۸۲۳۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۵۷۹
تأريخ النشر: 12 January 2020

يرى أستاذ الجغرافيا السياسية عند الحديث عن تداعيات اغتيال اللواء سليماني ومستقبل المنطقة: “بهذا الفعل الشرير الذي قامت به أمريكا تغيرت قواعد اللعبة في المنطقة”.

في مقابلة مع مراسل وكالة شفقنا، قال الدكتور عبد الرضا فرجي راد: إن القرار الذي اتخذه البرلمان والحكومة العراقية لإخراج القوات الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، يستحق الثناء. هناك خلافات ومشاكل وصراعات بين الأميركيين أنفسهم. بالطبع، لا يريد كرد العراق ان يغادر الأميركيين البلد، فهم يرون من مصلحتهم دعم أمريكا، وقد حاول الأمريكيون دائما استغلال هذه الفجوة. يجب أن يتحلى الكرد بالذكاء وألا يدخلوا في صراع جديد وان يحافظوا على العملية السائدة الآن ويطلبوا المساعدة من الدول المجاورة. تتلقى الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات سنويا من دول الخليج، لكن هل انها حققت أمنها؟

وأضاف: من يدفعون ثمن الأمن إلى الولايات المتحدة يعانون من مثل هذا الوضع. وبالتالي، من المتوقع أن يستغل الأمريكيون هذه الفجوة ويحاولون تعزيز تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية من ناحية وتحريض الكرد والانتقال إلى بنية جديدة بذريعة الاستفتاء. بطبيعة الحال لا إيران ولا سوريا ولا تركيا ولا العراق راضون من هذا الوضع، وسيواجهون المزيد من المشاكل. وهناك حديث عن فرض عقوبات على العراق، وهذا الأمر يمثل مشكلة. إذا لم يتمكن العراقيون من الحفاظ على استقلالهم، فسوف يستمرون في ذلك الوضع إلى الأبد، وإذا كانوا خائفين من العقوبات واستبعاد شركات النفط، ونقص الاستثمار، وما إلى ذلك، ولهذا يحافظون على الأميركيين بهذه القاعدة والسفارة الضخمة في العراق؛ فهذا يعني أن استقلال العراق لن يتحقق وسيظل محتلا إلى الأبد وليس محتلا فقط، بل ان الوجود الأمريكي في المنطقة والعراق والبلدان الأخرى سيبقيهم في وضع مضطرب. من حق الدول المجاورة للعراق أن ينظروا إلى الوجود الأمريكي في العراق على أنه تهديد لأمنهم. لذلك يجب على العراق أن يختار طريقة لعودة الأميركيين إلى ديارهم. فالعراق بلد مستقل وغني، يجب أن يعيش العراقيون في رفاهية وازدهار، والوجود الأمريكي لا ينفعهم، بل إن وجودهم أينما كان، زاد من انعدام الأمن. ارتبط وجود الأميركيين دائما بانعدام الأمن في أفغانستان وجنوب الخليج ودول أخرى.

وردا على سؤال عن نتيجة التوترات على مستقبل المنطقة قال فرجي راد: يتوقف الأمر على عدة أمور؛ هناك أشخاص في البيت الأبيض لا يعملون بطريقة دبلوماسية. بعضهم مثل ترامب لا ينتهج الدبلوماسية. كان يمكن لرؤساء الولايات المتحدة السابقين أن يفعلوا نفس الفعل الغبي الذي أدى إلى اغتيال اللواء سليماني، لكن اغتيال مسئولين رفيعي المستوى في مختلف البلدان لا يندرج في إطار الدبلوماسية الدولية، في هذه الحالة، لا يمكن لأي قائد أو مسئول السفر إلى دول أخرى ويصبح الأمن العالمي في خطر. لقد ارادت إيران التأكيد على وعدها فقامت بالهجوم على القاعدة الامريكية. لأن الشعب لا يرضى بغير هذا، وإلا فإن الولايات المتحدة تعتقد أنه في المستقبل ستسمح لنفسها بتكرار مثل هذه الأحداث، وإذا وقعت مثل هذه الأحداث مرة أخرى، فمن المؤكد أن إيران سوف تتصرف وستنقل هذه التوترات إلى المنطقة ومن ثم تتعرض إسرائيل بالتأكيد إلى خطر، كما يتعرض أمن دول الخليج إلى مخاطر، إذا تعاونت مع الولايات المتحدة.

تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط

وفي نفس السياق تحدث خبير في الشؤون الدولية الدكتور محسن جليلوند في حوار مع مراسل وكالة شفقنا عن مستقبل الشرق الأوسط في أعقاب الأحداث الأخيرة قائلا: أتوقع بأن تزداد التوترات في الأسابيع المقبلة.

وأضاف: دائما ما اضرب هذا المثل وأقول نحن مجموعة نلعب الشطرنج. في بعض الأحيان لا يتبع الجانب الآخر قواعد اللعبة ويقوم بتبديل الفيل مقابل الحصان. لقد استهدفوا جنرالا إيرانيا مقابل قتل متعاقد أمريكي بسيط واستهدف أيضا قائد القوات العسكرية القوية في العراق. لقد غيروا قواعد اللعبة. من الصعب التنبؤ بسلوك الطرف الآخر، لكن التوترات تتزايد بشكل واضح.

واستطرد قائلا: تشير التقارير إلى أن وزير الدفاع ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي قد التقوا بترامب في مقر إقامته في فلوريدا وطرحوا حوالي 12 إلى 13 خيارا. كرئيس، اختار ترامب اغتيال سليماني. هذا يدل على أن الولايات المتحدة كانت تخطط وتدرس هذه الخيارات. هذا وان الأمريكيين لا يعزلون الرئيس الذي يخوض الحرب. يعتمد استقرار الرؤساء في أمريكا على خيار الحرب. يقول ترامب إنه لا يريد الحرب، لكن عندما يكون هو نفسه أكبر منتج للنفط في العالم، يمكنه أن يقوم بسرعة بحل مشكلة نفط الشرق الأوسط. هذه الحروب عادة ليست طويلة الأمد. لم يقاتل جندي أمريكي على أرضه حتى الآن. التكلفة التي تدفعها الولايات المتحدة في الحرب ليست كبيرة بالنسبة لها. لقد احتلت الولايات المتحدة 25 مليون شخص في أفغانستان منذ عام 2001، وقتل ما يزيد على أربعة آلاف امريكي في كل هذا الفترة وهذا الرقم ليس كبيرا مقارنة بفترة تواجدهم. من ناحية أخرى، يمكن تعبئة الرأي العام الأمريكي بسهولة. يقدم الشعبويون الشهيد قاسم السليماني في الرأي العام الأمريكي إلى جانب بن لادن وأبو بكر البغدادي. الأمريكيون يهتمون فقط بالمال ودفع الأقساط والاقتصاد والطقس، ولا يهمهم من يُقتل في الشرق الأوسط. إن 65 بالمائة من الأمريكيين لا يعرفون حتى ما إذا كانت إيران تنتمي إلى الدول العربية أم لا! عندما يتعلق الأمر بالرأي العام الأمريكي، تديره نخبة من الناس يتأثرون بالثروة والقوة.

قال الخبير الدولي حول احتمال تواجد الوجود العسكري الأمريكي في غرب آسيا في المستقبل: ان القاعدة الجوية الأمريكية الأقوى تقع في قطر، ويقال إن الطائرات بدون طيار التي قتلت اللواء سليمان حلقت من هناك. القوة العسكرية والبحرية الأمريكية في الخليج أكبر من القاعدة الأمريكية المتواجدة في خليج المكسيك. تنشط أميركا اليوم في المغرب وأفغانستان وأذربيجان وأوزباكستان، إلخ. كل هذه البلدان جزء من غرب آسيا؛ إذن قضية طرد أمريكا من هذه البلدان قضية معقدة.

رایکم