۳۰۴۵مشاهدات
وعندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان سنة 1982 وقفت إيران إلى جانب المقاومة اللبنانية بدعمها لمقاومة إسرائيل وتحرير الجنوب اللبناني، وقد تم ذلك التحرير سنة 2000.
رمز الخبر: ۴۲۶۰۹
تأريخ النشر: 05 October 2019

شبكة تابناک الاخبارية: کتب الکاتب الصحفي مصطفى الصراف في مقال له نشر في القبس: منذ الاتفاق بين ( 5+1 ) مع إيران بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والبعض يتخوف من الاتصالات التي تتم بين أميركا وإيران ويذهب إلى أن أميركا وإيران اتفقتا على تقاسم النفوذ في منطقة الخليج (الفارسي) على حساب الدول الخليجية، وهذه نظرة تروج لها الصهيونية العالمية لرفع منسوب العداء الخليجي ضد إيران، وفي ذلك مصلحة للدول الغربية سواء من حيث تفكيك دول المنطقة ومنعها من تكوين قوة لمواجهة نفوذها من ناحية، والترويج لبيع دول المنطقة بالسلاح والترحيب بتواجدها ضمن قواعد دائمة لها من ناحية أخرى.

فمنذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، قامت الجمهورية الإسلامية بغلق سفارة إسرائيل التي كانت تقيم علاقات دبلوماسية مع حكومة الشاه، وسلمت سفارة إسرائيل للسلطة الفلسطينية. فأعلنت أميركا عداءها للجمهورية الإسلامية حتى يومنا هذا، وقد اتخذت إيران ذلك الإجراء من منطلق عقائدي ضمن مبادئ الثورة، ألا وهو تحرير القدس الشريف من الاحتلال الصهيوني، وبذلك أصبح تأييد إيران للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل هدفا مشتركا.

وعندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان سنة 1982 وقفت إيران إلى جانب المقاومة اللبنانية بدعمها لمقاومة إسرائيل وتحرير الجنوب اللبناني، وقد تم ذلك التحرير سنة 2000.

وعندما احتلت أميركا العراق بعد الإطاحة بنظام صدام وقفت مع المقاومة العراقية لإخراج الأميركان من العراق لأن تواجدها في الجوار يهدد أمنها، فأقامت تقاربا مع النظام الجديد في العراق على عكس ما كان بينها وبين نظام صدام حسين. وذلك لتطويق إسرائيل، وأمام تنامي هذا الخطر على الكيان الإسرائيلي بذلت أميركا عدة محاولات لوقف هذا الخطر الداهم، فشنت الحرب على جنوب لبنان مع إسرائيل لاستعادة احتلاله، ولكن عدوانها فشل في تحقيق غايته بسبب دعم إيران وسوريا للمقاومة، ثم استدارت أميركا لتشن الحرب على سوريا لعلها تنجح في خضم الفوضى التي تعيشها المنطقة العربية في ما سمي «الربيع العربي» ولكنها أيضا فشلت، وذلك لوقوف إيران إلى جانب سوريا باعتبار سوريا ما زالت دولة معادية لإسرائيل وتعمل على تحرير ما احتل من أراضيها من قبل إسرائيل.

إن إسرائيل ومن ورائها الصهيونية وأميركا في حرب مع إيران، دفاعا – كما تدعي – عن وجودها، وإيران تعادي إسرائيل وحلفاءها كقضية عقائدية مبدئية للجمهورية الإسلامية، ولذلك لا يمكن أن يلتقيا، وأميركا لا يمكن أن تفرط في إسرائيل.

ولكن أميركا رضخت للأمر الواقع، ألا وهو أن إيران دولة كبرى ذات تأثير بالغ في المنطقة، ولا يمكن الاستمرار في تجاهلها. والعقل السياسي السليم يقول «من لا تستطع قهره صاحبه» If you cant beet him join him، وهذا ما ستقدم عليه أميركا وحلفاؤها الغربيون للحفاظ على مصالحهم في المنطقة، ولكن لن يؤدي ذلك إلى إزالة العداء بينهم وبين إيران، كما هو الوضع بين أميركا، وروسيا والصين، فإن قيام علاقات سياسية ودبلوماسية بينهما لا يعني زوال العداء بينهما.

والأحرى بدول الخليج (الفارسي) أن تبادر بإقامة أحسن العلاقات مع إيران وإيجاد تقارب إيجابي معها، لا سيما أن إيران لا تضمر العدوان على الدول الخليجية التي بإمكانها إقامة علاقات متوازنة مع الغرب والشرق دون الانحياز لأي منهما.

ولا يعقل أن يكون الاختلاف المذهبي سببا للعداء السياسي. فمصالح الدول وشعوبها أكبر من ذلك. فهذه برأيي مجرد مبررات لتضليل الشعوب لبلوغ غايات أخرى.

رایکم
آخرالاخبار