۸۳۶مشاهدات

یخت صدام یبحر نحو متحف للشمع

بالمقابل أعرب المواطن علي فالح من أهالي مدينة البصرة عن رغبته في ان " تحتفظ الحكومة العراقية باليخت دون عرضة للاستثمار لتتاح فرصة زيارته من قبل المواطنين ومشاهدة الممتلكات التي كانت مخصصة لصدام ".
رمز الخبر: ۴۴۴۹
تأريخ النشر: 07 June 2011
شبکة تابناک الأخبارية: يتجه يخت صدام لتحويله الى متحف للشمع ضمن العروض المطروحة لاستثماره من قبل الشركات المحلية , في الوقت الذي يرغب فيه المواطنين بفتح أبواب اليخت الراسي في كورنيش شط العرب بمدينة البصرة جنوبي العراق للزائرين لاجل الاطلاع على احد معالم الثراء للحكام .

ويخت صدام  الذي يسمى "نسيم البصرة" أعيد الى العراق في نوفمبر من العام الماضي بعد ثلاثة عقود قضاها مبحرا في الموانئ العالمية .

يقول مهدي عسكر مدير شركة النقل البحري المشرفة على ادارة اليخت في البصرة ان" هنالك عرض لاستثمار اليخت الرئاسي كمتحف للشمع مع انشاء كازينوهات بين أروقته ويعد هذا النوع من الاستثمار جديدا من حيث النوعية في مدينة البصرة وعرضت الشركة نماذج جميله في هذا المجال".

منوها الى ان " مشروع تحويله الى متحف للشمع مناسب لليخت سيما وان حجم اليخت كبير ولا يصلح للاستخدام في الرحلات النهرية داخل شط العرب ".

مضيفا ان "هنالك عدة عروض اخرى تقدمت بها شركات محلية لاستثمار اليخت في السياحة الدينية لنقل المسافرين من دول الخليج وايران الى البصرة او استثماره في الرحلات السياحية بين نهر شط العرب والخليج العربي ".

تم تصنيع يخت نسيم البصرة عام 1981 في الدنمارك بكلفة (25) مليون دولار , ويضم (16) غرفة VIP ومسرح صغير، وقاعتي اجتماع , ومهبط لطائرة هليكوبتر, ويبلغ طول اليخت (82م) وعرضه (22م) , وهو مزود بنظام لإطلاق الصواريخ .

يشير عسكر الى ان عملية استثمار اليخت تواجه صعوبات بسبب ملكية اليخت , وقال ان " ملكية اليخت تعود الى ديوان رئاسة الجمهورية وشركة النقل البحري في البصرة مكلفة فقط بادارة اليخت والاشراف عليه دون ان تكون لها صلاحيات التعاقد مع الشركات لاجل استثماره ".

لكنه ذكر انه " سيتم قريبا تسجيل اليخت باسم شركة النقل البحري التابعة الى وزارة النقل العراقية لتمكينها رسميا من استثمار اليخت وتشغيله ".

من المفارقات التي شهدها يخت نسيم البصرة الذي يعتبر اخر اليخوت الرئاسية الثلاث في العراق صالحا للعمل بعد اغراق يخت المنصور في نهر شط العرب والقادسية في نهر دجلة باستهدافهم في حرب عام 2003 , انه لم يستخدم من قبل صدام  ومن أعقبه من رؤساء العراق في حين كان ملوك وسلاطين العرب يبحرون به في رحلاتهم السياحية.

يستعرض وزير النقل السابق المهندس عامر عبد الجبار عملية إعادة اليخت الى العراق قائلا " بعد سقوط النظام السابق عام 2003 طالب العراق بإعادة اليخت كونه من ممتلكات الشعب العراقي وكان في حينها راسيا في مدينة نيس الفرنسية وبعد استعادة ملكيته اثر مسلسل قضائي طويل عرضت وزارتي المالية والخارجية العراقية بيع اليخت ".

وتابع " لم يكتب لمحاولات البيع التي جرت في مطلع عام 2008 واستمرت عام واحد النجاح وتم خلال هذه الفترة نقل اليخت من فرنسا الى اليونان وتكليف وزارة النقل بإعادة اليخت الى الموانئ العراقية ".

وبين ان" هنالك عوامل حالت دون بيع يخت نسيم البصرة منها العامل السياسي حيث اليخت يعتبر من رموز النظام السابق وربما تقوم جهة بشرائه ومن ثم تستخدمه في الترويج الإعلامي لنظام البعث ضد النظام العراقي الحالي , كما ان الأسعار التي عرضت لشرائه كانت زهيدة لم تتجاوز أربعة ملايين دولار في حين كانت الديون المترتبة على اليخت تقدر بمليوني دولار منها أجور الموانئ ورواتب الطاقم الذي كان يعمل عليه ".

وأضاف " باشرت وزارة النقل بتشكيل وفد من الشركة العامة للنقل البحري والتوجه نحو اليونان لغرض انجاز عملية تأهيله وصيانته ودفع جميع الديون المترتبة عليه والتي قدرت بمليون دولار بعد اجراء تخفيضات من قبل الدائنين وتم الإبحار باليخت من اليونان نحو موانئ البصرة التي دخلها في الأول من نوفمبر عام 2010 وسط احتفال جماهيري كبير ".

ويرى وزير النقل السابق ان " اليخت يجب ان يطرح كمشروع للاستثمار في مجال تنظيم رحلات بحرية سياحية في منطقة الخليج العربي لتوفير مردود مالي الى العراق ".

فيما يجد مسؤول لجنة التنمية الاقتصادية في حكومة البصرة المحلية محمود المكصوصي ان " يصار الى وضع دراسة حقيقية لاستثمار اليخت من اجل ان تكون له مساهمة فعالة في القطاع السياحي بمحافظة البصرة ولا يجب التصرف به بشكل عشوائي مما يفقده قيمته مستقبلا ".

منوها في الوقت ذاته الى ضرورة " الإسراع في عملية استثماره كون توقف اليخت دون ابحار مدة طويلة سيخلف جوانب سلبية في أدائه ".

بالمقابل أعرب المواطن علي فالح من أهالي مدينة البصرة عن رغبته في ان " تحتفظ الحكومة العراقية باليخت دون عرضة للاستثمار لتتاح فرصة زيارته من قبل المواطنين ومشاهدة الممتلكات التي كانت مخصصة لصدام  ".

مشيرا الى ان " تغيير معالم اليخت سيؤدي الى فقدانه ميزته الرمزية ويجعله لا يختلف كثيرا عن أي سفينة بحرية أخرى ".

ويوافقه الرأي مواطنه محمد سلام قائلا " يوجد فضول كبير لدى العراقيين في التعرف عن كثب لكل ما يخص صدام من ممتلكات ومقتنيات ".

مبينا ان وجود يخت يعود الى صدام حسين سيكون معلم سياحي بحد ذاته للمواطنين والسياح في مدينة البصرة ".
رایکم