۳۷۷مشاهدات
الباحث والناشط الثقافي باسل الدنیا
ولقد دأب علماء العلويون في كفاحهم وكذلك بعض علماء الشيعة الأعلام، على مد جسور التواصل بينهم وبين إخوانهم الإمامية من الشيعة الاثني عشرية، ونبذ الأمور الخلافية الفرعية والرجوع إلى الأصل ...
رمز الخبر: ۳۴۲۱۸
تأريخ النشر: 12 January 2017
شبکة تابناک الاخبارية: لا تكاد الفتنة تدبر وتتقهقر حتى تعود لتطل برأسها من جديد، حيث عوّدتنا أنها لا تبقى نائمة، بل تسعى في كل طاقتها لكي تنشر الخراب والفساد الفكري والعقلي والأخلاقي في أي مكان تحل فيه على وجه البسيطة. وهذه المرة لم تطل برأسها (كالعادة) بين السنة والشيعة، بل إنها أطلت بين من يوالون العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم سلام الله

كتب الباحث والناشط الثقافي باسل الدنيا و هو طالب في مجتمع الإمام خميني رحمه الله للدراسات الإسلامية مقالا لوكالة مهر للأنباء تطرق فيه الى علاقة العلويين بالامامة وماهية الجذور التي تستلهم منها العلوية مصادرها و عقائدها، كما تحدث عن موقف العلويين من المذاهب والنحل الاسلامية الأخرى.

وفيما يلي نص المقال:

باسل دنيا

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(الأحزاب: 33).

وقال الله تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(النحل: 125).

وقال تعالى في محكم تنزيله: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )(آل عمران: 191- 85).

وقال أمير المؤمنين وسيد الموحدين الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام في وصيته لمالك الأشتر عندما ولاه مصر: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أُكلهم، فإنهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق)(نهج البلاغة: الكتاب 53، الصفحة:326).

لا تكاد الفتنة تدبر وتتقهقر حتى تعود لتطل برأسها من جديد، حيث عوّدتنا أنها لا تبقى نائمة، بل تسعى في كل طاقتها لكي تنشر الخراب والفساد الفكري والعقلي والأخلاقي في أي مكان تحل فيه على وجه البسيطة. وهذه المرة لم تطل برأسها (كالعادة) بين السنة والشيعة، بل إنها أطلت بين من يوالون العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم سلام الله.

إن هذه الفتنة دأبت وتدأب بكل وجودها على تكفير الآخر في إيمانه ومعتقده، وعلى نشر سياسة الكره والبغض بين جميع المذاهب والفرق الإسلامية، غير أبهةٍ بما سيحل من تدمير أخلاقي واجتماعي وسياسي وفكري. وكل هذا ناتج عن الرجوع إلى الماضي والبحث في الفروع لإظهار الأمور الخلافية، وترك الأصول الأساسية للدين والمعتقد والمذهب، والطامة الكبرى تقع في الأشخاص الذين ينقادون ورائها. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)(البقرة: 191).

إن المسلمين العلويين كانوا وما زالوا مثلهم مثل بقية إخوانهم الاثنا عشرية أغصاناً للشجرة الطاهرة التي تتمثل في أهل البيت عليهم السلام، يؤمنون بما يؤمن أخوتهم في الاعتقاد والمذهب، تعبداً وتفقهاً، قولاً وعملاً، سلوكاً وسيرةً، ولا يوجد أي خلاف فيما بينهم إلا في العادات والتقاليد والأعراف، وهذا حاصل في جميع الفرق والمذاهب والطوائف الإسلامية الأخرى، دون استثناء. ومن المعروف أن اختلاف التسميات (علوي، شيعي، جعفري، إمامي،...) وما إلى ذلك من أسماء، إنما هي أسماءٌ لمسمى واحد، وحقيقةٍ احدة، هي الولاء لآل البيت عليهم السلام. ولا عبرة بهذا الاختلاف في الأسماء، فهم فرقة واحدة بوحدة مذهبها وولائها، لا فرق متعددة بتعدُّد أسمائها، ولكن توحُّدها بالولاء والمذهب لا يمنع أن يكون لكل منها عادات متبعة وتقاليد موروثة مكتسبة، ومجتهدون يأخذون بها بأقوالهم وآرائهم الاجتهاديّة.

ولقد دأب علماء العلويون في كفاحهم وكذلك بعض علماء الشيعة الأعلام، على مد جسور التواصل بينهم وبين إخوانهم الإمامية من الشيعة الاثني عشرية، ونبذ الأمور الخلافية الفرعية والرجوع إلى الأصل في المذهب والمعتقد، والتأكيد على أواصر الأخوة والمودة تحت راية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وفي ظل لواء الإمام جعفر الصادق والأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين. وهذا الأمر واضحاً وضوح الشمس في النهار من خلال الرسائل واللقاءات وتبادل المسائل المختلفة التي كانت تجمعهم في بدايات القرن الماضي، والتي ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا. ونهج العلامة الشيخ سليمان الأحمد والعلامة الشيخ إبراهيم عبد اللطيف وولده العلامة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم والعلامة الشيخ حسين سعود والعلامة الشيخ يعقوب الحسن وغيرهم الكثير من كبار علماء ومشايخ العلويين قدس الله أرواحهم أجمعين قائم على جمع وتوحيد الإمامية ككل، وليس بث التفرقة التي تصل إلى حد التكفير فيما بينهم متبعين قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: (عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ الْوَرَعِ ، وَ الِاجْتِهَادِ ، وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَ حُسْنِ الْخُلُقِ ، وَ حُسْنِ الْجِوَارِ ، وَ كُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ، وَ كُونُوا زَيْناً وَ لَا تَكُونُوا شَيْناً ، وَ عَلَيْكُمْ بِطُولِ الرُّكُوعِ ، وَ السُّجُودِ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَالَ يَا وَيْلَهُ أَطَاعَ وَ عَصَيْتُ وَ سَجَدَ وَ أَبَيْتُ)(الكافي ج : 2 ص : 77 ).

وقد أكدّ علمائنا العلويين قدس الله أرواحهم أجمعين في البيان التاريخي الذي أصدروه في القرن الماضي، والذي جعلوه معياراً أساسياً في تمييز العلوي عن غيره، أن كل شخص أو فرد لا يعتقد ما تضمنه من بيان لأصول وفروع الدين، ليس بعلوي. جاء في خاتمة بيان المسلمون العلويون شيعة أهل البيت عليهم السلام ما نصّهُ:

(هذه هي معتقداتنا نحن المسلمين (العلويين) ومذهبنا هو المذهب الجعفري، الذي هو مذهب من عُرِفوا بالعلويين والشيعة معاً، وإن تسمية: (الشيعي والعلوي) تشير إلى مدلول واحد، وإلى فئة واحدة هي الفئة الجعفرية الإمامية الإثنا عشرية. وإننا لنعتبر كل من ينسب إلينا أو يتقّول علينا بما يغاير ما ورد في هذا البيان، مفتري، أو مدفوعاً بقوى غير منظورة يهمها أن تتفرق كلمة المسلمين فتضعف شوكتهم، أو جاهلاً ظالماً لنفسه وللحقيقة، ولا قيمة لقول أحدهما عند العقلاء المتقين).

وقام أيضاً عددٌ من العلماء والمراجع العظام من الشيعة بإصدار عدة فتاوي جاءت على إثر (بيان عقيدة المسلمين العلويين)، مؤكدين على أنهم -العلويين- من الإمامية الاثني عشرية، ولا يوجد أي فرق أو اختلاف سوى ما خلّفه وانتهجه الاستعمار. وهذا بعض ما ورد في تلك الفتاوي:

1- آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية والسلام:

نظراً إلى أن مجموعة من علماء وشيوخ العلويين المحترمين أدام الله عزهم، قد كتبوا عقائدهم وردوا الاتهامات التي تقال في حقهم وقاموا بتطبيق عقائدهم مع عقائد شيعة أهل البيت، فلذا نرى أنهم من إخواننا في المذهب وهم من الشيعة. ويجب احترامهم واعتبارهم مثل بقية الشيعة وأتباع أهل البيت، فلو ارتكب بعض العوام خطـأ أو أخطاء لزم إرشادهم. وينبغي كتابة بعض الرسائل والكتيبات توضح عقائد أتباع أهل البيت(ع) لكافة المراحل المختلفة للشباب والناشئين والكبار، ويتم تعليمهم على مختلف المستويات، سواء في العقائد، أو الأحكام أو الأخلاق...

نسأل الله تبارك وتعالى مزيد التوفيق لكافة الأعزاء.                                      

ناصر مكارم الشيرازي

2-   آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد أطلعت على أكثر من كتاب ودراسة وإعلان من جماعة كثيرة من علماء العلويين ومفكريهم وشخصياتهم القيادية تؤكد على أنهم مسلمون كبقية المسلمين في عقيدتهم التوحيدية الرافضة للشرك وللغلو وفي إيمانهم بنبوة النبي محمد(ص) وبالقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويعلنون بأنهم يلتزمون في ولائهم وشريعتهم الفقهية مذهب الإمام جعفر الصادق(ع). ولقد التقيت بالكثيرين في مناطقهم من سائر الفئات الشعبية فرأيت ذلك شائعاً بينهم مما يدل على جدية الانتماء الإسلامي الجعفري وصدقه، ولعل الإقبال على بناء المساجد والصلاة فيه ما يؤكد ذلك كله.. وإذا كان بعض الجهال يتحدث في بعض الحالات بكلمات غير مسؤولة فإنهم لا يمثلون الطائفة كلهم. وإننا ندعو إخواننا من المسلمين العلويين إلى الاهتمام بتبيان عقيدتهم بشكل واضح حتى لا يكون هناك التباس في الأمر من قبل أي شخص مما أثير ضدهم ظلماً من بعض الناس.

والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.

محمد حسين فضل الله

3-  آية الله العظمى الشيخ الحاج لطف الله الصافي الكلبايكاني حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية والدعاء:

إن البيان الشريف الرائع الصادر عن جمع كثير من أصحاب الفضيلة رجال الدين من إخواننا المؤمنين (العلويين) أمد الله في عمرهم ورعاهم بعين عنايته قد احتوى على ما هم ونحن عليه من العقائد الحقة الإسلامية التي يعتقدها شيعة أهل البيت الإمامية الاثنا عشرية المتمسكون بالثقلين كتاب الله والعترة الطاهرة الذين من تمسك بهما لن يضل أبداً فإنهما لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (ص) الحوض والحمد لله الذي هدانا وهداهم لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. ثبتنا الله وإياكم على هذه المعتقدات الواضحة الجلية وأكرمنا بولاية أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام والاهتداء بهداهم، والسلام علينا وعليهم وعلى جميع العلماء العاملين وإخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

قم المقدسة في اليوم التاسع عشر من شهر رجب المرجب 1424

لطف الله الكلبايكاني

4-  آية الله العظمى الشيخ الحاج حسين نوري الهمداني حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد والصلاة سلام عليكم:

مع الأسف إن تاريخ الشيعة تاريخ ملئ بالظلم والقهر والاضطهاد والاتهام من قبل السلطات الغاشمة الأموية والعباسية والغزنوية والسلجوقية والعثمانية التي أدت إلى التكتم والتقية والاختفاء ولكن بعد أن أسفر صبح الحقيقة وارتفع الظلم وثبت للعلماء والمفكرين تسبب الترابط والتعايش أنهم (العلويون) من الشيعة فنحن أيضاً نعتقد أنهم مثلنا من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية التابعة لمذهب العترة الطاهرة أهل البيت (عليهم السلام) الذين علمهم النبي الأقدس (ص) عدل القرآن الكريم، في الحديث المتواتر عند الفرقين وقال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فالواجب علينا احترامهم وإكرامهم (العلويين) وفقهم الله تعالى.

حسين نوري الهمداني

22جمادى 1424

إن التكفير ليس منهج إسلامي، وليس ذا هوية إسلامية بالخصوص، بل هو ظاهرة إنسانية عامة و(عابرة) للطوائف والمذاهب المختلفة. وهذه الظاهرة والثقافة السوداوية تستدعي الآخر، وتستهين به، ولا ترى له حرمة في نفسه أو دمه أو عرضه، كانت -ولا تزال- على خلاف الفطرة الإنسانية التي تحّرض على كل خير، وترفض كل ظلم وعدوان. بَيدَ أن الخروج عن مقتضيات الفطرة كان يجد له أنصاراً منذ فجر التاريخ. وأصبحوا يعممون هذا المنهج وينشرونه بكل الوسائل المتاحة أمامهم لترسيخ قاعدة (فرق تسد) التي مازال ينتهجها المستعمر. ولا شك أن هذه الظاهرة اليوم وما تحمله في مضامينها باتت أداةً لنشر ثقافة الكراهية والبغض التي تصل إلى حد القتل والتنكيل وهذا واضح وجلي فيما جرى ويجري في سوريا والعراق، عندما سُوِقت هذه الثقافة بقوةٍ في هذين البلدَيَّن المظلومَيَّن. وهذا ما دعا أبناء المذهب الجعفري الواحد (علويين واثني عشرية) وأبناء بعض مذاهب أهل السنة وحتى أبناء الدين المسيحي أن يقفوا صفاً واحداً مضحين بأغلى ما يملكون من أرواحهم وأموالهم وأنفسهم للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وإعلاء كلمة الحق في زمن الجبتّ والطاغوت الذي يتمثل في المستعمر الغربي وأدواته المختلفة.
رایکم
آخرالاخبار