شبکة تابناک الأخبارية: الأطلسي الأمريكي أنّ الفوضى في سوريا بعد رحيل بشّار الأسد هي أمرٌ لا مناصّ منه، والمسيحيّون سوف يغادرون هذا البلد والأكراد أيضاً قلقون ممّا ستتمخّض عنه الأحداث.
وقد جاء في هذه الدراسة وهي مقالة بقلم "فريدريك هارف" أنّه من المستبعد أن يتمّ نقل السلطة في سوريا بصورةٍ دبلوماسيةٍ منظّمةٍ وتسليمها إلى حكومةٍ وطنيةٍ موحّدةٍ بقيادة المعارضين السوريين، لأنّ الظروف الحالية في هذا البلد معقّدةٌ جداً ومحفوفةٌ بالمخاطر.
فقد أكّد الباحث أنّ هناك سبع نقاطٍ تجدر الإشارة إليها في هذا الصدد، وهي:
1- ان مرور الزمان ليس من صالح سوريا: بشار الأسد وفئةٌ معارضةٌ تابعةٌ لتنظيم القاعدة تحمل اسم (جبهة النصر)، يحاولان القضاء على بعضهما البعض. يُذكر أنّ النواة الأصلية لهذه الجبهة هم إرهابيون تمّ نقلهم سابقاً إلى العراق، ولكنّهم الآن في سوريا.
2- لا يوجد طريقٌ وسطٌ لحلّ الأزمة في سوريا: معظم الضغوط الاقتصادية والسياسية التي مارستها الولايات المتّحدة ضدّ سوريا كانت في بداية الأزمة، وتمكّن المعارضون آنذاك من التفوّق على القوّات الحكومية بالتدريج. وبالرغم من أنّ المستقبل قد يشهد إقامة مناطق جوّية محظورة، إلا أنّ هذا الأمر ليس من شأنه حلحلة الأوضاع.
3- ليس هناك أملٌ في تحسّن الأوضاع دون اتّخاذ إجراءاتٍ مؤثّرةٍ: الملايين من السوريين ما زالوا متردّدين حول إزاحة بشّار الأسد، ولكن الكثير من المواطنين يعتقدون أنّ الحكومة الحالية هي أفضل من النظام الذي سيأتي بكثيرٍ. إذ رغم أنّ المتطرّفين لا يملكون سوى عددٍ قليلٍ من القوّات المسلّحة، إلا أنّهم منهمكون في توسيع نطاق قوّاتهم.
4- ان قوّة السلاح قد تعيّن مستقبل سوريا: أكّد المبعوث الأُممي (الأخضر الإبراهيمي) أنّ سوريا بحاجةٍ إلى دعمٍ أكثر ليتمّ نقل السلطة بشكلٍ منظّمٍ. ولكنّ هذا الأمر لا يبدو يسيراً، فالخلافات العسكرية المستفحلة بين الأسد ومعارضيه لا تُبشّر بذلك.
5- لا بدّ من معرفة مصدر دخول السلاح إلى سوريا ومن الذي يسيطر عليها: القتال في سوريا هو قتالٌ شاملٌ، لذا فإنّ الحيلولة دون ذلك لا يعدّ الهدف الأساسي للمجتمع الدولي. إذن، على أمريكا وحلفائها التأكّد من مصير الأسلحة التي تُرسل إلى سوريا ومعرفة من الذي يسيطر عليها، ويجب عليهم ترجيح الوطنيين الذين يرجّحون المصلحة الوطنية على المصالح القومية والطائفية.
6- ان سوريا سوف تواجه ظروفاً صعبةً بعد الأسد: إنّ الفوضى بعد الأسد هي أمرٌ حتميٌّ في سوريا، فالعلويّون المعارضون سوف يعودون إلى المناطق التي يقطنها بنو جلدتهم، كما أنّ الكثير من المسيحيين سوف يغادرون البلاد، والأكراد بدورهم سوف يواجهون مرحلةً مليئةً بالاضطرابات.
7- يجب أن يكون للمجتمع الدولي دوراً فاعلاً في سوريا: ان إعادة إعمار سوريا يتطلّب مبالغ مالية ضخمة تعادل مليارات الدولارات، لذا يجب تأسيس لجنة مالية مؤقتة في هذا المضمار عن طريق (أصدقاء سوريا) مدعوم من قبل بلدان الخليج الفارسي.