۲۳۵مشاهدات
تحالف الدفاع المشترك هذا لا ُيلزِم بدبلوماسية ”معاهدات السلام” ولا حتى إقامة علاقات تجارية، وثقافية أو سياحية بين إسرائيل والسعودية على سبيل المثال، لكن بلا شك فإن خطوات بهذا الاتجاه، سوف تحدث من تلقاء نفسها، عند إنشاء تحالف حقيقي بين الدول في المسألة الأمنية.
رمز الخبر: ۲۷۴۳۶
تأريخ النشر: 20 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: هل باتت الحاجة تقتضي توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين القاهرة والرياض وعمان وتل أبيب في ظل الكثير من التطورات الإقليمية والدولية التي تعصف بالمنطقة؟ وكيف يمكن أن يتشكل هذا التحالف من وجهة النظر الإسرائيلية؟

الكاتب الإسرائيلي "يهودا دروري" أكد في مقال بموقع"news1” أن التعاون بين هذه الدول وإسرائيل بات على أشده منذ شهور طويلة، بشكل يجعل من الإعلان عن توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين العرب وتل أبيب أمرا غير مستغرب، لافتا إلى أن إسرائيل ستوفر للعرب مظلة دفاع نووي، وأن هذا التحالف سيعمل على تحييد المخاطر التي تهدد العرب، ويشكل جبهة قوية ضد إيران.

واعتبر" دروري" أن "الدفاع المشترك"، وبخلاف أنه سيقوي العرب أمنيا ويساعدهم اقتصاديا وعلميا وفي مجالات الزراعة والصناعات المتطورة، فسوف يوجد أيضا حلا لـ"المشكلة الفلسطينية" يمكن فرضه على الفلسطينيين، على حد قوله.

إلى نص المقال..

آن الأوان أن توقع الدول الأربعة الأكثر تعرضا للتهديد في الشرق الأوسط، إسرائيل والأردن والسعودية ومصر على تحالف دفاع مشترك ضد تهديدات الإيرانيين وداعش والأسد وحزب الله، بل حتى القاعدة. الأمر بات ملحا في ظل قرار روسيا والصين والآن أيضا الولايات المتحدة الأمريكية تأييد إيران كمهيمنة إقليمية رغم كونها دولة إرهابية ورغم اقترابها من الحصول على قنبلة نووية.

تعلمنا في السنوات الماضية ألا نعتمد على خدع باراك أوباما في الشرق الأوسط، أو استمرار تدخل الناتو ( الذي يضم تركيا المتطرفة) – بناء على ذلك يمكن للدول الأربعة المذكورة أعلاه، عبر التوقيع على اتفاقية دفاع مشترك بينهم، تحييد معظم المخاطر التي تهددهم، وتشكيل جبهة قوية ضد إيران.. وقتها يمكن لإسرائيل أن تضمن مظلة دفاع نووي لشركائها.


رغم أن دولة إسرائيل قوية بالشكل الكافي للدفاع عن نفسها في مواجهة أي هجوم، وحتى مصر قوية بالشكل الكافي ( وربما السعودية أيضا)، فإن تحالف دفاع مشترك سوف يوضح لكل معتد في المنطقة، أنه يواجه ائتلافا كفيل بهزيمته بشكل سريع. سوف يؤدي ذلك إلى مزيد من الشعور بالأمان في تلك الدول، وككتلة، فإن قوة المساومة التي يمثلها هذا التحالف حيال الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين والقوى العظمى الأخرى سوف تكون ذات قيمة كبيرة للغاية.


الآن ترسخت العلاقات بين تلك الدول الأربعة، صحيح ليس بشكل علني، لكن الاتصالات والمحادثات وتبادل المعلومات الاستخبارية مستمر منذ شهور طويلة بينهم، ولأسباب مفهومة، لا يزال الأمر مخفيا عن أعين الجمهور في تلك البلدان. الهدف من تحالف مشترك سيكون الكشف عن الأمر علنا، بهدف الردع، ونقل رسالة للمنطقة والعالم.

تحالف الدفاع المشترك هذا لا ُيلزِم بدبلوماسية ”معاهدات السلام” ولا حتى إقامة علاقات تجارية، وثقافية أو سياحية بين إسرائيل والسعودية على سبيل المثال، لكن بلا شك فإن خطوات بهذا الاتجاه، سوف تحدث من تلقاء نفسها، عند إنشاء تحالف حقيقي بين الدول في المسألة الأمنية.


الأهم من ذلك، أن تحالف الدفاع المشترك هذا، يمكن أن يعد خطة لحل المشكلة الفلسطينية، بل ويفرض حلا متفقا عليه على الفلسطينيين، وذلك لأن هذا الخراج الإرهابي موجود في القلب (الجغرافي) للتحالف المشترك المقترح، ويشكل بلا شك، تهديدا مستمرا، يعيق الشعور بالأمن الإقليمي والحفاظ عليه. سيكون من الصعب على الفلسطينيين الاعتراض على حل توافق عليه الدول الأربعة.

تعلم السعودية ومصر والأردن جيدا، أن التحالف مع إسرائيل لن يقويهم فقط من الناحية الأمنية، بل أيضا سيساعدهم اقتصاديا وفي التطوير التكنولوجي والعلمي في مجالات الزراعة والصناعات المتطورة، كذلك فلم يعد أي سبب للكراهية بين الدول الأربعة، لاسيما وأن العنصر الديني- الثقافي (الإسلام) قد تخطى نطاق التطرف في تلك الدول. ومن هنا، فإن كل ما كتب هنا ليس أمرا خياليا، وإنما ينبع من فهم الوضع الجيوسياسي الجديد في الشرق الأوسط.

المصدر: مصر العربي
رایکم