۳۲۸مشاهدات
تحولت "جزر سليمان"، الدولة الواقعة جنوب المحيط الهادئ إلى محل اهتمام العالم صباح أمس الخميس، إثر تطورات داخلية وخارجية متسارعة، ما أدى لإخراج المنطقة من كونها دولة "مجهولة".
رمز الخبر: ۶۰۸۴۹
تأريخ النشر: 26 November 2021

موقع تابناك الإحباري_شهدت جزر سليمان، يوم أمس الخميس، احتجاجات واسعة مطالبة بتنحي رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاري، وسرعان ما تحوَّلت إلى أعمال عنف هزَّت العاصمة هونيارا.

وأرجع مراقبون النزاع القائم في الجزر إلى انقسام ولاءات شعبها بين الصين وتايوان، فيما رأى محللون أن ذلك هو نتيجة السّخط على الأوضاع الاجتماعية المتردّية في الجزيرة للمرة الأولى منذ عقود، ومن احتكار العاصمة كلّ الموارد الاقتصادية وعدم اقتسامها مع باقي جزر الأرخبيل.

واندلعت أعمال شغب في هونيارا عاصمة جزر سليمان، تخلّلها إحراق عدد من المباني، ما حرك قلقًا غربيًا وصينيًا، وذلك غداة محاولة متظاهرين اقتحام مقرّ البرلمان، احتجاجاً على رفض رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار الانصياع لمطلبهم بالاستقالة.

وقال شهود عيان ووسائل إعلام محلّية إنّ آلاف المتظاهرين اجتاحوا الحيّ الصيني في هونيارا في خرق لإجراء حظر التجوّل الذي فرضته السلطات في أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة الأربعاء.

وأظهرت مقاطع فيديو عدداً من المباني تشتعل فيها النيران، في حين ارتفعت في سماء العاصمة سحب الدخان، فيما تعرضت المتاجر في الحي الصيني إلى النهب والحرق.

وقالت مصادر محلية إنّ الشرطة تتصدّى لأعمال الشغب باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. وتوعّد سوغافاري بتعقّب مثيري أعمال الشغب، في حين لا تزال المدينة الواقعة في المحيط الهادئ قيد الإغلاق في أعقاب الاضطرابات.

بدوره، قال رئيس وزراء جزر سليمان إن حكومته لا تزال تسيطر على الوضع، متابعاً: "أقف أمامكم اليوم لإبلاغكم بأن بلادنا كلها بأمان، حكومتكم في مكانها وتواصل قيادة الأمة".

الى ذلك، دعا زعيم المعارضة ماثيو ويل رئيس الوزراء إلى الاستقالة، وقال إن الاستياء إزاء قرارات مثيرة للجدل اتُخذت خلال عهده، أدى إلى أعمال العنف.

وتابع في بيان "للأسف فإن الاستياء والغضب المكبوت لدى الناس ضد رئيس الوزراء يمتدّان بشكل لا يمكن السيطرة عليه إلى الشارع، حيث استغل انتهازيون الوضع الخطير والمتدهور بالفعل".

على الاثر، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أنّ بلاده ستُرسل قوات حفظ السلام إلى جزر سليمان، وقال إنّ هدف هذه القوات هو "إرساء الاستقرار والأمن"، مضيفاً أنه تلقى طلب مساعدة من رئيس الوزراء سوغافاري.

وكانت خلافات مماثلة بين الجزر المكونة لجزر سليمان، أدت إلى نشر قوة لحفظ السلام بقيادة أستراليا في البلاد بين الأعوام 2003 و2017.

من جانبها، عبَّرت الصين عن قلقها "الشديد" من تفاقم الأحداث.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تجاو ليجيان، في تصريح صحفي: "نطالب حكومة جزر سليمان باتّخاذ كلّ الإجراءات الضرورية لتأمين حماية الرعايا الصينيين والمؤسسات الصينية".

ومنذ يوم الأربعاء، توافد عدد من سكان جزيرة ملايتا الى جارتها غوادالكانال التي تضمّ العاصمة هونيارا، بنية الاحتجاج مطالبين رئيس الوزراء بالتنحي.

ومنذ تولي ماناسيه سوغافاري قيادة الجزيرة، سعى هذا الأخير إلى التقرّب من الصين عوضاً عن الحكومة المحلية في ملايتا الحليفة لتايوان.

وقالت سنكلير دينين، الأستاذة المساعدة في إدارة شؤون المحيط الهادئ بالجامعة الوطنية الأسترالية، إنّ وراء أعمال الشغب "الكثير من السخط حول هذا التغيير".

ومنذ اعتلاء سوغافاري رأس البلاد، سنة 2019، أُعلنت إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع الصين. في المقابل وعدت بكين هونيارا بمعونات اقتصادية واستثمارات بقيمة 500 مليون دولار. الأمر الذي أدانته وقتها تساي إينغ وين، رئيسة جمهورية تايوان، قائلة: "نتأسف بصدق ونُدين بشدة قرار حكومة جزر سليمان إقامة علاقة مع الصين".

وتقع دولة جزر سليمان في عرض المحيط الهادئ شرق أستراليا، عاصمتها هونيارا، وتتألف من أكثر من 990 جزيرة، لا تتعدى مساحتها مجتمعة 28.5 ألف كيلومتر مربع يقطنها نحو 500 ألف نسمة.

وهي دولة ذات أهمية موقع استراتيجي في المحيط الهادئ، غيرت العلاقات الدبلوماسية من تايوان إلى بكين في2019، وسط صراع أوسع بين الصين والولايات المتحدة من أجل حلفاء إقليميين.

 

         

رایکم