۵۰۶مشاهدات
فارس الحباشنة
رمز الخبر: ۲۴۱۰۴
تأريخ النشر: 08 December 2014
في الحديث عن "داعش " ، ذلك الجسم الشرير والشيطاني فانه يسقط من السماء ولم ينبعث من تحت الارض ، بل هناك عوامل وفواعل تاريخية "مادية " أدت الى نمو وانتشار هذا الجسم السرطاني في الجسد العربي -الاسلامي، لتمتص كل اشكال الدكتاتورية والقمع و الاستبداد والقهر والفساد المستشري في بنيان السلطة العربية، وليهدد ما تبقى من أرث حضاري لدى أمة العرب.

أليست "داعش" اعلان عن افلاس العرب حضاريا؟ أليست "داعش " نتاج طبيعي وواقعي لتعطل وأستقالة العقل العربي والاسلامي ؟ أليست داعش التي تكاد تطحنا جميعا اليوم وليدة لجهلنا و فقرنا وعجزنا و تراخينا في العلم والمعرفة و ضعفنا وتشوش فكرنا ؟

شبح تمزيق عالمنا العربي من محطيه الى خليجه، لا يمكن أن يواجه الا بفرض سلطة العقل و التنوير والحرية ، لابد من أعادة أنتاج لهذه المفاهيم في سياق ثورة تاريخية في العقل العربي ، ثورة تمحو التطرف و الهمجية و الاقصائية و الوعي الاجوف و الانحطاطي "ضيق الافق " للعالم " الاخر ".

لابد من مشروع ثقافي "سياسي واجتماعي" يقاوم سلطة الغائب وغوغائية اذرعها في السياسة و المجتمع ، مشروع مقاوم يحمي الذات العربية من تفريغها حضاريا ، وحطها في دائرة الافلاس الانساني ، وبالطبع لا يمكن ذلك الا بالحرية و تقدسيها والايمان بالاخر و الاختلاف و التعدد ، هي قيم العقل المستنير التي لابد من تثبيت جذورها في وعينا العام.

علينا أستنهاض سؤال العقل في فكرنا العربي -الاسلامي من أبن خلدون و أبن رشد و أخوان الصفا الى محمد عبده وجمال الافغاني، ونهاية بمفكري العصر الحديث من مالك بن نبي و محمد عابد الجابري ومحمد اركون و حسن حنفي و الطيب تيزني و برهان غليون ، وأعلام التنوير العربي.

النهاية
رایکم
آخرالاخبار