وكالة تبناك الإخبارية_ فقد جعل الأسرى القيود فناً متميزاً تحمل رسالة الحرية والصبر على ظلم السجان وتعنته وجبروته، وعبروا عن حلمهم بالحرية من خلال رسوماتهم وإبداعاتهم، وعن شوقهم عبر رسائل الحنين المكتوبة للأهل والأحبة.
وعملت إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي على تدمير إرث الأسرى التراثي وتحطيم فنونهم عبر المداهمات الليلة لأقسامهم، ومنع العديد من أنواع الأقمشة والخيوط من الدخول إلى زنازينهم.
وفي كل مرة كانت تعمل سلطات الاحتلال على منع إدخال مواد للأسرى، كان الأسرى يجدون البديل حتى احتار عدوهم فيهم، وباتت إرادتهم اقوى من كل أشكال القمع والتنكيل.
وصنع الاسرى في سجون الاحتلال مجسمات للمسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، وسفينة العودة وخارطة فلسطين، وأشكال تعبر عن التمسك بالمقاومة، بالإضافة إلى رموز القضية الفلسطينية ورموز ثورات التحرر العالمي.
وتمثل الأعمال اليدوية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رسالة أخرى يكتبها الأسير بألوان السجن للعالم حتى تجذب انتباه المسؤولين، وهي راية الحرية والشوق إلى الأهل التي يحلم بها الأسير كل يوم عبر فنونه وأعماله اليدوية.
وقال الاسير المحرر محمد جرادات إن "تكوين المواد التي كنا نصنعها في سجون الاحتلال الإسرائيلي أغلبها من الورق والكرتون وقماش الخيمة وحجارة صحراء سجن النقب الصحراوي، وكنا نعبر عبرها عن حبنا وشوقنا للانعتاق من الاحتلال اللعين."
وأضاف جرادات قائلاً: "كانت أشغالنا اليدوية في سجون الاحتلال الإسرائيلي تخفف عنا سنوات الأسر ولوعات الاشتياق لذوينا وأطفالنا، وجميع الأشغال اليدوية كانت تعبر عن ما يلوج في بال الأسير الفلسطيني."
من جانبه، قال الأسير المحرر مجدي نايف "كانت تعمل إدارة مصلحة السجون على التعمد على تخريب اشغالنا حينما كنا نتحرر أو نعمل على إخراجها في وقت زيارة الأهل لنا، ويتعمد الاحتلال أكثر في تحطيم وتكسير أشغالنا اليدوية عند الانتقال من سجن إلى سجن آخر، أو استغلال التفتيش لزنازيننا لتكسير أشغالنا."
وأشار المحرر نايف إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء تحطيم الأشغال اليدوية لقتل الوحدة الوطنية وروح التعاون والجماعية التي تسود أوساط الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي."