۱۵۶۶مشاهدات

مفهوم: بناء الثقة

رمز الخبر: ۶۴۳۶۲
تأريخ النشر: 14 March 2022

إجراءات بناء الثقة

ظهر مفهوم "إجراءات بناء الثقة" خلال الحرب الباردة بهدف زيادة الشفافية بين الدول لتقليل مخاطر الهجمات النووية. وقد توسعت لاحقاً لتشمل مجالات أخرى - عسكرية (بين-الدولة وداخل-الدولة) وغير العسكرية (مع مبادرات سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية وثقافية).

يمكن تعريف إجراءات بناء الثقة بأنها مجموعة من الإجراءات الجدية التي تُناقش ويتوافق عليها بهدف بناء الثقة بين طرفين متنازعين، من دون التركيز أو حتى النقاش في جذور المشكلة والصراع. إذا تهدف هذه الإجراءات فقط إلى بلورة الثقة بين الأطراف كتمهيد للدخول في عملية تفاوض حول أصل المشكل وأسبابه.

○ الأهداف الرئيسية لإجراءات بناء الثقة، هي:

- تجنب التصعيد

- البدء بالمفاوضات وتعميقها

- لتعزيز العملية ونتائجها، بمعنى التأكيد على الاتفاق والسعي لحفظه.

 

ملاحظة: مميزات إجراءات بناء الثقة أنها قليلة الكلفة وقليلة الخطورة مقارنةً بمسار التفاوض وحلحلة النقاط الساخنة، وبالتالي يُسعى لها في البداية لاكتشاف النوايا ومدى جدية الأطراف.

 

○ من يمكن أن يقوم بإجراءات بناء الثقة؟

ثلاثة أطراف يمكن أن تقوم بهذه الإجراءات وهم:

- المفاوضون

- صانعو القرار

- الدوائر الواسعة التي يمكن أن تخلق أجواء ثقة ومساعدة.

 

○ أنواع إجراءات بناء الثقة:

- سياسية. أمثلتها: المفاوضات التي تجري في نفس الموقع، بعيداً عن الانحرافات؛ تبادل الزيارات؛ الموافقة على حملة إعلامية مشتركة.

- اقتصادية. أمثلتها: فتح طرق التجارة؛ اتفاقيات للسماح للجهات الفاعلة بالوصول الآمن إلى الأسواق؛ فتح طرق النقل مشاريع التنمية الاقتصادية المشتركة؛ التحضير المشترك للكوارث الطبيعية.

- اجتماعية، إنسانية. أمثلتها: تبادل الأسرى الإفراج عن معلومات حول الأشخاص المفقودين؛ فعاليات ثقافية أو رياضية مشتركة؛ برامج التبادل الطلابي.

- عسكرية، أمنية. أمثلتها: خطوط الاتصال الساخنة؛ تبادل الخرائط العسكرية؛ تبادل الأفراد العسكريين؛ مناطق منزوعة السلاح؛ تسيير دوريات مشتركة على الحدود؛ مناطق ممنوع الطيران وفرق مراقبة وقف إطلاق النار المشتركة.

ملاحظة: طبعًا تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد فصل حاد بين هذه الأنواع، فمثلاً فإن تبادل الأسرى أو إطلاق سراحهم هو أمر إنساني، ويمكن البناء عليها في بناء الثقة؛ لكن إذا ما كان الأسير سياسيًا، فإن الإجراء هذا يكون ضمن التصنيف السياسي كذلك.

 

○ متى يمكن القيام بإجراءات بناء الثقة:

يمكن القول أنه لا وقت محدد يجب التزام به للقيام بإجراءات بناء الثقة، بل إن المعيار الأساس هو أن يكون لهذه الإجراءات فائدة في بناء الثقة. إلا أن خبراء الأزمات يذهبون إلى تحديد بعض الأوقات التي يمكن أن تشكّل الوقت الأنسب في الشروع بإجراءات الثقة، والتي أعطت نتائج مهمة بحسب التجربة، وهي:

- قبل الشروع بالمفاوضات، أو محادثات ما قبل المفاوضات. هنا تكون إجراءات بناء الثقة من النوع المنخفض، على مستوى الكلفة والخطورة، ذلك أنها أولى مراحل بناء الثقة، بعد وجود أزمة أو نزاع فيما بين الأطراف. (عادةً ما يُصار إلى إجراءات الإنسانية، كونها أقل كلفة وخطورة)

- خلال التفاوض. تُشكّل هذه المرحلة أصعب المراحل في بناء الثقة، إذ يسعى كل طرف لتحصيل أكبر قدر ممكن من المكتسبات. وهنا عادة ما تكون الإجراءات منسجمة مع نفس القضية التي يتم التفاوض عليها، فإذا ما كانت القضية المُتنازع عليها عسكرية فإنه عادةً ما يُصار إلى إجراءات من نفس سنخية.
طبعًا، الأفضل أن يتم التمهيد بإجراءات من خارج سنخية الموضوع بالبدايات.

- خلال عملية تطبيق الاتفاق بين الأطراف.

تتميز هذه المرحلة بالحساسية لناحية أن بعض الأخطاء التي تقع يمكن أن تلغي الاتفاق بأكمله. لذا فإن جزء أساسي من المفاوضات التي تحصل، تناقش آليات التطبيق. من هنا تحتاج هذه المرحلة إلى إجراءات بناء الثقة تُناسب طبيعة المرحلة.
لذا من الضروري للأطراف أن لا يستعملوا مجمل الإجراءات التي يمكن أن يوظفوها خصوصًا الإجراءات قليلة الكلفة والخطورة.

كذلك تتميز هذه الفترة بالحاجة إلى إجراءات أكثر فاعلية وملموسة، ولا يُكتفى بما يُظهر حُسن النوايا فقط.

 

○ لتعزيز فاعلية إجراءات بناء الثقة لابد من الانتباه لهذه الأمور التالية:

- تجنب اللجوء إلى إجراءات بناء الثقة عندما لا تكون "الثقة" المشكلة الأساسية بين الأطراف.
فمثلاً إذا ما كانت المشكلة هي "افتقار الأطراف إلى الإرادة السياسية لتغيير الوضع الراهن، أو الافتقار إلى فهم مشترك للنزاع وكيفية معالجته" – هي أكثر المشاكل في المفاوضات- فإن إجراءات بناء الثقة بهذه الحالة لا تفيد.

- الحرص على عدم استخدام إجراءات بناء الثقة للمماطلة أو التستر.

- كن على دراية بممارسات بناء الثقة "الناجحة للغاية" التي يمكن أن تصرف الانتباه عن المفاوضات الحقيقية

- احترس من إجراءات أحادية الجانب وغير متماثلة وكاذبة

- تجنب المعاملات غير الواقعية والغامضة وغير القابلة للتحقق وغير القابلة للتنفيذ

- بدء تدابير بناء الثقة في مجالات موضوعية غير مثيرة للجدل.

- توجيه تدابير بناء الثقة على مستويات مختلفة وقطاعات متنوعة.

- تصميم تدابير بناء الثقة بمناهج تدريجية طويلة الأجل.

 

○ عشرة مبادئ توجيهية في تدابير بناء الثقة:

- كون إجراءات بناء الثقة مصممة خصيصًا للمشكلة وتناسبها.

- الحفاظ على بساطة إجراءات بناء الثقة.

- جعل التأثيرات مرئية للجمهور المستهدف.

- التأكد من سهولة التحكم بالإجراءات ومراقبتها والتحقق منها.

- توضيح عواقب مخالفة شروط تدابير بناء الثقة.

- ربط تدابير بناء الثقة بعمليات أو مفاوضات السلام.

- تطبيق تدابير بناء الثقة الحساسة في عدة قطاعات.

- الحافظ على تكلفة منخفضة لتدابير بناء الثقة.

- ألا تحدد إجراءات بناء الثقة الخطوات المستقبلية لمفاوضات أوسع.

- كون التأثير متساوٍ على جميع الأطراف المعنية.

 

○ العقبات التي يمكن أن تعيق حركة بناء الثقة:

- ضعف سيادة القانون وإقامة العدل.

- المفسدين، الذي يستفيدون من الظروف الراهنة.

- التصريحات العلنية المتشددة للنخب التي تقوض الثقة بين الجماعات.

- المتطلبات القانونية التي تقيد تدابير بناء الثقة.

- تغييرات السياسة والعنف.

 

○ ملاحظات أساسية:

- إن أنظمة التحقق والرصد هي في حد ذاتها تدابير بناء الثقة بين الأطراف.

- إن فرص نجاح تدابير بناء الثقة تزيد إذا ما كان متبادلاً وتدريجي وشفاف.

- يشكّل الوسيط ركنًا أساسيًا في نجاح هذه التدابير أو فشلها، وبالتالي من المهم جدًا معرفة من هو والدور الإيجابي أو التعطيلي الذي يمكن أن يلعبه.

المصدر:مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

رایکم
آخرالاخبار