۱۰۳۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۳۵۰۰
تأريخ النشر: 05 January 2020

قبل انتخابات 2012 بعام كامل، غرد دونالد ترامب محذرا من أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما “من أجل أن يُعاد انتخابه سيشن حربا ضد إيران”.

ومنذ تأكيد أنباء قتل القوات الأميركية للقائد الإيراني قاسم سليماني، يتداول أنصار الحزب الديمقراطي تغريدة ترامب السابقة ويربطون تطورات الساعات الأخيرة بانتخابات 2020 التي ستشهدها الولايات المتحدة بعد أقل من 11 شهرا.

وينتظر الرئيس ترامب محاكمة أمام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في حين وصلت نسبة الرضا عن سياسات الرئيس بين الأميركيين 43% مقابل نسبة رفض بلغت 53% طبقا لاستطلاع أجرته “سي.أن.ن” قبل نهاية الشهر الماضي.

انتخابات 2020

تشهد واشنطن انقساما غير مسبوق بين الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي. ولم تغير طبيعة التطورات الأخيرة على الساحة العراقية بين واشنطن وطهران من حدة هذا الانقسام، بل ربما زادته اتساعا.

وعبّر كبار المرشحين الديمقراطيين الساعين لنيل بطاقة الحزب لمواجهة الرئيس ترامب، عن رفضهم للخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي.

وأجمع السيناتور بيرني ساندرز والسيناتورة إليزابيث وارين وجو بايدن نائب الرئيس السابق على إدانة خطوة ترامب التي لن تؤدي إلا إلى التصعيد مع إيران، وربما تنتج عنها حرب شرق أوسطية جديدة.

وشكك الديمقراطيون في امتلاك الرئيس ترامب إستراتيجية للتعامل مع تطورات الأحداث الناتجة عن قتل سليماني.

استعراض قوة

وقالت الخبيرة كاليه توماس بمعهد الأمن القومي الأميركي الجديد للجزيرة نت إن “إدارة ترامب أرادت أن تُظهر مقدرتها وقوتها عقب تطورات الأحداث في العراق خلال الأيام الأخيرة”.

ورأت كاليه أن “القيام بمثل هذه الخطوة يتطلب التخطيط الجدي لما يأتي بعدها من ردود أفعال إيرانية غالبا ستأتي في إطار التصعيد، وستظهر الأيام والأسابيع القادمة إن كانت إدارة ترامب مستعدة لردود الفعل الإيرانية أم لا”.

وربط البعض بين تأزم موقف ترامب الداخلي والإقدام على مغامرة قتل سليماني، وأقر عدد من كبار أعضاء الكونغرس بأن الرئيس ترامب اتخذ قرار تصفية سليماني دون التشاور المسبق أو إبلاغ الكونغرس.

وكتب السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي في تغريدة إن سليماني كان عدوًا للولايات المتحدة، لكنه تساءل عن السبب الذي دفع بالقوات الأميركية إلى قتله “دون إذن مجلس الشيوخ”.

كما تساءل قائلا “هل اغتالت الولايات المتحدة -وبدون تفويض من الكونغرس- ثاني أقوى شخص في إيران، مع العلم أن ذلك قد يعني اندلاع حرب إقليمية ضخمة محتملة؟”.

وأعلن السيناتور الديمقراطي تيم كين عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عزمه طرح مشروع تفويض لاستخدام القوة للحد من قدرة الإدارة الأميركية على شن هجمات عسكرية دون العودة إلى الكونغرس.

وعلى النقيض، دعم الجمهوريون خطوة قتل سليماني، حيث عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جيم ريتش عن دعمه لخطوة الرئيس، وقال “إن مقتل سليماني يشكل فرصة للعراق من أجل تحديد مستقبله بعيدا عن سيطرة إيران”حسب ما ادعي.

وهنأ ريتش ترامب على نجاح العملية، مؤكدا أن سليماني كان مسؤولا عن برنامج الأسلحة الذي أدى إلى قتلى وجرحى وإن العدالة تحققت اليوم حسب قوله.

تهديدات وتصعيد

خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة “سي.أن.أن”، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة “ملتزمة بخفض التصعيد بعد مقتل سليماني”، وأكد أن “قائد فيلق القدس كان يخطط لعمل كبير يهدد مواطنين أميركيين”حسب ما ادعي.

وطالب بعض الخبراء في واشنطن بضرورة الإفصاح عن طبيعة التهديدات التي تذكرها إدارة ترامب لتبرير قتل سليماني، وذلك لإقناع الرأي العام الأميركي والدولي بالخطوة الكبيرة التي أقدمت عليها واشنطن دون تنسيق مع أي جهة خارجية.

من ناحيته، اعتبر مارتن إنديك المسؤول السابق والخبير حاليا في مجلس العلاقات الخارجية “ادعاء أن سليماني كان يخطط لعمليات عسكرية ضد أميركيين في العراق كان هدفه دفع الأميركيين إلى الانسحاب من هناك.. وبما أن هذا ما يريده ترامب، فأي انسحاب الآن سيعد نصرا كبيرا لإيران يعوضها عن خسارة قاسم سليماني”.

وكان ترامب اكتفى بعد الضربة بتغريد تتضمن صورة العلم الأميركي، وغرد لاحقا بالقول إن “إيران لم تفز يوما بحرب، لكنّها لم تخسر مفاوضات”.

ورأى البعض في تغريدة الرئيس دعوة لتجديد التفاوض مع إيران، خاصة أنه أكد في عدة مناسبات أنه لا يريد “الحرب مع إيران”.

لكن الخبيرة كاليه أكدت للجزيرة نت أنه “إذا لم تستطع إدارة ترامب إدارة التصعيد القادم والتعامل معه فربما يؤدي ذلك إلى صراع كبير ومباشر ومكلف بين إيران والولايات المتحدة”.

واشنطن وبغداد

من ناحية أخرى، عقدت عملية مقتل سليماني من علاقات واشنطن مع بغداد، فقتله سيؤثر بلا شك على مستقبل هذه العلاقات، وربما إذا اقتنعت القيادة العراقية بأن تواجد القوات الأميركية يجلب لها المخاطر، فسيتم طلب الانسحاب من الأميركيين، وفق ما ذكرته كاليه.

في المقابل، لم يكترث الكثير من الجمهوريين بمستقبل علاقات بلادهم بالعراق، وقال النائب الجمهوري لي زلدن معقبا على مقتل سليماني إن “أيام قتل الجنود الأميركيين في ساحة المعركة والإفلات من العقاب قد انتهت”.

غير أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي يخالف أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ويذكر أنه “لا يزال ممكنا تنفيذ مؤامرات سليماني رغم مقتله”.

المصدر: الجزيرة نت

رایکم
آخرالاخبار