۵۴۷مشاهدات
مراسم توقيع الاتفاق تمت في العاصمة القطرية الدوحة و وقعه عن الجانب الامريكي المبعوث الخاص الى افغانستان زلماي خليل زاد وعن جانب جماعة طالبان نائب الشؤون السياسية في الجماعة الملا عبد الغني برادر وبحضور شخصيات من عدة دول.
رمز الخبر: ۴۴۲۸۴
تأريخ النشر: 02 March 2020

شبكة تابناک الاخبارية - شفقنا : بعد ثمانية عشر عاما من الحرب ، وسنوات طويلة من المفاوضات وقعت اخيرا الولايات المتحدة الاميركية وجماعة طالبان الافغانية اتفاقا لاحلال السلام في افغانستان برعاية قطرية ، يقضي بالانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان خلال اربعة عشر شهرا ,وتبادل الاسرى، مع اطلاق مفاوضات مباشرة بين طالبان والحكومة الافغانية، شريطة ان تلتزم طالبان بتنفيذ التزاماتها.

مراسم توقيع الاتفاق تمت في العاصمة القطرية الدوحة و وقعه عن الجانب الامريكي المبعوث الخاص الى افغانستان زلماي خليل زاد وعن جانب جماعة طالبان نائب الشؤون السياسية في الجماعة الملا عبد الغني برادر وبحضور شخصيات من عدة دول.

ويقضي الاتفاق بان تسحب اميركا وحلفاؤها باقي القوات من أفغانستان خلال اربعة عشر شهرا، وتزامنا مع ذلك ، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة بين طالبان والحكومة الافغانية ، وأن يتم إطلاق سراح نحو خمسة آلاف سجين من طالبان وحوالي ألف سجين من القوات الأفغانية لدى طالبان بحلول العاشر من الشهر المقبل .كما سترفع واشنطن كل العقوبات المفروضة على طالبان، وبالمقابل، تلتزم طالبان بقطع علاقاتها مع الجماعات الارهابية بما فيها القاعدة وداعش، وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لاستهداف الآخرين.

جميع الاطراف الافغانية رحبت بالاتفاق على اعتباره فرصة لاجتياز الماضي ووضع حد للحرب في افغنستان التي استمرت اربعة عقود اهلكت الحرث والنسل ، كما رحبت به الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من دول العالم.

انقسم المراقبون للشان الافغاني في رؤيتهم لمستقبل الاتفاق، فهناك من راى ان الاتفاق سيتم تنفيذه من قبل جميع الاطراف لاسباب خاصة تعود لكل طرف، فامريكا قد فشلت في هزيمة طالبان وتكبدت خسائر بشرية ومادية في فغانستان من دون ان تلوح اي بوادر للنصر في الافق، لذلك يحتاج ترامب لهذا الاتفاق من اجل ان يوظفه في معركته الانتخابية وان يظهر بمظهر الرئيس الذي وفى بوعوده الانتخابية واخرج الجيش الامريكي من المستنقع الافغاني، اما طالبان فهي ايضا ستتمسك بالاتفاق لانها ستظهر بمظهر المنتصر الذي اخرج المحتل الامريكي من افغانستان، كما انها قد خسرت كثيرا خلال تلك السنوات وهي بحاجة الى استراحة محاربة، اما الحكومة الافغانية فانها ايضا بحاجة الى ديمومة هذا الاتفاق بعد ان استنزفت حربها مع طالبان كل مواردها وقواها دون ان تحقق اي انتصار ، لذلك ستختار اللجوء الى الحلول السياسية من اجل تحقيق الامن والاستقرار في افغانستان.

اما الفريق الثاني من المراقبين فيرون ان الاتفاق ليس سوى حبرا على ورق ، فامريكا وطالبان توصلتا اكثر من مرة الى اتفاق، الا انه تم خرقه من قبل احد الاطراف وخاصة الطرف الامريكي، فالرئيس الامريكي ترامب لا يمكن الاعتماد على توقيعه تحت اي اتفاق، كما ان حركة طالبان التي تعتقد انها الجانب المنتصر في الحرب، فانها قد تنقلب على امريكا اذا ما استشعرت بانها تحت الضغط او ان الجانب الامريكي يخدعها ، كما انها لا يمكنها ان تقبل التفاوض بسهولة مع حكومة كابول التي لطالما وصفتها طالبان بانها دمية بيد الامريكيين، لذلك فانها حتى لوتفاوضت مع حكومة كابول فانها ستكون اصعب بكثير من مفاوضاتها مع امريكا.

ان ما يقال عن الشياطين التي لطالما كمنت في التفاصيل، فهناك الكثير من هذه الشياطين المعشعشة في تفاصيل الاتفاق بين امريكا طالبان، وهو اتفاق بين عدوين لدودين يفصل بينهما دماء الالاف من القتلى والاحقاد والثارات على مدى عقدين من الزمن ، فهذه الحالة تجعل الية تطبيق الاتفاق صعبة جدا، ليس فقط لانها معقدة، بل لان الثقة معدومة بالمرة بين امريكا وطالبان ، فامريكا ترى ان قوتها العسكرية لا تسمح لها ان تقدم تنازلات كبيرة لطلبان، بينما طالبان ترى ان تاريخها وتضحياتها وفرضها الحوار على امريكا بالقوة ، لا يسمح لها ان تقدم تنازلات لامريكا ، وهو ما يجعل مستقبل الاتفاق يلفه الضبابية والغموض.

رایکم
آخرالاخبار