آية الله العظمی الخامنئي:
إیران لم تشهد حدثا بعظمة الثورة طیلة تاریخها بعد الإسلام
مراعاة العفاف عند التعبير عن العواطف موضوع آخر أشار له السيد القائد في كلمته، حيث أوصی الشعراء بأن يحافظوا علی الحدود عند بيان شؤون القلب و العاطفة و يراعوا العفاف و الحجب في شعرهم.

شبکة تابناک الأخبارية: في ليلة ولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبی (ع) (الموافقة لمساء الأربعاء 2010/08/25 م) استقبل سماحة آية الله العظمی السيد علي الخامنئي عدداً من الشعراء الرواد و الشباب و المثقفين و الأدباء.
في هذا اللقاء قرأ ثلاثون شاعراً قصائدهم ذات المضامين الدينية و الاجتماعية و الحماسية و الأخلاقية.
و تحدث آية الله العظمی الخامنئي قائد الثورة الإسلامية مشيراً المسيرة المتنامية و المتكاملة للحقبة الجديدة من الشعر في إيران منوهاً: الشعر المعاصر في بلادنا متين من حيث اللغة و الخيال، و له نظرة مشرقة للحدود البعيدة، و دقة و تفحص في شؤون الحياة، لذلك راح يظهر تدريجياً أسلوب جديد في اللغة و المضمون و المحتوی سوف تعرف أبعاده في المستقبل بشكل أفضل.
و لفت قائد الثورة الإسلامية إلی ميول الشعراء المتمرسين و القدماء نحو الأسلوب الجديد في الشعر المعاصر مردفاً: إنه أسلوب جديد يتكامل و ينمو يوماً بعد يوم و نحن مسرورون لأن شعراء مميزين و جيدين يعرضون نتاجاتهم داخل إطار هذه الحركة الشعرية.
و قد أكد آية الله العظمی الخامنئي في هذا اللقاء علی عدة موضوعات، فأشار إلی ضرورة الاهتمام الخاص بالشعر بين الفنون الموجودة و المعاصرة ملمحاً: بلادنا بما لها من سوابق تاريخية عريقة، و تراث شعري متراكم و قيّم، تعدّ من البلدان التي تقف في المراتب الأولی في هذا المضمار.
و اعتبر آية الله العظمی الخامنئي نمو الشعر و ارتقائه في البلاد ممهداً لانبثاق سائر الفنون و تأمينها مضيفاً: تتمتع إيران بموهبة و قدرة علی التقدم في مجال الفن الشعري المميز، و كلما تم التفكير و التخطيط و الدراسة و البحث في هذا المجال أكثر، لما كان ذلك - في ضوء هذه المواهب الزاخرة - كثيراً.
و لفت سماحته إلی ضرورة إيجاد جمعيات أدبية منوهاً: الجمعيات الأدبية معناها اجتماع عدد من الراغبين بدافع الشعر، و هذا ما لا يستدعي دعم الحكومة أو مؤسسة معينة، و قد كان أفضل شعراء إيران في فترة من الفترات يتطورون في الجمعيات الأدبية في مشهد التي كانت تقام في بيوت أساتذة الشعر و ينطلقون منها ليخوضوا غمار المجتمع.
و شبّه قائد الثورة الإسلامية الجمعية الأدبية ببيت زجاجي تترعرع فيه الزهور مضيفاً: في الجمعية الأدبية يعالج الشعراء الشباب إلی جوار الأساتذة الرواد نقاط ضعفهم، و بذلك ينضج شعرهم و يتكامل باستمرار.
و شدّد آية الله العظمی السيد الخامنئي علی ضرورة دعم وزارة الإرشاد و القسم الفني و الشعراء الرواد للشعر و الجمعيات الأدبية.
و كان الموضوع الثاني الذي أثاره الإمام الخامنئي في هذا اللقاء هو استخدام الموهبة الشعرية في السبيل الذي يرضي الله تعالی.
و قد قال سماحته في هذا الصدد: القريحة الشعرية عطية إلهية كبری و نعمة كبيرة من الله لا تقبل المقارنة بالنعم الظاهرية، لذلك من الجدير بالشاعر أن يستخدم هذه الموهبة و القريحة في المواطن التي يتوقعها منه الباري.
و في معرض شرحه لهذه الفكرة أشار السيد القائد إلی الروح اللطيفة للشعراء قائلاً: استخدام الشعر للتعبير عن المشاعر و العواطف الإنسانية مما لا مفرّ منه، و لكن علاوة علی المضامين الدينية ينبغي تخصيص نصيب للمجتمع و أهم قضايا الثورة و البلاد.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إشارة سريعة إلی 1400 عام من التاريخ الإيراني بعد دخول الإسلام إليه و تعاقب الحكومات و الدول و الأحوال الاجتماعية و السياسية التي عاشتها إيران طوال هذه القرون قائلاً: لم تشهد بلادنا طوال هذه المدة حدثاً بعظمة حدث الثورة الإسلامية و لم يستطع الشعب الإيراني في يوم من الأيام كما استطاع اليوم تحطيم كافة القيود المزيفة المضروبة علی الشعب، و النهوض و السير برأس مرفوع في درب السمو و النمو.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية في هذا الشأن: وعي الشعب الإيراني و شجاعته و بسالته في خوض الميادين السياسية و العسكرية و النمو الاجتماعي للشعب بعد الثورة الإسلامية لا نظير له علی امتداد التاريخ الإيراني.
و اعتبر آية الله العظمی الخامنئي أن تصوير هذا الزمن من واجب الفن و الشعر ملفتاً: الثورة الإسلامية أرضية جيدة لنمو الثقافة و الفكر و الفنون، و بوسع الفن عن طريق تصويره المتين و النافع و الجذاب المساهمة في إثراء الزمن و زيادة قيمته و محتواه.
مراعاة العفاف عند التعبير عن العواطف موضوع آخر أشار له السيد القائد في كلمته، حيث أوصی الشعراء بأن يحافظوا علی الحدود عند بيان شؤون القلب و العاطفة و يراعوا العفاف و الحجب في شعرهم.
و قال آية الله العظمی السيد الخامنئي مشيراً إلی الشعر الذي تتجلی فيه مؤشرات الاضطراب و الحيرة: وجود هذه الهموم في أشعار بعض الشباب حالة مقدسة و لكن ينبغي إزالة هذه الحيرة و الاضطراب عن طريق تعزيز المرتكزات الفكرية و المعرفية.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلی ضرورة التعبير الأوضح عن الأفكار في الشعر خصوصاً شعر الرواد و المتقدمين مردفاً: يجب أن لا يكون الشعر بحيث لا يستطيع فهمه حتی المهتمون و الخبراء بالشعر، و يبقی المتلقي يعوم في الحيرة، فهذا يعدّ من مثالب الشعر.
و وصف آية الله العظمی الخامنئي هذا اللقاء بأنه ماتع و طيب و تقدم بالشكر لكل الشعراء و المسؤولين عن إقامته.
ابتدأ هذا اللقاء الذي استمر 4 ساعات بحوارات ودّية للشعراء مع آية الله العظمی الخامنئي، ثم أقام الحاضرون صلاتي المغرب و العشاء بإمامة السيد القائد، و تناولوا بعدها طعام الإفطار معه.