شبکة تابناک الأخبارية - هناء عبد الله: في عام 1982، الرئيس العراقي صدام حسين خطط لاستضافة قمة حركة عدم الانحياز في دورتها السابعة في بغداد، ليظهر للعالم أن العراق يتمتع بالاستقرار الكافي رغم حربه الشرسة مع الجمهورية الإسلامية والتي بدأها صدام عام 1980 بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه, وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر في فندق الرشيد في بغداد.
الإيرانيون رأوا أن نجاح صدام حسين في عقد القمة يمثل ضربة كبيرة لإيران، فحاولت القوات الجوية للجيش الإيراني أن تظهر بغداد بالعاصمة غير الآمنة، وقرر سلاح الجو ضرب بغداد خاصة في ظل إعلان صدام حسين أنه لو تمکن الطیارون الإیرانیون من الاقتراب على بعد 50 ميلا من خطوط الدفاع الجوية، فسیدفع للطیار الإيراني المخترق مجموع راتب سنة لكل فرد من وحدة القوات الجویة العراقیة.
التصريح المستفز – كما يصفه المقاتل في سلاح الجو آنذاك لمراسلتنا في طهران – والذي يروي الحكاية جعل "علیرضا یاسینی" الطيار البارز في سلاح الجو الإيراني وقتها يحدث قائده "عباس دوران"، ويسأله هل أنت جاهز لنثبت قدرتنا لصدام؟ فأجابه الأخيرة: "أجل".
صدام كان قد أحاط بغداد بترسانة أسلحة دفاع جوي هي الأكثر تطورا في العالم، وكان يحرض بشكل شديد على إتمام خطته الدفاعية لأنه في حال نجاح قمته فسوف يكون رئيس القمة لعدة سنوات وربما يتمكن من أخد موقف دولي ضد إيران يتسبب في نهايتها للأبد.
في الحادي والعشرين من يوليو سنة 1982، ظهرًا، انطلق الطيار الرائد عباس دوران "31 عاما" برفقة مساعده "منصور کاظمیان" من مقر سلاح الجو مستقلا المقاتلة الفانتوم F4 متوجها إلى بغداد، متجاوزا الخطوط الدفاعیة والمضادات الجویة العراقية، وقصف مصفاة "الدورة" في بغداد قبل أن تتمكن قوات الدفاع الجوي العراقية من استهداف الطائرة بصاروخ "Roland 2 SAMs".
تمكن "منصور كاظميان" من الخروج من الطائرة المصابة وتم أسره، فيما قرر الرائد "عباس" استكمال هجومه وقام بصدم طائرته بفندق الرشيد "المقر المخصص لانعقاد القمة في بغداد"، والذي كان من المفترض افتتاحه بعد أيام من الهجوم. وبالفعل تم تغيير مقر انعقاد القمة إلى نيودلهي.
الإيرانيون الذين يعقدون قمة دول "عدم الانحياز" في العاصمة طهران هذه الأيام يرجعون لعباس دوران فضلا كبيرا في انعقاد القمة حتى بعد مرور ما يربو من ثلاثة عقود من الحادثة، ويطلقون على عديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات اسمه، ويرجح البعض أن الرئيس نجاد قد يذكره في خطابه أمام القمة وينسب له الفضل في هذا الحدث الكبير.
من ناحية أخرى، ترى مصادر دبوماسية أن نجاد لن يُقدم على هذه الخطوة نظرا للعلاقات القوية التي تربطه حاليا بالعراق، وخوفا من تأثر مصالح إيران في العراق بذلك.