وكالة تبناك الإخبارية_ كان أحمد جبريل قد أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة عام 1968 وانفصلت عام 1984 عن منظمة التحرير الفلسطينية، واتخذت من دمشق مقرا لها.
وبعد فشل محاولات لدمج فصيله مع حركة فتح بزعامة ياسر عرفات، شارك جبريل في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش عام 1967، ثم انشق عنها ليؤسس القيادة العامة.
من هو أحمد جبريل؟
ولد أحمد علي جبريل في قرية يازور المهجرة قضاء مدينة يافا المحتلة عام 1938، وهو متزوج وله أربعة أولاد وأربع بنات.
درس المرحلة الثانوية في دمشق، وحصل على الثانوية العامة عام 1956، وتخرّج من الكلية الحربية في القاهرة عام 1959. عين ملازما ثم ضابطا في الجيش السوري في سلاح الهندسة حتى تسريحه منه عام 1963.
انخرط جبريل بالعمل الوطني أثناء دراسته الجامعية في مصر، ونشط في رابطة الطلبة الفلسطينيين، ثم أسس جبهة التحرير الفلسطينية عام 1959 متأثرا بجبهة التحرير الجزائرية، واتحدت جبهته مع حركة فتح عام 1965، ثم ما لبثت أن افترقت عنها.
وساهم الراحل في تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 مع منظمة أبطال العودة ومنظمة شباب الثأر، وعين قائدا لجناحها العسكري، لكنه انفصل عنها وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة عام 1968، وأصبح أمينها العام، وعايش أحداث الأردن، ثم انتقل إلى لبنان، وشهد الحرب الأهلية فيه عام 1975، وانخرط في مقاومة اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنان عامي 1978 وعام 1982، وكانت عناصر جبهته أسرت الجندي الإسرائيلي أبراهام عمران عام 1978، واحتفظت بثلاثة جنود آخرين بين عامي 1983 و1985.
نفذت جبهته عددا من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، منها عملية الخالصة قرب مستوطنة كريات شمونة عام 1974 والتي نفذها ثلاثة فدائيين من فلسطين وسوريا والعراق، وعملية قبية (الطائرة الشراعية) الشهيرة عام 1987 والتي نفذها أربعة فدائيين (فلسطينيان وسوري وتونسي)، واستهدفت موقعا عسكريا في مستوطنة كريات شمونة.
كما أشرف على إعداد وتنفيذ صفقتين لتبادل الأسرى بين جبهته وكيان الاحتلال وهما عمليتا النورس عام 1979، حيث أطلق بموجبها سراح 76 أسيرا فلسطينيا من بينهم المناضلتان عائشة عودة ورسمية عودة، مقابل إطلاق سراح جندي في جيش الاحتلال، والجليل عام 1985، والتي أطلق بموجبها 1150 أسيرا فدائيا فلسطينيا وعربيا وأجنبيا من بينهم الشيخ أحمد ياسين، والمقاتل الياباني كوزو أوكاموتو، مقابل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال.
ارتبطت سيرة جبريل بتحالفه الاستراتيجي مع قوى المقاومة في المنطقة، وبصراعه الطويل مع قيادة منظمة التحرير، حد المواجهة المسلحة معها في لبنان، خصوصا أثناء أحداث الانشقاق داخل فتح عام 1983 وفي حرب المخيمات عام 1985، وقد كان جزءا من أغلب التحالفات الفلسطينية التي استهدفت معارضة نهج التسوية والمفاوضات الذي تبنته منظمة التحرير، مثل جبهة الرفض عام 1974، وتحالف الفصائل العشر عام 1993.
غادر جبريل لبنان إلى سوريا عام 1993، وانتقل إلى إيران عام 1996، ثم عاد إلى سوريا عام 2002، وشارك في لقاءات المصالحة الفلسطينية، ووقع على وثيقة المصالحة الوطنية المنبثقة عن اجتماع القاهرة عام 2011.
عانى أثناء مسيرته النضالية؛ فقد عايش النكبة والتهجير عام 1948، واعتقل في السجون السورية في أعوام 1962، 1964، 1966، وتعرض لعدة محاولات اغتيال واختطاف من قبل فرقاء الساحة اللبنانية الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، ومن مخابرات الاحتلال، من بينها إرسال الاحتلال طردا بريديا لبيته عام 1985، واختطاف طائرة متجهة من ليبيا إلى سوريا كان الاحتلال يعتقد بوجود جبريل على متنها عام 1986.
وقد اغتال الاحتلال الإسرائيلي نجله جهاد قائد الجناح العسكري للجبهة بتفجير سيارته في بيروت في لبنان عام 2002.