
موقع تابناك الإخباري_وخلال كلمة ألقاها أمام مئات الصحراويين والضيوف الأجانب في مخيم دجلة بولاية تندوف الجزائرية، أكد غالي على أنه "لن يكون هناك سلام ولا استقرار ولا حل عادل ودائم للصراع المغربي الصحراوي ما لم يضطلع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته في الرد المباشر والحازم على الممارسات العدوانية والتوسعية لقوة الاحتلال المغربية".
والصحراء الغربية هي موضوع نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تمثل الصحراويين والمدعومة من الجزائر، وتطالب البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية بإشراف الأمم المتحدة التي أقرته عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار المذكور. في حين يعتبرها المغرب، الذي يسيطر على ما يقرب من 80 بالمائة من مساحتها، جزءًا لا يتجزأ من أراضيه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
وألمح غالي إلى تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر في الأشهر الأخيرة، محذراً من أن الصراع قد يتصاعد ويزعزع استقرار منطقة شمال إفريقيا، وقال: إن "الحرب محتدمة بالفعل على الأرض، ولا يمكن تفادي مخاطرها وتداعياتها على المنطقة، إذا ما استمرت الأمم المتحدة في إدارة الأزمة بدلاً من حلها".
ووسط إجراءات أمنية مشددة، زار غالي مخيم دجلة لإحياء ذكرى يوم الوحدة الوطنية الصحراوية (12 تشرين الأول/أكتوبر عام 1975) حين دعم فيه كبار زعماء القبائل الصحراوية وأعضاء سابقين في الإدارة الاستعمارية الإسبانية نضال البوليساريو من أجل دولة مستقلة.
وبذل كلٌ من الطرفين المغربي والصحراوي، ولا يزالان، جهوداً حثيثة لكسب حلفاء لهما في حلبة المعارك الدبلوماسية للأمم المتحدة وفي المحافل الدولية الأخرى.
لم تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إجراءات لتفعيل الاعتراف بسيادة المغرب على الأرض، وهو ما كان أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب عبر تغريدة له على "تويتر" في نهاية ولايته، مقابل انضمام المغرب إلى اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
واتهم غالي في خطابه "دول أو شركات أو غيرها" بالتورط مع المغرب في أعمال تجارية في إقليم الصحراء الغربية بدعم "عملية غير قانونية وعدوانية وتوسعية وسرقة ونهب ثروات شعب مقهور أعزل".
وكانت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ قضت أواخر الشهر الماضي بإيقاف سريان الاتفاقات التجارية المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والتي تشمل منتجات زراعية وسمكية بسبب أنه تم إبرامها بدون قبول سكان منطقة متنازع عليها في شمال غرب أفريقيا (الصحراء الغربية).
ومن جهته، قال أمين التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو في تصريحات خلال جولة غالي في المخيم: "إذا لم يشعر المبعوث الشخصي (للأمم المتحدة) الجديد (ستافان دي ميستورا) بدعم مجلس الأمن من خلال مواقف واضحة تضغط على المغرب لاحترام هذا الحق والاتفاقية التي وقعناها معه برعاية الأمم المتحدة عام 1991 من أجل تنظيم استفتاء، بدون هذا سيتعين على السيد دي ميستورا التنازل عن الاستفتاء مثل سابقيه (من مبعوثي الأمم المتحدة)".
وتدعو الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى استئناف المفاوضات من أجل "حل سياسي". غير أن كل محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن. ومنذ استقالة آخر مبعوث للأمم المتحدة، توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا.
وكان المغرب أعلن منتصف الشهر الماضي موافقته على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للصحراء الغربية، وهو منصب شاغر منذ 2019 حين استقال المبعوث السابق وهو الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر بعدما أحيا محادثات بين المغرب وجبهة بوليساريو بمشاركة الجزائر وموريتانيا، لكنها لم تفضِ إلى أي نتيجة ملموسة.