۳۴۲۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۱۴۵۷
تأريخ النشر: 30 May 2019

ساعات قليلة تفصلنا عن المهلة الأخيرة التي أعطاها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، من أجل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لبنيامين نتنياهو، وحتى اللحظة لم ينجح الأخير بتشكيل الحكومة، وربما فشله في التوصل إلى اتفاق مع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" "أفيغدور ليبرمان" لتشكيل حكومة جديدة، وعدم الذهاب لانتخابات جديدة، يعدّ من أكثر التفاصيل التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة.

جميع الخبراء الإسرائيليين يرجّحون فشل نتنياهو في تشكيل هذه الحكومة مهما منحه الرئيس المزيد من الوقت، لأن الخلافات في الداخل الإسرائيلي متفاقمة كثيراً بسبب الخلافات بين نتنياهو والأحزاب الدينية المتطرفة التي يسعى لضمها للحكومة، إضافة إلى الخلاف مع حزب إسرائيل بيتنا القومي المتشدد، الذي يتزعمه وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، وعلى الرغم من هذا يبدو نتنياهو متفائلاً بتشكيل الحكومة، حيث قال مؤخراً في خطاب له بمقر الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي: "رغم ذلك، هناك المزيد من الوقت وسأعمل بالوقت المتبقي على تشكيل حكومة".

هل سينجح نتنياهو في الوقت "بدل الضائع" بتشكيل الحكومة؟

تبدو جميع الطرق مسدودة نحو تشكيل نتنياهو للحكومة إلا أن ثقة نتنياهو توشي بأن أمراً مخفياً يجري في كواليس الكيان الإسرائيلي سيكشف عنه خلال الساعات القليلة المقبلة، ويبدو أن "إسرائيل" تتجه صوب إجراء انتخابات برلمانية جديدة، بسبب فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة، ووصول المفاوضات مع شركائه السياسيين إلى طريق مسدود.

المشكلة حالياً تكمن في أن نتنياهو بحاجة إلى الأحزاب المتطرفة وحزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه ليبرمان، لتشكيل الحكومة، لكن ليبرمان يطالب بضمانات مكتوبة من نتنياهو بإلغاء المعاملة الخاصة للشباب اليهود الأرثوذوكس المتدينين، والذين يحصلون غالباً على إعفاء من قضاء فترة الخدمة في الجيش.

يوضح رفض ليبرمان الوقوف إلى جانب نتنياهو عمق الخلافات السياسية الداخلية، حتى إن هناك أخباراً تفيد بأن هدف ليبرمان الإطاحة بنتنياهو من رئاسة معسكر اليمين وحزب الليكود، إذ يصرّ ليبرمان على المصادقة على قانون تجنيد الحريديم، حتى وإن كان ذلك على حساب إعادة انتخابات الكنيست، وترجّح هذه الأخبار أن ليبرمان لا يريد نتنياهو رئيساً للوزراء.

ومن المحتمل جداً أن يكون مشروع قانون تجنيد الحريديم، الذي يجهل تفاصيله أغلبية الناخبين الإسرائيليين، مجرد العذر والقشة التي قصمت ظهر البعير، لحالة الإرباك التي ترافق مفاوضات تشكيل الحكومة.

نتنياهو يراهن على الوقت بدل الضائع لتشكيل الحكومة في ظل هذه الفوضى السياسية داخل أروقة "إسرائيل" والتي لا يمكن عزل ملفات فساد نتنياهو عنها بأي شكل من الأشكال، يواجه نتنياهو اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات، وهذا يجعله أكثر ضعفاً من الناحية السياسية أمام مطالب شركاء الائتلاف المحتملين.

وتعكس هذه الحالة حجم الصراعات الداخلية والابتزاز الحزبي بالمشهد السياسي الإسرائيلي، مقابل تحصين نتنياهو وعدم تقديمه للمحاكمة، والصراع بين العلمانيين واليهود المتدينين والسجال حيال الاحتكام لشريعة التوراة في بعض القضايا على حساب الحد من صلاحيات الجهاز القضائي المدني.

من جانبه قال الدكتور أحمد رفيق عوض، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن فشل حكومة نتنياهو والابتزاز الذي تعرّضت له من الأحزاب المختلفة، هو سبب الدعوة لانتخابات مبكرة في "إسرائيل".

إن الدعوة لانتخابات مبكرة في "إسرائيل" تأتي على خلفية فشل نتنياهو في تشكيل حكومة تضم أحزاباً دينية وعلمانية فضلاً عن الابتزاز الذي تعرّض له نتنياهو من هذه الأحزاب للحصول على مكتسبات حزبية ووزارية، وفشله في التوفيق بين هذه المتناقضات.

وربما يؤدي هذا الوضع إلى تأجيل إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن السلام في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يكشف فريق ترامب، بقيادة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر، عن هذه الخطة خلال مؤتمر استثمار دولي في البحرين في أواخر يونيو/حزيران.

والاحتمالات ضعيفة بالنسبة لحدوث انفراجة، وربما تؤدي الانتخابات الإسرائيلية إلى تأجيل إعلان الخطة لفترة أخرى، لأن ترامب يريد انتظار وجود حكومة في "إسرائيل" قبل أن يمضي قدماً.

ويجمع محللون إسرائيليون على أنه سواء نجح نتنياهو بتشكيل حكومة حتى منتصف الليل من يوم الأربعاء المقبل أو تم التصويت على قانون حل الكنيست نهائياً، والذهاب لانتخابات مجدداً بعد 90 يوماً، فإن الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية التي تعنى بها "إسرائيل" ستتأثر، وقد تتجمد لحين تشكيل الحكومة.

المصدر: الوقت

رایکم