۱۰۸۸مشاهدات

دلالات الأسماء والتوقيت في تهديدات الاحتلال الإسرائيلي

اسراء البحیصي
رمز الخبر: ۴۴۱۴۵
تأريخ النشر: 23 February 2020

تارة يسمح بتقديم المساعدات لها ثم لا يلبث أن يتراجع عنها فغزة باتت كشوكة في حلق الاحتلال لاهو قادرٌ على أن يبتلعها فيشعر بالارتياح ، ولا هو قادر على أن يتجاهلها وهي في حلقه ، والحل أنه بحاجة لعملية جراحية الخطر فيها على مُبتلِع الشوكة أكبر من الشوكة نفسها.

ولهذا فاللجوء إلى تهديد قطاع غزة بات جزءٌ من سياسة قديمة وليست جديدة على اهل غزة لكن توقيت التهديد ونوعه هو ما يجعل التهديد يفهم على نحو اخر.فالاحتلال اختار اسمين من أبوز المؤثرين في حركة حماس بشكل خاص وفي المقاومة بشكل عام ليكونا عنوان تهديده، يحيى السنوار القيادي البارز في حركة حماس ، ومروان عيسى المسؤول البارز في كتائب القسام ، وبالتالي فسقف التهديد قد ارتفع لأهمية الأسماء المختارة ، أما التوقيت فهو حساس جدا لأنه يسبق الانتخابات الاسرائيلية المعادة للمرة الثالثة وهذا ما يجعلنا نشكك في امكانية تنفيذه على الأقل في الفترة التي تسبق الانتخابات وذلك لعدة اعتبارات :

أولا : غزة لم تعد نزهة لجنود الاحتلال وحسم المعركة فيها جواً أمر غير ممكن حتى لو ارتكب الكيان الاسرائيلي المجازر وحولوها لأرض محروقة ، فطبيعة غزة الجغرافية واكتظاظ سكانها يجعل حسم أي معركة فيها لا يكون إلا براً وهذا أمر سيكلف الاحتلال الكثير في الأرواح والامكانيات وقد لا ينجح في النهاية ولنا في العدوان الاسرائيلي عام ٢٠١٤ عبرة عندما تقدم في حي الشجاعية فخسر العشرات من جنوده

ثانياً: أنه على أعتاب انتخابات كلفته الدعاية الانتخابية فيها نحو مليار شيكل وبالتالي فهو لن يضحي بهذه الاموال في سبيل عدوان غير مضمون النتائج

ثالثاً: أن قرار العدوان ليس فقط بيد نتنياهو فهو بحاجة للتشاور مع المؤسسة العسكرية التي صرحت قيادتها أكثر من مرة أنها غير جاهزة لعدوان جديد مع القطاع

رابعاً : أن لغة التطرف هي الأقرب لقلب اليمين والمستوطنين وبالتالي هي تهديدات المُراد منها مغازلة المتطرفين ودفعهم لاختيار من يحقق لهم أمنهم على حد زعم من يتقنون لغة التهديد والوعيد .

وربما أبرز ردود فعل كتائب القسام التي استوقفتني على التهديدات الاسرائيلية ، هو ما جاء على لسان قيادي فيها عندما قال "على قيادة العدو الفاشلة أن تجد حلا لبالونات غزة قبل أن تفكر بقرار لا تطيق دفع ثمن تبعاته" .. وهذا الرد من القسام يحمل من المنطق ما يدفع للتكهن بأنها مجرد تهديدات تجري في مصافي الانتخابات الإسرائيلية لتقود الناخب إلى الصندوق ، فالبالونات التي يطلقها الشباب بموافقة من المقاومة لتسريع المنحة القطرية أو لزيادة مساحة الصيد وغيرها من بنود التفاهمات خلقت للاحتلال أزمة في مستوطناته الجنوبية فكيف ستكون أزمته مع صواريخ يعلم هو أكثر من غيره ما مدياتها وقوتها .

وبالتالي فاغتيال اسم كالسنوار أو عيسى لا يمكن أن يمر مرور الكرام وبالتالي سيدفع المقاومة للانتقام أشد انتقام وهو ما يعني إعلان عدوان إسرائيلي واسع بكل ما للكلمة من معنى.

ومهما قلنا من أسباب تمنع الاحتلال من خوض عدوان رابع قبل الانتخابات فإن السياسة هي لعبة النفس الأخير ، والاحتلال الاسرائيلي هو عنوان للمراوغة والغدر ولهذا فالمقاومة تأخذ التهديدات على محمل الجد فتزيد من إعدادها من جهة وتأخذ قيادتها أعلى درجات الحيطة والحذر من جهة اخرى ، فالقيادي في حماس يجيى السنوار غاب مؤخرا عن الفعاليات وهو ما يعني أنه يتخذ إجراءات أمنية مشددة ، أما المسؤول في القسام مروان عيسى فبالكاد يعرف أهله ما هي تحركاته حتى قبل التهديد .

وبالتالي فغزة على فوهة بركان وإن كانت مسببات الانفجار غير مكتملة الآن لكنها ستكون حتمية بتقديري بعد الانتخابات الإسرائيلية سواء فاز غينيتس أو نتنياهو لأن كلاهما لم يغلقا الحساب مع غزة وربما يدفعهم غرور صفقة ترامب وتخاذل العرب فيها الى ارتكاب عدوان رابع على غزة يكون أكثر ارهاباً ودموية أو ربما تفاجئنا السياسة بصفقة تعكس التوقعات وهذا ما نستبعده انطلاقا من أن قطاع غزة بات من المؤكد ان فصائل المقاومة فيه لن تساوم على سلاحها

فما بعد الانتخابات الإسرائيلية : إما صفقة تُبقي على سلاح المقاومة أو عدوان اسرائيلي يفرض فيه المنتصر شروطه ..

رایکم