما إذا كانت هذه الأخبار كاذبة أم صحيحة.
*إذا فُعِّلت آلية الزناد، سيفقد التواصل مع أوروبا معناه
وأشار غريب آبادي إلى أن الأوروبيين لم يكونوا حاضرين على طاولة المفاوضات، وأن الأداة الفعالة الوحيدة المتاحة لهم حاليًا هي آلية الزناد "سناب باك"، وقال: "لا ينبغي أن نرحب بآلية "سناب باك"، وأنا أؤكد ذلك صراحةً من منظور قانوني، ويجب علينا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنعهم من اللجوء إلى هذه الآلية. وبالطبع، فإن اتخاذ الإجراءات لا يعني منحهم امتيازات، بل الهدف هو دراسة واستخدام خيارات مختلفة لمنعهم من اللجوء إلى هذه الآلية، ولكن إذا أقدموا على هذا الإجراء، فإنهم سيخرجون أنفسهم فعليًا من مجال التفاعل والنشاط الدبلوماسي مع إيران. إذا كنا نتحدث مع هذه الدول، وقد أجرينا معها ست جولات من المحادثات، آخرها عُقدت على المستوى الوزاري في جنيف، فذلك لأن مجال التفاعل لا يزال مفتوحًا، ولكن إذا لجأت إلى آلية "سناب باك"، فلن يكون لهذه التفاعلات أي معنى، وستُخرج نفسها من أي حوار دبلوماسي، بما في ذلك المفاوضات النووية ورفع العقوبات.
وتساءل غريب آبادي عن أي خطة عمل شاملة مشتركة ستطالب بها أوروبا إذا اتخذت مثل هذا الإجراء، قائلاً: عندما تتخذ مثل هذا الإجراء، فأي خطة عمل شاملة مشتركة تتحدث عنها تحديدًا حتى تستخدم آلية "سناب باك"؟ لقد تم التخلي عن خطة العمل الشاملة المشتركة فعليًا. انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة منذ عام 2018، ولم تف هذه الدول الأوروبية الثلاث بأي التزام من التزاماتها. لذلك، يتطلب الأمر غطرسة ووقاحة منهم ليقولوا إن إيران لم تف بالتزاماتها لذا يجب علينا إعادة قرارات مجلس الأمن السابقة.