۲۴۶۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۲۰۷۳
تأريخ النشر: 17 August 2019

بالنسبة لكثير من الأميركيين، فإن الافتراض بأنهم يعيشون في المجتمع الأقوى والأغنى والأكثر تقدما على وجه الأرض أقرب للأمر اليقيني، لكن الحقيقة الصلبة هي أن أميركا بلد في مرتبة بأعلى الوسط أو في أسفل مجموعة الدول الغنية.

ورد ذلك في مقال كتبه بول ماسغريف ونشرته مجلة فورين بوليسي، حيث ذكر أن استطلاعا أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2017 أظهر أن معظم الأميركيين يختلفون فقط فيما إذا كانت بلادهم هي أفضل بلد في العالم أو واحدة من الأفضل، وقلة منهم يوافقون على وجود دول أخرى أفضل.

وقال ماسغريف إن النخب السياسية تحمل هذا الوهم أيضا. فإذا تغاضينا عن رأي الرئيس الحالي دونالد ترامب، سنجد حتى الرئيس السابق باراك أوباما الذي يتمتع بالكثير من الموضوعية يقول إن بلاده تمتلك أفضل الميزات مقارنة بأي بلد في العالم.

التعلم من الآخرين

ويوضح الكاتب أن أميركا بالفعل هي الأفضل في القوة العسكرية و"إجمالي" الناتج المحلي، لكن من الصعب إثبات أنها الأولى في كل شيء. فباقي العالم يطور ويتبنى سياسات يمكن أن تجعل الحياة اليومية في الولايات المتحدة، باستثناء بعض المناطق الساحلية، تبدو متخلفة.

وإحجام الولايات المتحدة، يقول ماسغريف، أو عدم قدرتها على التعلم من البلدان أخرى، يجعل الحياة بالنسبة لمواطنيها أسوأ مما يجب أن تكون، ليس فقط في القضايا الكبيرة مثل الرعاية الصحية وديون الطلاب، بل حتى في القضايا الصغيرة التي تتعلق بالحياة اليومية.

وأكد أن مؤشرات جودة الحياة تبين أن الولايات المتحدة تحتل مرتبة متدنية. ففي مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة، الذي لا يحسب فقط الأداء الاقتصادي، بل متوسط ​​العمر المتوقع والتعليم، تحتل الولايات المتحدة المرتبة 13 متخلفة عن الديمقراطيات الصناعية الأخرى مثل أستراليا وألمانيا وكندا، كما تحتل المرتبة 45 في معدل وفيات الرضع، و46 في معدل وفيات الأمهات، و36 في متوسط ​​العمر المتوقع.

انخفاض نسبي بالحريات

أما في مؤشر الحرية، فمنظمة مراسلون بلا حدود تضع الولايات المتحدة في المرتبة 48 لحماية حرية الصحافة. ويصنف مؤشر الفساد في منظمة الشفافية الدولية الولايات المتحدة أنها الدولة الـ 22 الأقل فسادا في العالم، بعد كندا وألمانيا وفرنسا.

ويضع خبراء فريدوم هاوس الولايات المتحدة في المرتبة 33 من حيث الحرية السياسية، بينما يرفع مشروع أنواع الديمقراطية جودة الديمقراطية في الولايات المتحدة إلى المرتبة 27. وبالنسبة للسعادة، يضع تقرير السعادة العالمي أميركا في المرتبة 19، بعد بلجيكا مباشرة.

وقال ماسغريف إن كثيرا من سكان العالم لا يتفقون مع الأميركيين في توهمهم أن بلادهم هي الأفضل، مضيفا أنه طلب ممن قضوا وقتا بالولايات المتحدة ودول أخرى أن يخبروه عن الجوانب اليومية التي وجدوا فيها أن الولايات المتحدة أقل تقدما من البلدان الأخرى، وأشار إلى أنه كان يتلقى أكثر من 2000 رد يوميا.

أحاديو اللغة وعنيدون
وكانت الآراء في غالبية هذه الردود، كما وصفها الكاتب، تثير الدهشة في مدى السوء الذي تتسم به جوانب كثيرة من الحياة الأميركية.

ولخص الرئيس الإستوني السابق توماس هندريك إلفيس في رد له الوضع بشكل جيد: الطرق سيئة، وإجازات الأمومة والأبوة قاصرتان، وكذلك التعليم حتى الصف 12، كما أن معظم الأميركيين أحاديو اللغة وعنيدون.

وقد أثار كثير من المعلقين أوجه القصور اليومية في الحياة الأميركية، مثل أن البنية التحتية للنقل كئيبة وتبدو على وشك الانهيار، والأرصفة غير كافية، وأنظمة النقل العام سيئة، والمراحيض العامة قليلة.

المصدر : فورين بوليسي

رایکم