۴۴مشاهدات

عراقجي: لن نتراجع عن حقنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية

خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع طلاب جامعة موسكو الحكومية، صرّح وزير الخارجية قائلًا: "نُصرّ على مبدأين؛ أولهما، الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. لم نسعَ قطّ إلى امتلاك أسلحة نووية ولن نسعى إليها أبدًا، وثانيهما، لن نتراجع عن حقنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية."
رمز الخبر: ۷۲۲۶۴
تأريخ النشر: 28 December 2025

عراقجي: لن نتراجع عن حقنا في الاستخدام السلمي للطاقة النووية

 فقد حضر وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، جامعة موسكو الحكومية، وألقى كلمة أمام أساتذة الجامعة وطلابها، وفي الختام أجاب على مجموعة من أسئلة الطلاب.

نص السؤال والجواب كالتالي:

بالنظر إلى المناقشات الدائرة حول إمكانية تبادل الطاقة بين إيران وروسيا، هل تمّ بحث مسألة تبادل النفط الإيراني المُصدّر إلى السوق العالمية المشتركة (وخاصةً الصين) مباشرةً مع البنزين المُنتج في روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروسيا في المفاوضات الثنائية؟ قد يُشكّل هذا بديلاً لبيع النفط وشراء البنزين.

يُعدّ قطاع الطاقة أحد مجالات التعاون بين إيران وروسيا، وهو قطاع واسع النطاق يشمل النفط والغاز. وتخضع بلادنا لعقوبات غير قانونية من قِبل الولايات المتحدة والدول الغربية في هذا الصدد. وهناك العديد من المبادرات والمشاريع الجارية بيننا حول كيفية مواجهة هذه العقوبات وكيفية التعاون في مجالات نقل الغاز والنفط وبيع النفط. وإذا سمحتم لي بعدم الخوض في التفاصيل، يُمكنني القول إنّ تعاوننا واسع النطاق، ويجري تنفيذ مشاريع بالغة الأهمية في مجالات بيع النفط ونقل الغاز وتبادل الغاز. كما نسعى إلى نقل الغاز الروسي إلى إيران للاستهلاك المحلي، ونعمل أيضاً على عمليات التبادل.

تجاوز العقوبات ومواجهة العقوبات الأمريكية خبرةٌ بحد ذاتها. فنحن نواجه العقوبات الأمريكية منذ ما يقارب 45 عامًا أو أكثر، وقد أصبح التصدي لهذه العقوبات خبرةً مكتسبة؛ بل يمكن القول إن الإيرانيين حاصلون على شهادات دكتوراه في هذا المجال. وبما أننا في بيئة أكاديمية، فبإمكاننا التعاون في مواجهة العقوبات، وتبادل الخبرات، أو حتى عقد دورات تعليمية وبحثية مشتركة.

ما هي المبادرات التي تخطط لها وزارة الخارجية الإيرانية لتعزيز الحوار الثقافي وتيسير التبادل الأكاديمي بين الطلاب والشباب الإيرانيين والروس؟

شكرًا جزيلًا. تتحدث الفارسية بطلاقة. لقد تحدثنا اليوم عن التعاون العلمي بين هذه الجامعة وكلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية. نحن على استعداد لاستقبال طلاب من هذه الجامعة في طهران؛ سواءً في دورات قصيرة الأجل، أو دورات في اللغة الفارسية، أو دورات لتطوير المعرفة، أو في برامج الماجستير طويلة الأجل. وفي هذا الصدد، تقرر أن يزور عميد كليتنا إيران لوضع الخطط والتصاميم اللازمة لهذه الدورات.

في أي مجالات يمكن لطلاب البلدين، وخاصة الشباب المتخصصين في العلاقات الدولية، والمهتمين بالدراسات الإيرانية والروسية، أن يساهموا في تعزيز العلاقات الإيرانية الروسية؟

نتعاون في مجالات عديدة، ولكن لا بد لي من التأكيد على أن معظم تعاوننا كان سياسيًا واقتصاديًا، بينما كان تعاوننا في المجال الثقافي محدودًا. أنت والطلاب الآخرون الذين طرحتم هذا السؤال محقون تمامًا. يجب علينا توسيع نطاق الجانب الثقافي للعلاقات. يجب على شعبي البلدين وجامعاتهما وطلابهما أن يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل أفضل، وهذا ممكن من خلال الزيارات والتبادلات العلمية. في هذا الصدد، سنضع خطة بالتأكيد، وقد نظرنا في وزارة الخارجية في تعاون كلية العلاقات الدولية مع هذه الجامعة كنقطة انطلاق.

أولًا، في مجال السياسة الداخلية الإيرانية، وخاصة فيما يتعلق بالشباب، ما هي السياسات الناجحة، وما هي مجالات تبادل الخبرات المتاحة؟ ثانيًا، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تحدث دونالد ترامب عن شن عمليات عسكرية خاصة في فنزويلا. هل تعتقد أن هذا صحيح أم مجرد ادعاء؟ ما هو رد فعل المجتمع الدولي، وما هو دور إيران وروسيا في الحفاظ على سيادة هذا البلد؟

بعد الثورة الإسلامية، لطالما كانت سياستنا الاعتماد على القدرات الوطنية، وقد لعب الشباب دورًا محوريًا في بناء القوة الوطنية. في رأيي، يلعب الشباب دورًا أساسيًا في بناء هذه القدرات. على سبيل المثال، تمكّنا من مقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل، وهما قوتان نوويتان، في حرب الأيام الاثني عشر، ومنعناهما من تحقيق أهدافهما. كان هذا النجاح ثمرة القدرات الدفاعية والصواريخ التي طورناها بأنفسنا، وكل ذلك بفضل جهود الشباب الذين انخرطوا في هذا المجال بشغف واهتمام وحماس. وفي المجال النووي، أنتجنا أيضًا المعرفة والقدرات بأنفسنا، وهو ما كان بدوره ثمرة الجهود العلمية للشباب. نحن نعتمد على الشباب الذين صنعوا القوة الوطنية والوحدة لإيران. سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الاعتماد على الشباب، على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً. لم يتجاوز عمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخمسين عاماً، وخلال هذه الفترة تحولت من حكومة تابعة للولايات المتحدة إلى نظام إسلامي مستقل وديمقراطي. ما زلنا في طور البناء والتجربة. وعلى مدار هذه السنوات الخمسين تقريباً، واجهنا عقباتٍ جمة، وتجاوزنا حرباً دامت ثماني سنوات مع صدام حسين، رافقته ودعمته الولايات المتحدة والغرب.لقد غادرنا. ظروف الحرب، والعقوبات طويلة الأمد، والضغوط الواسعة. ومع ذلك، فقد تجاوزنا كل هذه المراحل بفخر، معتمدين على الشباب.

في حالة فنزويلا، تقود أمريكا العالم نحو شريعة الغاب، فلا يوجد أساس قانوني يسمح لها باتخاذ مثل هذه الإجراءات. لا يوجد في القانون الدولي ما يسمح لأمريكا، على سبيل المثال، بالذهاب لمحاربة المخدرات في فنزويلا الآن، فأين منح مجلس الأمن أو أي مؤسسة أخرى أمريكا السلطة لفعل ما تشاء في أي مكان في العالم؟ إن مهاجمة فنزويلا أمر غير قانوني قطعاً، ويجب على المجتمع الدولي دعم هذا البلد والقانون الدولي والنظام الدولي. إن مهاجمة أمريكا لأي دولة تشاء ستؤدي بالعالم إلى عالم خطير. إذا كان استخدام القوة هو المعيار، وإذا أراد كل من يملك السلطة فرض إرادته على الآخرين، فإن هذا سيقود العالم إلى الفوضى وشريعة الغاب، ويجب على جميع الدول مواجهة هذه السياسة الأمريكية.

لماذا تعتقد أن إيران، على الرغم من موقعها الجغرافي المتميز، لديها حصة أقل من حركة العبور مقارنة بممرات منافسة مثل كازاخستان وأذربيجان؟ والسؤال الثاني هو: ما الذي تقوم به الدبلوماسية الإيرانية تحديدًا لجذب المزيد من الشحنات إلى ممر الشمال-الجنوب؟

أنت محق تمامًا. بسبب العقوبات المفروضة على إيران، فضلًا عن الحروب والصراعات التي خضناها، لم نتمكن من إيلاء هذا الموضوع المهم الاهتمام الكافي. لكن الآن، ينصبّ تركيز حكومة السيد بزشكيان بالكامل على استكمال طرق العبور الإيرانية. وأهمها ممر الشمال-الجنوب، الذي اكتملت جميع أجزائه تقريبًا، باستثناء جزء صغير من رشت إلى أستارا، وهو معروف للجميع. ننفذ هذا المشروع بالتعاون مع روسيا، وآمل أن يُستكمل هذا الجزء أيضًا سريعًا. يُعدّ هذا الممر طريق عبور بالغ الأهمية يربط روسيا ومنطقة القوقاز عبر إيران بالخليج الفارسي والمحيط الهندي، وسيجلب فوائد جمّة. كما نعمل على ممرات شرق-غرب لربط الصين بإيران عبر آسيا الوسطى، وبالقوقاز وأوروبا عبر إيران أيضًا. كما ذكرتم، نحن متأخرون بعض الشيء، لكن أولوية حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الآن هي استكمال طرق العبور بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.

تطرقتم في خطابكم إلى التعاون الإيراني الروسي في قطاع الطاقة. وفي أواخر سبتمبر، أفادت وكالات الأنباء بتوقيع اتفاقية بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة روساتوم لبناء محطة طاقة نووية جديدة تُسمى محطة هرمز. ما هي المرحلة التي وصل إليها هذا المشروع، وهل هناك خطط لبناء محطات طاقة أصغر؟

كما ذكرتُ، تُعد محطة بوشهر للطاقة النووية، التي بنت روسيا مرحلتها الأولى، أحد رموز العلاقات الإيرانية الروسية. ويجري حاليًا التفاوض على المرحلتين الثانية والثالثة من هذه المحطة وتصميمهما. سيتم بناء محطة هرمز من قِبل القطاع الخاص في إيران، ولكن يمكن أيضًا إدراج هذا المشروع ضمن إطار التعاون الإيراني الروسي. تنص مذكرة التفاهم الموقعة بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وشركة روساتوم على مجالات تعاون واسعة بين البلدين، وبإذن الله، سنمضي قدمًا في هذا الاتجاه.

بالنظر إلى تطور العلاقات بين إيران وبيلاروسيا، ما هي المجالات الجديدة، كالتكنولوجيا والسياحة والتعليم، التي ترون أنها تحمل أكبر إمكانات التعاون بين جيل الشباب والدبلوماسيين المستقبليين في البلدين؟

قد يهمكم أنني كنت في مينسك قبل يومين، وعقدت اجتماعات رسمية مع السيد لوكاشينكو، وزير الخارجية، ومسؤولين بيلاروسيين آخرين. في رأيي، مجالات التعاون بين إيران وبيلاروسيا واسعة للغاية. يشهد التبادل التجاري بين البلدين نموًا متزايدًا، وقد خططنا لتسريع هذه العملية. تُستورد إيران معظم احتياجاتها من سماد البوتاس من بيلاروسيا، وقد صممنا عدة مشاريع إنتاج مشتركة في إيران. كما تفاوضنا بشأن تسهيل تأشيرات السياحة. ألغت إيران من جانب واحد تأشيرات المواطنين البيلاروسيين، ويمكنهم الآن السفر إلى إيران لمدة 14 يومًا بدون تأشيرة. اقترحنا أيضًا إلغاء التأشيرات تمامًا للمجموعات السياحية، وقد وعدت الحكومة البيلاروسية بدراسة هذا الأمر. إن العلاقات بين إيران وبيلاروسيا، على غرار العلاقات بين إيران وروسيا، تشهد تطوراً ملحوظاً، وقد وضعنا خلال زيارتنا الأخيرة إلى مينسك خارطة طريق لمدة عام واحد للعلاقات بين البلدين.

بالنظر إلى الرؤية الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، كيف ترون أن تنفيذ مشاريع النقل، مثل ممر زانغزور، يمكن أن يُسهم في النمو الاقتصادي المشترك بين دول القوقاز، وما هو دوره في تعزيز الثقة بين دول المنطقة؟

نرحب بإنشاء روابط وممرات بين دول منطقة القوقاز. وقد تم إنشاء طريق يربط أراضي أذربيجان ونخجوان عبر إيران من خلال ممر أرس. ونتعاون مع جمهورية أذربيجان وأرمينيا في العديد من المشاريع، بما في ذلك مشروع العبور. لكن ثمة نقطة مهمة تتعلق بمنطقة القوقاز؛ فهذه القضية بالغة الأهمية بالنسبة لنا، وأعتقد أنها كذلك بالنسبة لروسيا، وقضايا هذه المنطقة تهم دولها، ولا ينبغي لأي قوة أجنبية التدخل فيها. اقتراحنا، الذي لاقى ترحيبًا من روسيا أيضًا، هو تشكيل آلية ثلاثية زائد ثلاثية. نعارض أي وجود للقوات الأجنبية، وخاصة القوات الأمريكية، بأي شكل من الأشكال، ونعتبره مُضرًا بالأمن الإقليمي. وقد تحدثنا مع كل من أرمينيا وجمهورية أذربيجان بشأن هذه المخاوف، ونتشارك نفس وجهات النظر مع الحكومة الروسية في هذا الشأن، ونتابع هذه التطورات عن كثب.

فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وكما نعلم، فإن إيران ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وقد أشرتم إلى ذلك في خطابكم. نرجو منكم مشاركة آرائكم حول المنظور الاستراتيجي الإيراني لتوسيع العلاقات، ووضع نظام عدم الانتشار، ومستقبل المفاوضات، لا سيما في ظل فشل الدول الغربية في تمديد الاتفاق النووي.

إيران طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وعضو ملتزم بهذا النظام. كانت منشآتنا النووية التي تعرضت للهجوم خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان هذا الهجوم انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي. وبينما نلتزم بتعهداتنا بموجب معاهدة عدم الانتشار، فإننا نصر أيضًا على حقوقنا. أحد هذه الحقوق هو الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، ولا ننوي التخلي عن هذا الحق. صحيح أن منشآتنا قد تضررت، بل بشكل خطير، لكن التكنولوجيا لا يمكن تدميرها بالقصف. إن الصناعة النووية الإيرانية ليست مستوردة؛ فمعرفتها وتكنولوجيتها محلية الصنع، وقد طورها علماؤنا. لا يمكن تدمير العلم والتكنولوجيا بالقصف، وإن دُمرت المباني والآلات، إلا أنه يمكن استبدال المعدات، لأن العلم باقٍ.

نؤكد على مبدأين: أولهما، سلمية البرنامج النووي الإيراني. لم نسعَ قط لامتلاك أسلحة نووية ولن نسعى إليها. وفي هذا الصدد، توجد فتوى من قائد الثورة الاسلامية تُحرّم إنتاج الأسلحة النووية وحيازتها واستخدامها. والحرام يعني الرفض القاطع، لذا فإن امتلاك الأسلحة النووية مرفوضٌ من منطلق عقيدتنا، ولن نسعى إليه. ثانيًا، لن نتراجع عن حقنا في استخدام الطاقة النووية سلميًا. إذا تم التوصل إلى اتفاق قائم على هذين المبدأين، فإن الدبلوماسية والتفاوض يصبحان ممكنين. أما إذا سعى الطرف الآخر إلى فرض آرائه، كما هو الحال الآن في الولايات المتحدة، حيث لا تسعى إلى التفاوض بل إلى فرض إرادتها، فسيكون الحوار بلا جدوى ومستحيلاً. ولكن متى ما كانت امريكا مستعدة لمفاوضات عادلة ومتوازنة، فسوف تُعيد ايران النظر في الأمر.

الكثيرون يعتقدون أن الأمم المتحدة لم تعد فعّالة كما كانت، وأنها أصبحت عاجزة عن حل النزاعات ومنع العنف. هل من الممكن إصلاح دور الأمم المتحدة وإحيائه؟

أنت محق تمامًا. لقد فقدت الأمم المتحدة دورها إلى حد كبير، ولم يعد مجلس الأمن فعّالًا بالقدر الكافي في منع الحروب والحفاظ على السلام. عندما يعجز المجلس عن منع إبادة جماعية كتلك التي وقعت في غزة، يتضح جليًا أنه فقد فعاليته. هل الإصلاحات ضرورية؟ نعم، هي ضرورية بلا شك، لكن طبيعة الإصلاح محل خلاف. هناك نقاش واسع في الأمم المتحدة حول الإصلاحات، وتوجد اختلافات جوهرية في الآراء بين الدول. شخصيًا، لا أرى أفقًا واضحًا لإحداث تغييرات حقيقية في مجلس الأمن في الوضع الراهن. في رأيي، يجب على المجتمع الدولي التصدي لسياسات الهيمنة الأمريكية وإعادة مجلس الأمن إلى مهمته الأساسية، وهي الحفاظ على السلام؛ إلا أن هذا المسار ليس سهلًا.

رایکم