۵۷۱مشاهدات
وأشارت إلى أنه بات جليا أن المجتمعات المشهورة بالصرامة مثل سنغافورة وهونغ كونغ أبدت استجابة أكثر فاعلية في التعاطي مع فيروس كورونا.
رمز الخبر: ۴۴۵۷۴
تأريخ النشر: 19 March 2020

رأى الكاتب والمحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان أن ظهور فيروس كورونا في عالم تسيطر فيه التكنولوجيا وأدوات الاتصال ساهم في سرعة انتشار الفيروس واتساع رقعة تفشيه.

وأشار فريدمان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز بعنوان “تقسيمنا التاريخي الجديد: العالم قبل كورونا وبعده” إلى أن الثورة التي حدثت في مجال الاتصال بعد العام 2004 لم تسفر عن تواصل العالم فحسب، إنما أنتجت عالما مترابطا حد الانصهار في جهات عديدة.

وقال فريدمان إن تكنولوجيا الاتصال قد أثمرت نموا اقتصاديا، ولكنها في المقابل سهلت انتقال المشاكل حول العالم، فعندما تسوء الأمور في مكان واحد، يمكن أن تنتقل تلك المشكلة بشكل أسرع وأبعد وأعمق من أي وقت مضى.

وأضاف “لذا، فإن خفاشا محملا بالفيروسات يلدغ حيوانا ثدييا آخر في الصين، ثم يباع ذلك الحيوان الثديي في سوق ووهان للحياة البرية، ثم يصاب صيني (تناول لحم الحيوان) بفيروس كورونا الجديد، وفي غضون أسابيع قليلة تغلق جميع المدارس العامة في بلدي وأجدني احتفظ بمسافة ستة أقدام من الجميع في بيثيسدا (مدينته)”.

العالم بعد كورونا

وتساءل فريدمان عما إذا كان وباء كورونا سيغير الثقافة أو السياسة الأميركية بشكل جذري، وقال إنه لا يعول على الساسة الجمهوريين في التصدي للفيروس، وإن أميركا ستجتاز هذه الأزمة بفضل المواهب العميقة والمسؤولية والالتزام وعدم الأنانية التي يتحلى بها علماؤها وأطباؤها وخبراؤها المتخصصون في الكوارث والبيئة الذين حاول ترامب تقليم أظافرهم. مضيفا أنه يعول على أولئك وعلى الصيادلة لإنقاذ أميركا.

وأشار فريدمان إلى أن موجة تفشي فيروس كورونا قد تغير الثقافة السياسية قبل أن تنحسر، مستدلا على ذلك برأي المؤلفة والأستاذة بجامعة ماريلاند ميشيل غلفاند، التي أعدت بحثا مع زملاء من الجامعة نفسها نشر في مجلة “ساينس” قبل سنوات صنفوا خلاله المجتمعات إلى “صارمة” و “متساهلة”، تبعا لمقدار الأولوية التي تعطيها للحرية أو لاتباع القواعد.

ووفقا لميشيل غلفاند، فإن “المجتمعات الصارمة، مثل الصين وسنغافورة والنمسا لديها العديد من القواعد والعقوبات التي تحكم السلوك الاجتماعي. واعتاد المواطنون في تلك الدول على مستوى عال من الرقابة التي تهدف إلى تعزيز السلوك الجيد. في حين تعد القواعد أضعف وأكثر تسامحا في الثقافات المتساهلة في دول مثل الولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل”.

ونبهت غلفاند إلى أن هذه الاختلافات بين الدول ليست عشوائية، حيث إن البلدان التي تتبنى قوانين أقوى ونظام عقوبات أكثر صرامة هي تلك الدول التي عانت عبر التاريخ من المجاعة والحروب والكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض.

وقالت إن تلك الدول المعرضة للكوارث تعلمت بالطريقة الصعبة على مر العصور، والتي مفادها أن القواعد الصارمة والنظام هما السبيل لإنقاذ أرواح الناس، بينما تمتعت الثقافات التي لم تواجه الكثير من المخاطر -مثل الولايات المتحدة- برفاهية النظام المتساهل.

وأشارت إلى أنه بات جليا أن المجتمعات المشهورة بالصرامة مثل سنغافورة وهونغ كونغ أبدت استجابة أكثر فاعلية في التعاطي مع فيروس كورونا.

وخلصت غلفاند إلى أنه “علينا أن نتذكر أن مسار فيروس كورونا مرتبط بطبيعة الفيروس تماما بقدر ما هو مرتبط بالثقافة، وأننا نحتاج إلى تغيير كبير في برمجتنا الثقافية المتساهلة في الأيام القادمة”.

وختم فريدمان مقاله بأن هناك الملايين من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الذين اقترضوا للاستثمار في مشاريع طويلة الأجل كانوا يعتقدون أن أسهمها أو قيمتها سترتفع لكنهم باتوا عاجزين عن سداد تلك الأموال بسبب فيروس كورونا.

رایکم
آخرالاخبار