
في الوقت الذي تتزايد فيه إمكانية تفعيل آلية "سناب باك" من قبل الدول الأوروبية الثلاث المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة(برجام)، تُجرى مناقشات قانونية حول إمكانية هذا التفعيل وإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران.
وكتب "محسن عبداللهي"، أستاذ القانون الدولي في الجامعة، في مقال مفصل: "إن هذه الحجج القائلة بأن الترويكا الأوروبية لم تعد "مشاركة" في خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب مواقفها أو انتهاكاتها المتكررة وليس لها الحق القانوني في استخدام آلية الزناد، لن تنجح، لأنها لا تحتاج إلى موافقة مراقب طرف ثالث لتفعيل هذه الآلية". وأشار إلى أنه تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من امتلاكهم القدرة على الضغط على الزناد بناءً على خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أنهم لا يمتلكون "الشرعية" اللازمة لذلك، موضحًا: يتجلى هذا القلق بشأن غياب الشرعية في رسالة الترويكا إلى مجلس الأمن بتاريخ 8 أغسطس/آب 2025. ونتيجةً لذلك، يُنصح إيران بالتأكيد على افتقار الترويكا إلى الشرعية اللازمة للجوء إلى آلية الزناد، وذلك للأسباب التالية:
- عدم تنفيذ التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب الصمت بالعقوبات الأحادية الجانب وسياسة الضغط الأقصى الأمريكية بعد انسحاب واشنطن غير القانوني من خطة العمل الشاملة المشتركة؛
- عدم تفعيل آلية INSTEX الأوروبية؛
- عدم الإيمان بخطة العمل الشاملة المشتركة من خلال دعم الخطة الأمريكية لوقف التخصيب تمامًا، في حين أن خطة العمل الشاملة المشتركة قد أقرت هذا التخصيب وحددت مستواه لفترة من الزمن؛
- عدم إدانة الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت المشمولة بخطة العمل الشاملة المشتركة، بل وحتى الموافقة عليها والتعبير عن فرحها بها. أوضح أستاذ القانون الدولي بالجامعة: المعنى القانوني لهذه الكلمات هو ما ذكرته محكمة العدل الدولية في الراي الاستشاري لناميبيا عام ١٩٧٠: لا يمكن لأي طرف (أو مشارك) انتهك اتفاقية بشكل متكرر أن يدّعي ممارسة حقوقه بموجب تلك الاتفاقية. هذا الاستخدام يتعارض مع مبدأي حسن النية و الاستوبل (Estoppel).
وأشار عبد اللهي إلى أنه: من الضروري التأكيد على أن الترويكا غير قادرة على استخدام الآلية المنصوص عليها في المادتين ٣٦ و٣٧ من خطة العمل الشاملة المشتركة دون اللجوء إلى آلية تسوية المنازعات. من الناحية القانونية، يُعد اللجوء إلى آلية تسوية المنازعات شرطًا أساسيًا لإرسال خطاب يتضمن آلية التفعيل إلى المجلس، بينما تجاهلته الترويكا.