۳۹۸مشاهدات

الرياض بين استجداء الدعم الدولي لوقف ضربات صنعاء والمطالبة باستئناف حظر التسليح ضد ايران

وقال بن فرحان، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء في الرياض مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن السعودية شهدت تنديدا واسعا بقصف رأس تنورة وموقفا قويا من المجتمع الدولي يوازي خطورة هذا الهجوم، مشددا على أنه يمثل اعتداء ليس على المملكة فحسب بل وعلى منظومة الاقتصاد العالمي برمتها.
رمز الخبر: ۴۹۳۷۴
تأريخ النشر: 13 March 2021

بعد ست سنوات على عدوان التحالف السعودي على اليمن الذي حمل عنوان عاصفة الحزم انقلب السحر على الساحر وبات العمق السعودي مسرحا لضربات القوات اليمنية واللجان الشعبية التي طالت اقصى النقاط داخل المملكة .

العمليات اليمنية التي وصفتها صنعاء بتوازن الردع طالت هذه المره ميناء راس تنوره الذي يعد اكبر ميناء لتصدير النفط والظهران في اقصى الشرق السعودي لتغير معادلة الحرب على اليمن وجعلت المدن السعودية تعيش اجواء الحرب الحقيقية التي باتت تهدد الرياض ومصالحها العسكرية والاقتصادية .

فحسابات الحقل السعودي الإماراتي عندما شنوا عدوانهم بامل حسمه في غضون اسابيع لم تتطابق مع حساب البيدر اليمني الذي اثبت أصحابه أن سلاح الإرادة والحق الذي يملكونه هو اقوى من كل اسلحة واموال المعتدبن فحولوا بصمودهم وتضحياتهم العدوان إلى فرصة للانتصار ،رغم تفوق المعتدين مادياً وعسكرياً ودعم قوى الإستكبار العالمي.

انقلاب مشهد العدوان دفع الرياض الى استجداء الدعم الدولي لوقف ضربات السلاح اليمني الذي بات لايعرف الحدود ويطال كل المصالح الحيوية للمملكة رغم ان اميركا وغيرها من حلفاء خادم الحرمين لم يدخروا سلاحا لدعم قوة تحالف العدوان ضد اليمن ولكن دون جدوى.

والمؤسف في ماساة الشعب اليمني ان المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا ازاء المجازر التي ارتكبها العدوان السعودي بحق ابناء هذا البلد على مدى سنوات وتدميره البنى التحتية لليمن الذي بات على شرف اكبر مجاعة عرفتها البشرية ولكننا نجده اليوم يرفع عقيرته في ادانة ضربات اليمنيين في العمق السعودي رغم انها طالت مراكز عسكرية واقتصادية بحتة ولم تمس اي مدنيا.

ومن اجل ان تحفظ ماء وجهها امام الراي العام تحاول الرياض ان تعلق الانجازات العسكرية اليمنية على شماعة ايران لتوحي بان المعركة في اليمن هي مع ايران وفي مواجهة سلاح طهران ومن هذا المنطلق حذر وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان من خطورة الهجوم الذي شنته صنعاء على ميناء رأس تنورة النفطي، ودعا إلى استئناف الحظر الدولي على تصدير السلاح إلى إيران.

وقال بن فرحان، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء في الرياض مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن السعودية شهدت تنديدا واسعا بقصف رأس تنورة وموقفا قويا من المجتمع الدولي يوازي خطورة هذا الهجوم، مشددا على أنه يمثل اعتداء ليس على المملكة فحسب بل وعلى منظومة الاقتصاد العالمي برمتها.

الثمن الباهض الذي دفعته السعودية وماء وجهها الذي تحاول الحفاظ عليه دفعها الى البحث عن وقف الحرب حيث قال بن فرحان انه لا بد من أن تتضافر الجهود أولا للوصول إلى وقف لإطلاق النار في اليمن لكن أيضا لوقف مصادر استمرار الصراع، وأهم مصدر لاستمرار الصراع في اليمن وهذه الهجمات هو استمرار تزويد إيران لصنعاء بالأسلحة المتطورة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة التي تستخدم في ضرب العمق السعودي .

دعوة السعودية لوقف اطلاق النار بدعم اميركي تاتي فيما تشهد الجبهات في اليمن تقدما مضطردا للقوات اليمنية واللجان الشعبية لاسيما في محافظ مارب النفطية رغم استمرار غارات التحالف السعودي ــــ الإماراتي حيث تمكنت قوات صنعاء من التقدُّم على حساب مليشيات العدوان السعودي في مناطق العطيف وإيدات الراء، والتي تُعدّ واحدة من أهمّ المناطق الواقعة في غرب المدينة، وهو ما من شأنه أن يُمكّن قوات صنعاء من التقدُّم على أكثر من محور في اتجاه الأحياء الغربية لمركز المحافظة. وبالفعل، اقترب الجيش واللجان الشعبية، انطلاقاً من إيدات الراء الواقعة بعد العطيف التابعة لجبهة المشجع غرب المدينة، من أهمّ تُبّتَين حاميتَين من الحاميات الغربية، وهما تُبّة السلفيين وتُبّة المصارية في ظلّ انهيار متواصل في صفوف القوّات الموالية لـ«التحالف».

وفي موازاة المعركة الدائرة حالياً في محافظة مأرب، ثمّة معركة إعلامية وأخرى نفسية تُداران من قِبَل التحالف السعودي - الإماراتي ووكلائه المحلّيين، بالاعتماد بشكل أساسي على التحريض المذهبي واستحضار وقائع تاريخية بعينها من أجل شحن نفوس المقاتلين والحفاظ على معنوياتهم، خصوصاً في ظلّ الصعوبات الكبيرة التي تواجهها عملية التحشيد السعودية، من جهة، ومن جهة أخرى تعمُّد تضخيم الخسائر - ولا سيما البشرية - في صفوف قوات صنعاء. في خضمّ ذلك، جاءت تصريحات محافظ مأرب الموالي لـ"التحالف"، سلطان العرادة، ألثلاثاء، والتي بدت أشبه بمناشدة لمنع سقوط مدينة مأرب في أيدي الجيش واللجان الشعبية، لتُشكّل صدمة كبيرة على هذا الصعيد؛ إذ تحدّث العرادة، الموالي لحزب «الإصلاح»، عن أن الخسائر البشرية لقوات عبد ربه منصور هادي، بلغت 18 ألف قتيل، و50 ألف جريح، خلال عام واحد فقط. حديثٌ جعل الأذرع الإعلامية التابعة لـ"التحالف"، والمتمثّلة في القنوات التلفزيونية وحسابات ناشطين ونواب ومسؤولين حكوميين على مواقع التواصل الاجتماعي، تبتلع ألسنتها، فيما بدا الإرباك واضحاً عليها، إذ إن العرادة، باعترافاته هذه، نسَف السردية القائمة على تضخيم حجم خسائر قوات صنعاء، بهدف التهويل على الرأي العام في المحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» بالكلفة الباهظة التي سيتكبّدها من جرّاء العمليات العسكرية التي تقودها الحركة. وفي هذا الإطار، تمّ التركيز على نشر صُور مواكب تشييع الشهداء، بهدف ضرْب الروح المعنوية للجيش واللجان، وصرف الأنظار عن الهزائم التي تتعرّض لها القوات الموالية للتحالف.

وتمثل اعترافات العرادة «رسالة استجداء لتحالف العدوان»، وتكشف أن «ما حاول المحافظ إخفاءه كشَفه المالكي بالزيارة العاجلة، فالأمور يبدو أنها خرجت عن السيطرة في ظلّ تنامي حالة الانهيار الكبير في صفوف المرتزقة، وانسحاق معنوياتهم. ويبدوا أن «ما فشل الطيران وكلّ أشكال الدعم في تحقيقه لن تُحقّقه زيارة المالكي والتقاط الصور التذكارية مع العرادة».

رایکم