۱۴۲۵مشاهدات

شتّان بين وفاء الإيرانيين للأسد وخيانة "شيوخ الخليج الفارسي" لمرسي

علي رضا كريمي
رمز الخبر: ۱۳۴۷۲
تأريخ النشر: 08 July 2013
شبكة تابناك الاخبارية - فارس: لقد كانت السنتان الأخيرتان أصعب فترة مرت على الجمهورية الإسلامية وسوريا في التاريخ المعاصر لكن إيران، وعلى العكس من شيوخ الخليج الفارسي العرب، قد أثبتت أنها لا تتخلى عن حليفها وتتركه يصارع الضغوط الدولية بمفرده.

وذكر "علي رضا كريمي" المحلل الاستراتيجي في تحليل له بالخصوص أن من الطبيعي إقامة التحالفات بين الدول واللاعبين السياسيين الذين تربطهم مصالح مشتركة لكن المهم هو مدى وفاء أعضاء الحلف لبعضهم في الظروف الحساسة لاسيما عند تدخل قوى خارجية.

وتطرق المحلل إلى تحالفات الشرق الأوسط المعاصرة فقال: "إن فشل "إسرائيل" إبان حرب تموز في تغيير نتيجة المواجهة لصالحها كان بسبب التحالف القائم بين إيران وحزب الله وسوريا؛ أو ما يسمى بمحور المقاومة الذي شكل في السنوات الأخيرة أهم عناصر التغيير بل والثبات بالنسبة لمعادلات المنطقة".

وأشار كريمي إلى سعي القوى العالمية بعد الثورات العربية وتساقط الأنظمة الدكتاتورية إلى تأجيج الخلاف الطائفي من خلال تشكيل محور أسموه بـ"المحور السنّي"[!] في مقابل محور المقاومة يضم تركيا ومصر والسعودية وقطر وقال: "حتى أنه اُوعز للكيان الصهيوني في "مؤتمر هرتزليا!" بالتقرب لهذا المحور لضرب مناوئيه في محور المقاومة".

وقد وصلت المواجهة بين المحورين أوجها، حسب المحلل، إبان الأزمة السورية وذلك عبر الدعم المالي والتسليحي السعودي والقطري للجماعات المسلحة في سوريا مضافا إلى الدعم اللوجستي التركي والسياسي المصري وتدفق العناصر السلفية من جميع أنحاء العالم إلى سوريا والهدف هو ضرب محور المقاومة وليس مجرد إسقاط بشار الأسد".

ويضيف "علي رضا كريمي": "هنا تكمن المفارقة؛ فالهجمة الشعواء تُشَنّ على سوريا في وقت تعاني إيران أشد الضغوط الدولية على خلفية برنامجها النووي السلمي وتتعرض لأقسى حصار اقتصادي لكننا نلاحظ أن الجمهورية الإسلامية قد أثبتت أنها لا تتخلى عن حليفها وتتركه يصارع الضغوط الدولية بمفرده".

وأردف قائلا: "أما عندما عُزل "محمد مرسي" (حليف شيوخ الخليج الفارسي) من قبل الجيش المصري فقد كانت السعودية أول من هنأ بعزل حليفها بالأمس وتبعتها قطر ولم يشجب العزل إلا اردوغان ـ بسبب بعض أخلاقياته ـ لكنه هو الآخر اكتفى بالشجب اللفظي".

ونوه التحليل بأنه قد تكون أكثرية الشعب المصري، بل وحتى شعوب المنطقة، مرتاحة من عزل مرسي بسبب أدائه السيئ خلال سنة رئاسته مؤكدا أنه ليس ثمة شك بأن ما حدث في مصر هو "انقلاب شعبوي"؛ أي انقلاب يحظى بدعم شعبي لكنه يفتقد الصبغة القانونية موضحا: "كان يُتوقّع من حلفاء مرسي على الأقل أن لا يدعموا عزله عبر انقلاب".

وشدد المحلل على أن هذا التباين الصارخ بين وفاء الشعب الإيراني وخيانة "الشيوخ" العرب يتجلى أكثر عندما نطالع تقريرا نشره موقع "دبكا" الصهيوني قال فيه: "شيوخ الخليج الفارسي العرب لم يعربوا عن سرورهم بانقلاب الجيش المصري فحسب، بل لقد كان لهم دور فيه" مضيفا: "على فرض صحة التقرير فإن تصرف الشيوخ العرب هو خيانة لمرسي".

وختم "كريمي" تحليله بالتساؤل: "ألا تبعث هذه الحقيقة رسالة إلى معارضي إيران؟ ألن يفي الإيرانيون ـ كما وفوا مع الشعب السوري ـ بمعتقدهم الديني في حرمة تصنيع السلاح النووي؟" وأضاف: "هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للثقة بالإيرانيين، لكن هناك عدم تفهم لهذه الأسباب من الطرف المقابل في القضية النووية".
رایکم
آخرالاخبار