۱۳۰۰مشاهدات
رمز الخبر: ۴۴۱۹۹
تأريخ النشر: 26 February 2020

شبكة تابناک الاخبارية - شفقنا : شن النظام الصهيوني مرة أخرى غارات جوية متفرقة على سوريا وقطاع غزة. تأتي الهجمات في الوقت الذي ستشهد الأراضي المحتلة الأسبوع القادم الانتخابات المبكرة؛ التي يحاول فيها بنيامين نتنياهو التخلص من محاكمته الذي ستقام بعد الانتخابات، بأي طريقة. يمكن التكهن بنوايا نتنياهو لمهاجمة المواقع الفلسطينية، وخاصة حركة الجهاد الإسلامي في سوريا وقطاع غزة.

لكن المهم في هذا الحادث هو أنه، على عكس المرات السابقة، إذ لم يكن يظهر الإسرائيليون تفاصيل الهجمات، وكانت حدودهم في غزة وسوريا دائما متوترة للغاية، وهذه المرة أعلنوا عن الهجمات بأنفسهم. إذ يبدو هناك أهداف ما وراء الكواليس حول سبب تلك الهجمات، وقد تكون مرتبطة بانتخابات الأسبوع المقبل داخل النظام الصهيوني. قلما كان الجيش الصهيوني في السابق يعلن عن مسؤوليته عن الهجمات أو ينشر تفاصيلها.

لكن في بيان صدره الجيش الصهيوني، يبدو أن النظام الصهيوني بحاجة إلى الإعلان عن تفاصيل الهجمات للرأي العام في الأراضي المحتلة، وهو يسعى بالتأكيد للتأثير على الشارع العام الذي يتجه لصناديق الاقتراع الأسبوع المقبل. ما يمكن قوله عن الداخل الصهيوني هو أن محاكمة نتنياهو وموعدها قد دفعته إلى بذل جهود كبيرة للحفاظ على نفسه وحزبه في موقع أفضل، ربما يمنع محاكمته والأضرار التي قد يتعرض لها هو وحزبه. لأنه من غير الواضح كيف سيبدو مستقبل نتنياهو بعد الانتخابات، وحتى إذا فاز في الانتخابات، فلن يكون هناك ضمان لبقائه. ومع ذلك، فإن نتنياهو، بناء على تحليله للوضع، يعتقد أن سلسلة من الأعمال والهجمات وخلق بيئة أمنية وعسكرية داخل فلسطين المحتلة وحدود نظامه مع سوريا ولبنان قد تترك تأثيرها على الانتخابات وعلى أي حال يحاول نتانياهو وبواسطة الإخلال بالأمن في الأراضي المحتلة وأطرافها التغلب على الضعف السائد على الوضع السياسي والحصول على مبتغاه.

الأمر المهم، ورغم أن المستقبل غامض لنتنياهو، لكنه يتصور بأن الإخلال بالأوضاع يوفر له مستقبلا أفضل. وقد أظهرت التجربة السابقة أن هذه الهجمات لا تأثير لها. يحاول نتنياهو كسر الركود بكل طريقة ممكنة. من غير المحتمل أن يكون نتنياهو قادرا على تغيير الوضع لصالحه في هذه الأجواء الراكدة والساكنة. لكن لا يمكن إغفال أن نتنياهو يشعر بالإحباط في ويحاول خلق الأزمات في الجانب السياسي والأمني والعسكري حتى يجعل الناخبين يصوتون له. من ناحية أخرى، إذا تغيرت الحكومة الإسرائيلية في الانتخابات المقبلة، فتستمر الهجمات متقطعة لأن النظام الصهيوني يشعر بتهديد مقاتلين فلسطينيين وغير فلسطينيين على حدوده ويحاول خلق جو غير مستقر في المنطقة للحؤول دون تدفق المجاهدين الفلسطينيين على حدوده، وفي بعض الأحيان، يحاول باستشهادهم أو مهاجمة قواعدهم، إرسال رسالة بأنه لن يسمح بإنشاء مجموعات المقاومة حول حدوده بالقرب من المناطق الحساسة داخل الأراضي المحتلة. لكن لا ينبغي إغفال أن الكثير من هذا الجهد يرجع إلى الأجواء الانتخابية الراكدة وطريقة الخروج من هذا المأزق. في هذه الظروف إذا أصبح جانتز رئيس وزراء إسرائيل، فسوف يتم القضاء على الحاجة العاجلة إلى الإخلال بالوضع، لكن إستراتيجية النظام الصهيوني الثابتة لمواجهة محور المقاومة سوف تستمر حول الأراضي المحتلة كسياسة عامة للصهاينة، هذا ولا يمكن تقييم هذه الظروف في ضوء حروب 22 يوما أو 11 يوما كما شاهدناها من قبل.

صحيفة اعتماد الإيرانية

رایکم