شبکة تابناک الأخبارية: في بيتها القديم .. تجلس كالنخلة الشماء، شامخة .. كالثريَّا بين الأنجم .. هكذا هي نعمة احمد الشلبي الملكاوي (أم رياض) التي لم يتبقى سوى أعوام قليلة ليتجاوز عمرها المائة عام.
أم رياض .. كما يحلو لأبنائها مناداتها، رأت الكثير خلال سنوات مضت، إلا أنها حافظت على ابتسامتها، فخرجت علينا بوجه مبتهج القسمات لم تظهر عليه هموم دنيا أعجزت الصغير قبل الكبير.
الحاجة نعمة حفظت القرآن الكريم منذ نعومة أظفارها، وأتقنت القراءة والكتابة وتعلمت الحساب على يدي والدها، الذي كان طبيبا ومعلما في نفس الوقت، حدثتنا عن تلك الأيام.
عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها، كانت نعمة تحل محل والدها لتدرس طلابه، حين كان يتم استدعائه (والدها) لمعالجة حالة ما في احدى قرى محافظة اربد، شمال الاردن، حتى أكدت أنها كانت تضرب من لا يجيد الحفظ والقراءة بعصا والدها الغليظة، علما أن بعضهم كانوا يكبرونها عمرا.
الكثير من الذين تتلمذوا على يدي الحاجة أم رياض دخلوا الجامعات واعتلوا مناصب وظيفية مرموقة ويذكر الحاج (أبو محمد) 78 عاما، كيف كانت أم رياض شديدة في تعليم طلابها حريصة على تحفيظهم القرآن.
وتقول الحاجة بأنها نسيت الكثير مما تعلمته بسبب صدمة وفاة ابنها الأكبر رياض عندما كان في مقتبل الشباب قبل أكثر من 25 عاماً مما أثر على حفظها .
تركنا الحاجة أم رياض وهي متحسرة على جيل اليوم الذي تصفه،"الجيل الضائع الذي لم يتعلم شيئاً ولن يتعلم شيئاً لأن علمهم أصبح لا يؤثر في أخلاقهم وعقولهم".