۷۱۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۰۴۶
تأريخ النشر: 28 June 2020

في رده على العقوبات الامريكية التي ينوي الرئيس الامريكي دونالد ترامب فرضها على شركات أوروبية تعمل في مشروع "نورد ستريم -2" والخاص بنقل الغاز الروسي الى المانيا عبر بحر البلطيق، اعتبر المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، هذه العقوبات بانها "غير مقبولة وتتعارض مع القانون الدولي" و " أن أنشطة الشركات مشروعة وقانونية".

أمريكا ترى في المشروع "تهديدا حيويا" بالنسبة إلى "امنها القومي"، ولا يجب إنجازه كما اعلن السيناتور الجمهوري تيد كروز صراحة، لانه يعزز نفوذ موسكو في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، بينما الحقيقية ليست كذلك ، فامريكا تسعى من وراء هذه العقوبات الى إحتكار السوق الاوروبية وتصدير غازها اليه.

أردنا من خلال نقل هذا الخبر ان نتوقف قليلا امام عبارات جاءت في تصريح المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وهي عبارات: "ان هذه العقوبات غير مقبولة وتتعارض مع القانون الدولي، و ان أنشطة الشركات الاوروبية مشروعة وقانونية"، وهي بالمناسبة عبارات صحيحة، فامريكا لا تعير اي اهمية للقوانين الدولية ولا لمصالح الدول والشعوب ، وانها تدوس على كل شيء من اجل مصالحها غير المشروعة، وهذه الحقيقة يعرفها الاوروبيون اكثر من غيرهم.

الامر الذي استوقفنا امام تصريحات بوريل، هو انها جاءت مشابهة لتصريحات مسؤولين ايرانيين، سمعها العالم اجمع منذ اربعة عقود وحتى اليوم، عن "العقوبات الامريكية غير المقبولة والتي تتعارض مع القانون الدولي التي تفرضها امريكا على ايران والشركات الايرانية، بينما انشطة الشركات الايرانية مشروعة وقانونية"، الا اننا لم نسمع اي اعتراض من اوروبا، التي ليس لم تحرك ساكنا فحسب ، بل كانت تتواطأ مع امريكا ضد ايران والشركات الايرانية، وتسارع الى فرض عقوبات ظالمة بهدف الضغط على ايران ودفعها للتخلي عن سياستها المستقلة.

كنا نتمنى على بوريل ومن سبقوه في منصبه وكذلك على المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التي يهددها اليوم ترامب وبكل صلف وعنجهية في عقر دارها ويمنعها من اقامة علاقات تجارية مستقلة مع دول اخرى، وعلى جميع مسؤولي الاتحاد الاوروبي، الا يتقمصوا الى هذا الحد دور العبيد خلال اكثر من اربعة عقود، وينفذوا السياسة الامريكية الظالمة وبشكل اعمى ضد ايران، دون ان ترتكب ايران ما يستوجب كل تلك الضغوطات والعقوبات والحظر الاقتصادي الذي فرض عليها ، والتي شاركت فيه اوروبا بشكل اكثر خبثا من امريكا نفسها، فها هي الايام تدور وينقلب "السيد" الامريكي على عبيده، الذين ارتضوا ان يكونوا كسياط بيده يستخدمهم كيف يشاء ضد الشعوب الاخرى، الى ان قرر اليوم الاستغناء عنهم ورميهم جانبا دون ادنى اكتراث.

رایکم
آخرالاخبار