۶۹۳مشاهدات
ففي حين أن القذافي كان يتكلم بقوة ضد أمريكا فى العلن لكنه في الحقيقه يتعاون مع أمريكا بأقصى مايتخيله المرء.
رمز الخبر: ۲۴۶۱۹
تأريخ النشر: 27 December 2014
شبكة تابناك الاخبارية: كتب محمود فوزي في مقال له: أدان تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي ممارسات التعذيب للمخابرات المركزيه الأمريكيه (CIA) مع المعتقلين من الدول الأخرى.

الأمر ليس بجديد علينا فمنذ سنوات تم كشف جريمه نقل المعتقلين عبر الحدود ليتم تعذيبهم فى دول اخري (منها 13 دولة عربيه) بأقسي عمليات التعذيب الوحشيه.

الكثير من إعلام الدول العربيه حاول (كعادته) تضليل الناس فتحدث عن عمليات تعذيب قامت بها المخابرات الأمريكيه ولم يذكر الجزء الثاني من التفاصيل وهى مشاركة 13 دوله عربيه في التعذيب سواء بالتعذيب المباشر او اختطاف المعتقلين وتسليمهم.

وهذه الدول (مصر والأردن وسوريا والامارات والسعوديه وليبيا وجيبوتي والصومال وموريتانيا والجزائر واليمن) بالاضافه الى دولتين تم اقامة سجون امريكيه فيها وهما (العراق والمغرب) وهذا فى فترة حكم كلينتون وجورج بوش الابن.

ملاحظات

نلاحظ هنا مفارقه عجيبه ظاهريا وهى أن نظام بشار الأسد الذي يصدع الرؤوس أنه في جبهه الممانعه ورفض أمريكا فانه يتعاون مع أمريكا بشكل رئيسي فى مسأله ما يسمى بالارهاب.

وهو ما يوضح حقائق كثيره حيث أنه ليس كل ما هو ظاهر يكون واقع.

وكما هو حال نظام بشار فاننا اذا انتقلنا الى ليبيا فسنجد نفس الموقف.

ففي حين أن القذافي كان يتكلم بقوة ضد أمريكا فى العلن لكنه في الحقيقه يتعاون مع أمريكا بأقصى مايتخيله المرء.

وهنا نواجه حقيقه مؤلمه وهى أن أمريكا لا تهتم كثيرا بمن ينتقدها أو يشتمها بل يهمها المصالح ومن ينفذها فى الواقع.

وقد تتفهم بالفعل بعض التصريحات هنا أو هناك أنها للاستهلاك المحلي.

الاعلام المصري

الغريب في الأمر أننا نجد الاعلام المصري تناول الخبر بشكل مناقض لنفسه فتحدث وكأنه عثر على كنز يهاجم به امريكا واعتبر نفسه بطلا فى مواجهه الخصوم في صورة وكأنه منافس قوي لأمريكا.

بينما الحقيقه أن نفس الموضوع وهو التعذيب الامريكي للمعتقلين عبر الحدود كنا فى مصر مشاركين فيه بدور كبير حيث كان يتم التعذيب بالوكاله لصالح أمريكا وهو طبعا مالم يذكره الاعلام (النزيه الموضوعي).

وهذا ليس بجديد على الاعلام المصري ان يضلل الناس بقلب الحقائق وتزويرها عن طريق الكذب والتدليس.

طبعا يمكننا تذكر عبارة نبيل فهمي وزير الخارجيه الانقلابي السابق بأن علاقه مصر وأمريكا هى علاقة زواج.

أبو عمر

من أشهر حالات التعذيب بالوكاله لصالح أمريكا هو حسن مصطفى أسامه نصر (أبو عمر المصري) (ولد 1963) تم اختطافه بواسطه المخابرات الأمريكيه من ميلانو بايطاليا عام 2003 وتم نقله إلى مصر ليتم تعذيبه بالوكاله لصالح امريكا وعندما تأكد لهم أنه ليس الشخص المطلوب تم الافراج عنه.

وتم تحريك قضيه ضد رجال المخابرات الأمريكيه فى ايطاليا في 2006 وصدر الحكم بالحبس على 22 منهم في 2011 وتأيد الحكم فى 2012.

هذا بينما حتى الان لم نسمع رأي القضاء المصري فى مواطن مصري اختطفته أمريكا ليتم تعذيبه فى مصر.

يوسف أبو زهري

يوسف أبو زهرى (38 سنة) هو شقيق سامي أبو زهري المتحدث الاعلامي لحركة حماس تم اعتقاله فى مصر فى 28 أبريل 2009 وأعلنت مصر في أكتوبر أنه قد مات فى أحد السجون المصريه وشيع الفلسطينيون جنازته فى غزة في 14 أكتوبر 2009.

مات تحت التعذيب ومن الواضح طبعا أن التعذيب هو لصالح الكيان الصهيوني

الانحدار

أمريكا لها جرائم بشعه كثيره بل اننا لا يمكننا ان ننسى مافعلته فى العراق وافغانستان والصومال ومساندتها للكيان الصهيوني بل مايحدث فى معسكر جوانتانامو معروف للناس كلها.

لكن هذا راجع للنظره الدونيه للآخرين فأمريكا ترى أنها من حقها أن تعذب وتقتل الآخرين من دول أخرى وخاصة الدول المسلمه وقد قالها جورج بوش الابن بأنها حرب صليبيه.

فأمريكا تفعل أي جريمه في الشعوب الاخرى من أجل مصالحها وأهدافها بالطبع الكل يجمع على توصيف أمريكا بأبشع الألقاب اذا ذكرنا جرائمهم لكن يوجد من هو أسوأ وأكثر انحدارا.

أمريكا تعذب معتقلين من دول أخرى من اجل مصالحها بينما هناك من يعذب معتقلين من نفس بلده من أجل مصالحه الشخصيه واستمراره فى الحكم وهذا ما نجده واضحا فى مصر و الدول العربيه فالحاكم المستبد لا يهمه كرامة الشعب او حريته او حتى حياته من أجل بقائه فى السلطه.

وبالتالى فإن هذا يعتبر أسوأ من جرائم أمريكا.

ولكن يظهر ماهو أكثر بشاعه من ذلك ويصل لقاع الانحدار حيث نجد من يعذب معتقلين من نفس البلد من أجل دوله أخرى وهو ما نفعله بإمتياز.

والمثير للحنق أنه بعد ذلك يظهر نفسه وكأنه برىء فكما يقول المثل (يقتل القتيل ويسير فى جنازته).

النهاية
رایکم
آخرالاخبار