۱۴۹۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۲۳۷۸
تأريخ النشر: 16 September 2019

ونجحت الطائرات اليمنية الصغيرة المسيرة التحليق مئات الكيلومترات لتصيب أهدافها بدقة وحرفية عالية، وللمرة الثالثة على التوالي، الأمر الذي سيكون له تداعيات كبيرة على الداخل السعودي وعلى مكانة المملكة الاقليمية وعلى ثقة الشعب والجيش بالقيادة السعودية بعد 5 سنوات من الخيبة وعدم الجدوى من حرب قادتها الرياض ضد جارتها اليمن ودمرت بنيتها التحتية دون ان تحصل على اي فائدة من هذه الحرب التي تحولت إلى كابوس يؤرق حكام السعودية ليلا ونهارا دون الوصول إلى حل.

ان اختراق 10 طائرات الاجواء السعودية يوم امس والوصول إلى منشآت شركة أرامكو في كل من مدينتي بقيق وهجرة خريص، يعد تطورا هاما في الحرب اليمنية، لان هذا الحدث سيغير قواعد اللعبة في المعارك القادمة وسيكون "انصار الله" اصحاب الكلمة العليا في الحرب، ولن تتمكن السعودية ولا غيرها من تجاوزهم في اي محادثات مقبلة، ولن يمر اي مخطط في اليمن لطالما "انصار الله" يمتلكون هذه القوة الكبيرة التي تزداد يوما بعد يوم، وما يميز "انصار الله" انهم اصبحوا اكثر تنظيما ودقة في اي مخطط يريدون تنفيذه.

السعودية ادركت خطورة "انصار الله" وتعلم جيدا انه لم يعد بالامكان ابعاد هذه الجماعة عن الساحة اليمنية، وبات من المستحيل ان تحقق اي نصر، وما عليها سوى أن تسحب قواتها وتعتذر للشعب اليمني وتدفع تعويضات الدمار الذي خلفته جراء هذه الحرب الفاشلة، وفي حال تعنتت السعودية في موفقها وحربها على اليمن، ستتفاقم المشكلة اكثر وسيتحول كابوس اليمن إلى معضلة مستحيلة الحل وستغرق السعودية اكثر فأكثر في وحل هذه الحرب، لان ما فعله "انصار الله" يوم امس السبت يمثل تحولا خطيرا في طبيعة المعركة حيث اوصلت رسالة واضحة من خلال الهجوم الاخير بأن هجماتها لاتنجح بالصدفة بل بعد تخطيط وتنفيذ دقيقين وبناءا على تجربة وخبرة ومعلومات دقيقة من داخل المملكة تقول جماعة "انصار الله" ان الشرفاء هم من زودوها بها.

وفي هذا الاطار قال المتحدث الرسمي باسم جماعة "انصار الله"، العميد يحيى سريع، يوم السبت (14 سبتمبر الحالي)، إن الهجوم تم باستخدام 10 طائرات مسيرة، وأدى إلى إحداث أضرار كبيرة في المنشآت المستهدفة، مشيراً إلى أنها "أكبر عملية تجريها داخل المملكة بعد رصد دقيق وتعاون مع الشرفاء في داخل السعودية".

وتوعد المتحدث باسم "انصار الله" الرياض بشن مزيد من الهجمات، مبيناً أن "بنك أهداف الهجمات في السعودية يتسع، بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتعاون الشرفاء داخل المملكة".

اذا المعركة أصبحت اصعب بعد ان غيرت الجماعة معادلة الردع لصالحها، وفي الفترة المقبلة لن يكون هناك هجوم سعودي دون رد موجع.

وكان من الواضح جدا الارتباك الذي اصاب القيادة السعودية بعد الاستهداف، ولم يكن امامها سوى الاعتراف بما حدث، حيث نقلت وكالة "واس" السعودية الرسمية عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أنه عند الساعة الرابعة من صباح يوم السبت (14 سبتمبر الحالي)، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو بإطفاء حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار (درون)، وأمكنت السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك.

وقالت وكالة "رويترز" عن مصادر، إن الهجوم على منشأتي أرامكو "أثر على إنتاج وتصدير النفط"،وذكرت المصادر أن الهجوم أثر على إنتاج 5 ملايين برميل يومياً من النفط، تمثل نحو نصف الإنتاج الإجمالي للبلاد، والبالغ نحو 10 ملايين برميل يومياً.

وتمثل معامل "بقيق" التي تم استهدافها الشريان في خط أنابيب الشرق والغرب التابع لـ "أرامكو"، والذي يؤدي دوراً حاسماً في ربط منشآت إنتاج النفط في المنطقة الشرقية وينبع على الساحل الغربي، وتوفير المرونة للتصدير من الساحل الشرقي والغربي للمملكة، وتعد منشأة "بقيق" النفطية التابعة لشركة "أرامكو" السعودية منشأة ضخمة جداً؛ حيث عالجت نحو 1.85 مليار برميل من النفط الخام عام 2018 (5.150 ملايين برميل في اليوم)، وتبعد نحو 75 كم جنوب مدينة الدمام، وتُعد من المدن الهامة بالمنطقة، متوسطة الطريق بين الدمام والأحساء شرقي المملكة.

وتضم منطقة هجرة خريص "حقل خريص" الذي تم استهدافه ويعتبر أكبر مشروع بترول بالعالم حيث يقدر إنتاجه بـ1.2 مليون برميل يومياً من الزيت الخفيف.

طبعا ما اربك الممكلة هو تكرار الهجمات ونجاحها وعجز الدفاعات الجوية عن صدها رغم أن المملكة من اكثر دول العالم انفاقا على التسليح، ومع ذلك لم تتمكن من ايقاف طائرات صغيرة مسيرة، وهذا يضع الجيش السعودي أمام مسألة كبيرة في حال تم شن حرب اكبر من هذه.

الامر الثاني ان حكام المملكة قلقون على الاقتصاد، حيث تسبب هذه الهجمات صفعات مؤلمة للاقتصاد، وهروب المستثمرين، حتى خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تنويع الاقتصاد عبر بيع اسهم من شركة ارامكو ستصبح معقدة اكثر وسيجد صعوبة في بيع اسهم لشركة مهددة باستمرار القصف.

الامر الثالث انها المرة الثالثة التي يتم فيها استهداف شركات النفط في المملكة، لذلك سيكون موقف الحكومة صعب جدا في الايام المقبلة، ولن تجد امامها حل سوى تخفيف التصعيد في اليمن والانسحاب منها رويدا رويدا.

المصدر: الوقت

رایکم