۲۸۳مشاهدات
يتساءل الكثيرون عن سبب تحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي التكفيري مؤخراً بصورة متتالية ومتسارعة. فكيف للتنظيم أن يندحر من قرى، مفخخاً كل البيوت والشوارع فيها، بعد أن سيطر عليها منذ أواخر العام الماضي؟ فإذا كانت القوات الأمنية العراقية مدعومةً بقوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، هي نفسها التي تقاتل منذ اليوم الأول، لماذا أثمرت انجازاتها فجأةً اليوم؟ وما الذي حصل؟
رمز الخبر: ۲۵۸۶۱
تأريخ النشر: 20 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : رئيس لجنة الامن والدفاع في محافظة ديالى العراقية وعضو المكتب السياسي بمنطقة بدر السيد الدكتور صادق الحسيني، يشرح في حديث النقاط المسببة لهذا "النصر المبارك" الذي جاء بعد تغير ثقافة الشعب بأكمله، ملخصاً اهمها في 4 نقاط اساسية.
النقطة الاولى: سقوط "التهويل" الطائفي
منذ دعوة المرجعية الدينية العراقية كافة ابناء الشعب، لرص الصفوف والقتال الى جانب القوات المسلحة (الجيش والقوى الأمنية) أشاع الكثيرون في العراق أن هؤلاء سيكونون نواةً "لميليشيا شيعية" هدفها تحرير مناطقها فقط وقتال "السنة" المتطرفين كـ "داعش" والعشائر السنية الأخرى.
إلا أنه بعد تحرير آمرلي، احدى "المناطق الشيعية" في العراق، وبدء العمل الجدي بتحرير الضلوعية، المنطقة السنية، اندثرت هذه الافتراءات الكاذبة. لكن حملة التكفير لم تقف عند هذا الحد، "فرؤوس الفتنة" أخذوا يشيعون أن قوات الحشد الشعبي، مهمتها تحرير الضلوعية والسيطرة عليها والعمل على تشييع السنة فيها.
بعد الانتهاء الكامل من تحرير الضلوعية، أعلنت قوات الحشد الشعبي استعدادها لحماية المدينة من على الحدود وتسليم زمام الأمن فيها لأبناء العشائر السنية، هنا ايضاً سقطت أكاذيب الفتنويين، وأظهرت قوات الحشد الشعبي مجدداً وطنيتها بامتياز، خاصة ان تحرير العراق يتم انطلاقاً من عقيدتها التامة "لا للطائفية" كما يزعم الكثيرون.
خلال تحرير القوات المسلحة لمنطقة تلال حمرين ضبط خمسون مستودعاً فيها أطنان من المتفجرات ومادة الـ C4، وأكثر من 65 سيارة مفخخة جاهزة للتفجير، توقع الجيش انها كانت معدة لإفشال زيارة اربعين الإمام الحسين (عليه السلام).
النقطة الثانية: الالتفاف الشعبي حول الجيش
أما ثاني أسباب "النصر المبارك"، فيتمثل بتوحّد الفصائل الشعبية الداعمة للقوات المسلحة. فبعد إثبات قوات الحشد الشعبي بكل فصائلها أنها مقاومة وطنية، اقتنعت عشائر العراق السنية بضرورة إنشاء قوات لابناء العشائر، والقتال ايضاً الى جانب القوات المسلحة.
وعندما صار القتال مشتركاً بتوحد كل الفصائل ضد العدو التكفيري الواحد، أُدهش "داعش" وقُهر. حيث كان لافتاً حجم الحشود المتطوعة لمساندة الجيش. فكثيرةٌ هي القرى "الآمنة" التي أوفدت أبناءها للجبهات حتى نقلت وسائل إعلام عراقية عن امهات مجاهدين طلبن من ابنائهن عدم العودة الى أوطانهم إلا شهداء.
داعش المهزوم امام القوات العراقية، بات يلجأ الى اساليب ارهابية لتأخير وصول قوات الحشد الشعبي الى القرى. ففي تلعفر مثلاً فخخ داعش ما يقدر بآلاف منازل، كما فخخ كل الطرق التي من الممكن أن يسلكها المقاومون.
النقطة الثالثة: الإحساس بالتحرير الحقيقي
"الآن انتهينا من حكم صدام الجائر"، بهذه العبارة يعبر أكثر العراقيين عند تحرير منطقة من حكم تنظيم "داعش" التكفيري الإرهابي. فالعراقيون أُوهِموا يوم سقوط حكم الطاغية صدام حسين أن الغرب قادر على إنجاز التحرير. ومع بداية الاحتلال الأميركي للعراق، عادت نكبة القهر والذل، ويوم انسحبوا منه في العام 2011، حكمت العراق الجماعات الإرهابية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.
اليوم يجري تحرير حقيقي للعراق، من كل ما زرعه نظام "البعث العراقي" من إرهاب وما زرعه الوهابيون من تكفير. كل العراقيين، من دون استثناء، يشعرون أنهم حرروا أنفسهم فعلاً من الإرهاب والتطرف، وباتوا يدركون معنى "النصر المبارك" الذي يجب الحفاظ عليه، لبناء المصلحة الوطنية الشاملة.
إن تحرير المدن العراقية من آمرلي الى جرف الصخر الى جلولاء والسعدية وغيرها فاجأ الأمريكيين الذين كانوا يقدّرون أن تحرير جلولاء وحدها سيحتاج الى ستة أشهر فيما حررها مجاهدو الحشد الشعبي بخمسة أيام.
النقطة الرابعة: حرب المعنويات
رابع أسباب توالي هزائم "داعش" في العراق يكمن في ارتفاع معنويات القوات المسلحة والحشد الشعبي، على حساب معنويات الجماعات الإرهابية. فمع بدء القتال، كان أغلب المقاتلين العراقيين يفتقدون للمهارات العسكرية، والخبرات التكتيكية. اليوم ومع الولوج في أتون المعركة تكتسب القوات زخماً من الخبرات العسكرية، فتصحح اخطاءها وتفعّل عملياتها، ما انعكس مباشرةً على سير المعارك وأجبر "داعش" على الاندحار من القرى تباعاً.
ماذا بعد تحرير كامل العراق؟
بعد تحرير كامل العراق يؤكد السيد صادق الحسيني في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، ان كل فئة لا بد لها من العودة الى عملها، كما كانت عليه قبل الازمة. الجيش عليه حماية الحدود وبسط سيطرته على كامل البلاد، من دون الدخول في اشتباكات صغيرة تكسر من هيبته أو تدني من شأنه. اما القوات الأمنية كالدرك والأمن العام فعليها الرجوع الى المخافر في القرى والمناطق وحماية المدنيين.
القوات الشعبية وأبناء العشائر لهما دور مهم بعد الأزمة، فهم بالأساس من نسيج المجتمع، وكل منهم سيعود الى عمله. إن كان طالباً فإلى جامعته وإن كان طبيباً فإلى عيادته، وإن كان استاذاً فإلى مدرسته... الخ. على أن يبقوا مستعدين بشكل كامل للمشاركة في اي تصدّ جديد للإرهاب. هذا ومن المقرر أن تنظّم هذه القوات في فرق خاصة، على غرار الكثير من الدول كالحرس الثوري الإيراني أو الحرس الوطني الأمريكي.
المصدر : العهد
رایکم
آخرالاخبار