۴۴۹مشاهدات

السيد السندي: سنبقى مع السائرين على طريق ذات الشوكة.. ولن نحيد عن هذا الطريق

شارك القيادي في تيار الوفاء الإسلامي البحريني السيد مرتضى السندي في تأبين الشهيدين الملالي والعرب مساء أمس الجمعة في مركز الإمام الخميني بمدينة قم المقدسة.
رمز الخبر: ۵۴۹۳۲
تأريخ النشر: 01 August 2021

وفقا لما أفادته وكالة تابناك للأنباء _ قال في كلمة له: "سنبقى مع السائرين على طريق ذات الشوكة، ولن نحيد عن هذا الطريق ولن نسقط الراية، ولن نسلم للعدو، وسنكون مع الشهداء حتى يلقانا الله مخضبين بدمائنا".

وفي الحفل التأبيني الذي نظمه تيار الوفاء الإسلامي البحريني تحت عنوان "الشهادة عز أبدي"، أشار السندي إلى أن "الشهداء وصلوا إلى أعلى مراتب الصدق".

وأضاف "نحن اخترنا أن نكون مع الشهداء مع الصادقين مع الشهيد رضا الغسرة مع الشهيد علي العرب مع الشهيد أحمد الملالي مع شهداء المقاومة مع أبطال المقاومة مع رجال الله مع الرموز الصامدين في قعر السجون مع السجناء الأباة الذين يصمدون اليوم ويرفعون صرخاتهم من داخل قعر السجون بهيهات منا الذلة".

وتحدث السيد السندي في محضر الشهداء عن مفهوم المعيّة، والصدق ومراحله

وفيما يلي نص الكلمة:

كلمة السيد مرتضى السندي في ذكرى عروج الشهيدين الملالي والعرب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين..

قال تعالى في محكم كتابه الكريم }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ{.
أتحدث في محضر الشهداء الذين صدقوا العهد مع الله سبحانه وتعالى عن نقطتين مهمتين ترتبط بمفهوم الشهادة والشهداء. النقطة الأولى تتحدث عن مفهوم المعيّة. والنقطة الثانية تتحدث عن مفهوم الصدق ومراحله.
القرآن الكريم يؤكد على مفهوم الصدق، القرآن الكريم يؤكد على مفهوم معيّة الصالحين. يقول الله سبحانه وتعالى: }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا{.

معيّة الصالحين انتماء وحضور في ساحة الصالحين، نقصد بالانتماء، الانتماء الحضاري والحركي والسياسي وهو ما يسميه القرآن بالولاء. قال الله تعالى }إِنَّما وَلِيُّكُمُ ٱللهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ{. ويقول عز من قال: }وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ{.
الذين ينتمون إلى هذا الولاء هم نسيج حضاري سياسي حركي واحد لا اختلاف بين أجزائه، ولا علاقة لهذا النسيج بالنسب والدم والعرق واللغة. قال الله تعالى في حديثه لنبي الله نوح عليه السلام: }قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ{ وهو ابنه من لحمه ودمه.
وقد قال رسول الله (ص) للصحابي الجليل سلمان الفارسي "سلمان منّا أهل البيت" وهو فارسي من أصلٍ مجوسي جاء من فارس يطلب الحق.
هذا الطريق، الطريق إلى الله سبحانه وتعالى طريق شاق وصعب، محفوف بالتحديات الصعبة العسيرة، وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا الطريق بـ (ذات الشوكة) قال تعالى: }وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَـٰفِرِينَ{. ويقول في سورة التوبة: } لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ{.
الله سبحانه وتعالى يذلل هذه الصعوبات بمعيتين: المعية الأولى هي معيّة الله سبحانه وتعالى والمعية الثانية هي معيّة المؤمنين.
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ وقال عز من قال: }وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{. هذه هي المعيّة الأولى، وهي معيّة مباركة تذلل للعاملين العقبات والصعوبات، وحسبك معية الله.
أما المعيّة الثانية، فهي معيّة المؤمنين قال تعالى في محكم كتابه الكريم }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ{.
وهذه أيضاً معيّة مباركة طيبة تستنزل رحمة الله وبركاته وتدعم نفوس المؤمنين والعاملين، وتُذهب عن نفوسهم الإحساس بالوحشة والوحدة في الطريق الصعب.
نعم هذه المعيّة، معية المؤمنين ومعية الصالحين ومعية الأنبياء ومعية الأولياء، هذه معيّة صعبة عسيرة، محفوفة بالصعوبات والمعاناة والآلام وهي شاقة، ومليئة بالهموم والمكاره والتحديات، وقد تكلف الإنسان من نفسه وأهله وماله واستقراره الشيء الكثير. وقد ابتليّ من كانوا مع الأنبياء بشتى أنواع البلاء بسبب هذه المعية.
معية الصالحين والأنبياء ثلاثة:
• المعية الصلبة: وهي المعية الصامدة الصلبة والقوية للأنبياء والصالحين في ساعات العسر واليسر، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء. هذه المعية أعلى مراتب المعية، وأفضل مراتب المعيّة مع الأنباء والصالحين.

• المعية الضعيفة: وهي معية المؤمنين للأنبياء والصالحين في ساعات اليسر فقط، يكونون مع الأنبياء، يكونون مع الصالحين، ولكن في ساعات اليسر دون العسر، في الرخاء دون الشدة، في السراء دون الضراء، وهذه معية ضعيفة ومحدودة، ولكنها صادقة أيضاً.

• المعية الانتهازية والمنافقة: وهي معيّة المنافقين للأنبياء والصالحين، وهي معيّة انتهازية كاذبة.

المعية الأولى الصادقة الصلبة وهي معيّة المؤمنين الأقوياء الصامدين في حركتهم ومواجهتهم لطغاة عصرهم، وهي معيّة صامدة يصفها القرآن بقوله: }كَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ{.
وعن أصحاب رسول الله (ص) الذين صمدوا مع رسول الله في مكة، في ضراء مكة وفي بأساء المدينة قال تعالى: }وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ{.
أما المعية الثانية، وهي المعيّة الضعيفة، وهي معيّة ضعاف المؤمنين للأنبياء لساعات اليسر، وهي معيّة محدودة ضعيفة. يقول الله سبحانه وتعالى تعالى عنها في حديثه عن أصحاب طالوت: }فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والذين آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا اليوم بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ{ هذه المعية تكون مع الأولياء تكون مع الصادقين وقت اليسر، وقت الرخاء. وحينما تحل الشدة، تحل الصعاب يتخلون عن الأنبياء والصالحين. ويقول عن أصحاب موسى عليه السلام: } فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{.
أما المعية الثالثة فهي المعية الانتهازية والمنافقة، هذه المعية هي معية المنافقين، وهي معيّة انتهازية ذات لونين، المنافقون يصحبون الأنبياء والصالحين ولكنهم يستنبطون الكفر والخداع والعداء. يقول الله سبحانه وتعالى عن هذا النوع }وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمْ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ{.
فإذا فتح الله على المؤمنين، اعتذروا عن تخلفهم، وأقسموا بالله لو استطعنا لكنا معكم. }وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ{.
هذه الجماعة ليست من المؤمنين في شيء، ولكنها تنتهز الفرص كلما سنحت لها الفرصة، فإذا أبطأ النصر أخذوا يشتمون بهم، وهذه هي المعيّة الانتهازية وهي مخصوصة بالمنافقين.
مراحل الصدق
أما النقطة الثانية، وهي تتحدث عن مراحل الصدق، للصدق ثلاث مراحل:
• المرحلة الأولى الصدق في القول.
• المرحلة الثانية الصدق في العقيدة الإيمان.
• المرحلة الثالثة الصدق في العمل.
المرحلة الأولى الصدق في القول، وهي أيسر مراحل الصدق، ولا يكلف الإنسان شيئاً كثيراً، بل يتحقق الإسلام بهذا المستوى من الصدق. كما في قوله تعالى }قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا{ هذا المقدار الذي يدخل الإنسان الإسلام. هذه المرحلة تحصن الإنسان من الكفر، ولكنها لا تحصنه من النفاق، والشيطان يدخل للإنسان من هذه الثغرة، وهي ثغرة النفاق.
المرحلة الثانية، وهي مرحلة الصدق في العقيدة والإيمان، الصدق في هذه المرحلة يحصن الإنسان ضد الكفر وضد النفاق، ولكنها لا تحصن الإنسان من الشك والريب. يعني يبقى الإنسان أي شبهة تطلق عليه يبدأ يشك يبدأ يرتاب يبدأ يعيش القلق.
وهذه هي الثغرة التي ينفذ منها شياطين الإنس والجن، تراهم يوسوسون يشككون يظللون، وهذه هي الثغرة التي ينفذ منها شياطين الإنس والجن إلى نفس الإنسان، فإذا دخل مرحلة اليقين حصن نفسه من الشك والريب وهذا أمر عزيز صعب ليس من بالأمر اليسير أن يصل الإنسان لمرحلة اليقين.
أما المرحلة الثالثة من الصدق، وهي مرحلة الصدق في العمل وهي تطابق القول بالإيمان والعقيدة والعمل، وهذه المرحلة من أعلى مراتب الصدق، وعن هذه المرحلة يقول الله سبحانه تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{.
ففهي هذه المرحلة يتجاوز الصدق من القول إلى العقيدة والإيمان }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا{ ويحصن الإنسان صدقه في هذه المرحلة، في مرحلة الإيمان من الشك والريب، ثم لم يرتابوا، ثم يحقق الصدق في مرحلة العمل فيتطابق قوله وإيمانه وفعله وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، لذلك وصف الله سبحانه وتعالى الشهداء بأنهم صادقون في قوله تعالى: }مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا{.
الشهداء وصلوا إلى أعلى مراتب الصدق ونحن اخترنا أن نكون مع الشهداء مع الصادقين مع الشهيد رضا الغسرة مع الشهيد علي العرب مع الشهيد أحمد الملالي مع شهداء المقاومة مع أبطال المقاومة مع رجال الله مع الرموز الصامدين في قعر السجون مع السجناء الأباة الذين يصمدون اليوم ويرفعون صرخاتهم من داخل قعر السجون بهيهات منا الذلة.
سنبقى مع السائرين على طريق ذات الشوكة، ولن نحيد عن هذا الطريق ولن نسقط الراية، ولن نسلم للعدو، وسنكون مع الشهداء حتى يلقانا الله مخضبين بدمائنا.

         

رایکم
آخرالاخبار