۶۹۰مشاهدات
آیة الله جعفر السبحانی:
وأشار سماحته الى البدعة فی التفسیر، قائلاً: الیوم جعلت الوهابیة من القرون الثلاثة الأولى مناطاً لمعرفة الحق من الباطل، فحکموا ببطلان کل ما برز بعد هذه القرون لکونه بدعة؛ ومن هنا ذهبوا الى أن الاحتفال بمیلاد النبی الأکرم (ص) بدعة لأنه لم یکن متعارفاً فی تلک القرون.
رمز الخبر: ۴۸۱۳
تأريخ النشر: 20 July 2011
شبکة تابناک الأخبارية: قال آیة الله جعفر السبحانی: لقد أدى الإحجام عن تدوین الحدیث الى فسح المجال أمام أحبار الیهود ورهبان المسیح لیبثوا القصص الخرافیة بین المسلمین.

أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء من مشهد أن المرجع الدینی سماحة آیة الله جعفر السبحانی واصل محاضراته فی الکلام الاسلامی فی مدرسة نواب العلمیة فی مشهد، مسلطاً الضوء على البدعة فی الاسلام، قائلاً: الملاک فی البدعة هو نسبة ما لم یرد فی القرآن والسنة الى الله تعالى ومحاولة إشاعته بین الناس على أنه من الدین، ولا مجال فیها للنسبیة کما زعم البعض.

وأشار سماحته الى البدعة فی التفسیر، قائلاً: الیوم جعلت الوهابیة من القرون الثلاثة الأولى مناطاً لمعرفة الحق من الباطل، فحکموا ببطلان کل ما برز بعد هذه القرون لکونه بدعة؛ ومن هنا ذهبوا الى أن الاحتفال بمیلاد النبی الأکرم (ص) بدعة لأنه لم یکن متعارفاً فی تلک القرون.

ولفت سماحته الى أن الشیعة یأخذون على الوهابیة أنها وقعت فی البدعة فی تفسیر هذا الأمر؛ لأن معولهم حدیث موضوع، وهو أن الرسول الکریم (ص) قال: «خَیْرُ النَّاسِ قَرْنِی‌, ثُمَّ الَّذِینَ یَلُونَهُمْ‌، ثُمَّ الَّذِینَ یَلُونَهُمْ‌، ثُمَّ الَّذِینَ یَلُونَهُمْ , ثُمَّ یَأْتِی قَوْمٌ تَسْبِقُ أَیْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ وَشَهَادَتُهُمْ أَیْمَانَهُمْ».

ومضى فی القول: الحدیث مخدوش من حیث الدلالة والمحتوى؛ لأن أحداثاً عظیمة واقعت فی القرنین الأول والثانی کواقعة کربلاء مثلاً، فلا یمکن أن تکون تلک القرون خیر من القرون التالیة، إلا من حیث انشغال المسلمین بالفتوحات.

وقال سماحته مشیراً الى البدع التی انتشرت فی القرون الأولى: حدیث رسول الله (ص) من أرکان الاسلام بعد القرآن الکریم؛ فکان حریاً بالمسلمین تدوین أحادیثه بعد رحیله مباشرة لإغلاق الطرق على الکذابین والمبتدعین، لکن الجهاز الحاکم آنداک اعتبر تدوین الحدیث بدعة، والقرآن یصدح بینهم: (إِذَا تَدَایَنْتُمْ بِدَیْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاکْتُبُوهُ) (البقرة: 282).

وأردف: لقد أدى الإحجام عن تدوین الحدیث الى فسح المجال أمام أحبار الیهود ورهبان المسیح لیرتقوا المنابر ویبثوا القصص الخرافیة بین المسلمین؛ ومن هنا یتضح أن تلک القرون لم تکن خیر القرون، وإلا فکیف أمکن دسّ کل هذا الکمّ من الأحادیث المجعولة فی تلک الفترة؟

وشدد سماحته على أن الاسلام الیوم یعانی من الاسرائیلیات، قائلاً: المصادر الروائیة الاسلامیة تحوی کماً کبیراً من الروایات المحرفة المأخوذة من التوراة والإنجیل، وما ذلک إلا لحدوث انحراف فی مسارات الاسلام، وانتشار البدع منذ صدر الاسلام.

رایکم