۱۶۹۱مشاهدات
ووجّه فوغل تركيزه في الفيلم على الجهود السعودية للسيطرة وفرض رقابة على الأصوات المعارضة لنظامه على المستوى الدولي بقدر تركيزه على كشف الذين أمروا بالقتل.
رمز الخبر: ۴۴۲۲۸
تأريخ النشر: 27 February 2020

يواجه الفيلم الوثائقي “المنشق” (The Dissident) -الذي يتناول قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي- مصيرا غامضا، وقد لا يجد الفيلم طريقه نحو الجماهير في ظل شعور الموزعين بالقلق من إثارة غضب السلطات السعودية.

وقد نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا عن العرض الأول للفيلم في مهرجان “صندانس الأميركي”، حيث أثار المخرج الأميركي برايان فوغل إعجاب النقاد بالفيلم المثير الذي سلط الضوء على الفساد وأساليب التستر وتداعيات التحلي بالشجاعة والجرأة في العالم الحقيقي، على حد وصف الصحيفة.

ووصفت الصحيفة عملية اغتيال الصحفي السعودي بالمأساوية، وهو ما أثار اهتمام الكثيرين حول الفيلم، بالإضافة إلى السجل الحافل للمخرج الأميركي الذي صنع فيلما بدا مستقبله واعدا.

مصير حسن منهاج
وصرح فوغل بعد العرض الأول للفيلم بأنه يأمل ألا تؤثر آلة الضغط القوية التي تسخرها الرياض في كامل أرجاء العالم على انتشاره، مشيرا إلى أنه يحلم أن يصمد الموزعون في وجه نفوذ المملكة العربية السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد شهر من العرض في مهرجان صندانس السينمائي، ليس من الواضح ما إذا سيتمكن الموزعون من الوقوف في وجه رياح نفوذ لوبي الضغط السعودي.

فحتى اللحظة الراهنة، لا يزال صناع الفيلم “يناقشون الخيارات” لإبرام الصفقة المناسبة لعرض الفيلم، وسط تخوفات من مشجعي الفيلم من أن يلقى مصير حلقة من برنامج “باتريوت آكت” الذي يقدمه الممثل الكوميدي حسن منهاج عبر منصة نتفليكس، فبعد شكوى سعودية حذفت تلك الحلقة التي تطرقت لاغتيال خاشقجي من على المنصة الرقمية.

تقاعس دولي
وفي هذا السياق، قالت مديرة مكتب المملكة المتحدة لمنظمة مراسلون بلا حدود ريبيكا فنسنت “من المهم للغاية لفت الانتباه إلى الغياب المستمر للعدالة فيما يتعلق بقضية اغتيال جمال خاشقجي، فرغم الاحتجاجات الدولية الأولى في أعقاب مقتله، فإنه لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة حتى الآن لفرض عقوبات ملموسة على المملكة العربية السعودية على هذه الجريمة المروعة، أو على المناخ الأوسع نطاقًا لحرية الصحافة في البلاد، التي يتم فيها احتجار ما لا يقل عن 33 صحفيا”.

وتأمل فنسنت “ألا تتردد الحكومات المتقاعسة في اتخاذ مواقف صارمة أكثر بشأن هذه الانتهاكات المزعجة، حيث تستحق قصة جمال أن تنشر، فبعد مرور عام ونصف العام على مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، ما زالت الأحداث الدقيقة التي أدت إلى وفاته تشكل لغزًا”.

وأفادت الصحيفة بأن اغتيال خاشقجي كان بمثابة ردة فعل على الانتقادات التي كان يوجهها كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست للنظام، ويزعم الكثير من الأطراف بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يمكن أن يكون جاهلا بخطط إسكات صوت خاشقجي.

ووجّه فوغل تركيزه في الفيلم على الجهود السعودية للسيطرة وفرض رقابة على الأصوات المعارضة لنظامه على المستوى الدولي بقدر تركيزه على كشف الذين أمروا بالقتل.

ونقلت الصحيفة ما ورد على لسان فوغل، الذي أوضح للجمهور بعد العرض الأول، أنه “يأمل أن يجعل فيلم “المنشق” بلدانًا أخرى وحكوماتها ورجال الأعمال يعيدون تقييم العلاقة التي تربطهم مع السعودية إلى حين اتخاذها تدابير لإصلاح نظامها”.

رایکم