۱۱۳۱مشاهدات
رمز الخبر: ۳۸۲۶۱
تأريخ النشر: 06 May 2018

شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا: نشر ألبرت أينشتاين، وشخصيات يهودية بارزة، من ضمنهم حنة أرندت، رسالة في صحيفة «نيويورك تايمز» في 4 ديسمبر (كانون الأول) عام 1948. وكان ذلك بعد بضعة أشهر فقط من إعلان دولة إسرائيل، وهدم مئات القرى الفلسطينية وطرد سكانها.

استنكر الرسالة «حزب حيروت» الذي أسسه حديثًا زعيمها الشاب مناحيم بيجن؛ إذ خرج حزب حيروت من عصابة «الإرجون» الإرهابية، المشهورة بمذابحها العديدة ضد المجتمعات العربية الفلسطينية وصولًا لنكبة (التطهير العرقي للشعب الفلسطيني من موطنه في 1947-1948).

وفي الرسالة وصف أينشتاين وآخرون حزب حيروت (الحرية) بأنه: «حزب سياسي أقرب ما يكون في تنظيمه وأساليبه وفلسفته السياسية ودعايته الاجتماعية للأحزاب النازية والفاشية». هكذا افتتح الكاتب رمزي بارود مقاله بموقع «ميدل إيست مونيتور».

ولفت الكاتب إلى أن هذا الخطاب نُشر بعد بضعة سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية ووقوع ما يعرف بـ«الهولوكوست» أو المحرقة؛ مما يُظهر الهوة الكبيرة في ذلك الوقت بين المثقفين اليهود الذين تبنوا موقفًا أخلاقيًا رفيعًا، والصهاينة الذين دعموا إسرائيل ونشأتها العنيفة.

اندمج حزب حيروت فيما بعد مع مجموعات أخرى لتشكيل «حزب الليكود»، وحصل بيجن على جائزة نوبل للسلام، وأصبح الليكود الآن الحزب الرئيس في أغلب ائتلافات الحكومة اليمينية في إسرائيل، وسادت فلسفة حزب حيروت «النازية والفاشية»، والآن اجتاحت صلب المجتمع الإسرائيلي. ويظهر هذا الاتجاه اليميني أكثر وضوحًا بين الشباب الإسرائيليين مقارنة بالأجيال السابقة.

يضم الائتلاف الحكومي الحالي برئاسة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، وزير الدفاع المولود في روسيا، أفيجدور ليبرمان، مؤسس حزب «يسرائيل بيتينو» (الحزب القومي المتطرف).

وردًا على احتجاجات الفلسطينيين المحاصرين في غزة، ولتبرير قتل وجرح الجيش الإسرائيلي لعدد كبير من المتظاهرين العزل، قال ليبرمان: «لا يوجد أبرياء في غزة». ويعلق الكاتب: عندما نسمع هذه الأفكار من وزير الدفاع، فلا يمكن للمرء أن يُصدم من رؤية القناصة الإسرائيليين يطلقون النارعلى الفتيان الفلسطينيين مهللين أمام الكاميرا لنجاحهم في إصابة الفلسطينيين العُزل بالرصاص.

ائتلاف نتنياهو مليء بالشخصيات الساقطة أخلاقيًا

وأشار الكاتب إلى أن السياسية الإسرائيلية، إيليت شاكيد، كثيرًا ما دعت إلى إبادة الفلسطينيين. فقد كتبت على الـ«فيسبوك» عام 2015 «جميع الفلسطينيين أعداء مقاتلون، ودماؤهم ستسيل على رؤوسهم، وهذا يشمل أيضًا أمهات الشهداء… يجب أن يسحقوا، ويجب أن تُدمر المنازل التي احتضنت الخونة؛ وإلا سيزداد عدد الخونة».

وبعد بضعة أشهر من نشر هذا التصريح، عينها نتنياهو في ديسمبر 2015 وزيرة للعدل في البلاد.

تنتمي شاكيد إلى «حزب البيت اليهودي»، برئاسة نفتالي بينيت الذي يشغل منصب وزير التربية والتعليم في إسرائيل، ويُعرف بتصريحات عنيفة مماثلة؛ فقد كان من أوائل السياسيين الذين خرجوا للدفاع عن الجنود الإسرائيليين المتهمين بانتهاك حقوق الإنسان على حدود غزة. وحذا حذوه كبار السياسيين الإسرائيليين الآخرين.

وقال الكاتب: «إن العقلية النازية والفاشية التي نشرها حزب حيروت في عام 1948 تحدد الآن الطبقة الحاكمة الأكثر قوة في إسرائيل». وأضاف الكاتب: «قادة إسرائيل يتحدثون علانية عن الإبادة الجماعية والقتل، ومع ذلك يعلنون بفخر أن إسرائيل رمز الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان».

حتى الصهاينة الروحانيين الأوائل كانوا سيرتاعون مما أصبحت عليه إسرائيل بعد سبعة عقود من نشأتها. بحسب تعبير الكاتب.

وتابع: الحقيقة أن العدو الأكبر لإسرائيل هو إسرائيل نفسها. لقد فشلت البلاد في تُغيير سياساتها العنيفة وأيديولوجيتها في الماضي، بل على العكس، فقد جرى تسوية النقاش الأيديولوجي الإسرائيلي لصالح العنف الدائم والعنصرية والفصل العنصري.

في الدولة التي تزعم أنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، ازداد هامش النقد بشكل محدود للغاية.

مثل نتنياهو، وليبرمان، وبينيت، وشاكيد، الذين يمثلون الآن إسرائيل الحديثة، مجموعة كبيرة من اليمينيين المتدينين والقوميين المتطرفين، الذين لا يبدون سوى القليل من الاهتمام بالفلسطينيين وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وما إلى ذلك من قيم تبدو لهم تافهة، كالسلام والعدالة.

أينشتاين هاجم فكرة إنشاء إسرائيل

في عام 1938 هاجم أينشتاين فكرة إنشاء إسرائيل؛ التي تتعارض مع «جوهر الديانة اليهودية»، على حد قوله. وبعد بضع سنوات في عام 1946 قال أمام لجنة التحقيق الأنجلو – أمريكية حول القضية الفلسطينية: «لا أستطيع أن أفهم ما هي الحاجة لإنشاء إسرائيل… أعتقد أنها سيئة».

ويتوقع الكاتب، إذا كان أينشتاين على قيد الحياة اليوم، لكان قد انضم إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تهدف إلى تحميل إسرائيل مسؤولية ممارساتها العنيفة وغير القانونية ضد الفلسطينيين. ومن المؤكد أن القادة الإسرائيليين ومؤيديهم سيصفونه بأنه يهودي معاد للسامية أو «يهودي يكره نفسه».

تهجير أهالي فلسطين في النكبة

ويختتم الكاتب مقاله قائلًا: يجب قلب هذا النموذج المؤلم؛ فالأطفال الفلسطينيون ليسوا إرهابيين، ولا «ثعابين صغيرة»، ولا يمكن معاملتهم على هذا الأساس، ويجب عدم قتل الأمهات الفلسطينيات، والشعب الفلسطيني ليس «عدوًا مقاتلًا» ليجري استئصالهم، ولا يجوز تطبيع عمليات القتل الجماعي.

فبعد مرور 70 عامًا على استقلال إسرائيل ورسالة أينشتاين، لا يزال إرث البلد مليئًا بالدم والعنف. مع أن الاحتفالات مستمرة في تل أبيب، لا يوجد أي سبب للاحتفال، كل الأسباب تثير الحزن.

ومع ذلك، يبقى الأمل حيًا لأن الشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم. وهم بحاجة إلى العالم للتضامن معهم، إنها الطريقة الوحيدة لإيقاف شبح حيروت، والأفكار النازية والفاشية، من التعدي على الفلسطينيين.

مترجم عنThe Ghost of Herut: Einstein on Israel, 70 Years Agoللكاتب Ramzy Baroud

رایکم