۹۳۷مشاهدات
عبدالرحمن أبوسنينة*
رمز الخبر: ۳۷۷۵۸
تأريخ النشر: 25 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: يوما بعد يوم تتهاوى المناقبية الخادعة التي سعت جماعات من الإسلام السياسي لبنائها حول شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فلعبه اليوم على المكشوف، وشخصية الزعيم السياسي القدوة التي ضللوا بها الشباب في العالم الإسلامي طيلة السنوات الماضية تحطمت مجددا مع ممارسات الجيش التركي وأدواته في الأراضي السورية، وتبين أن رئيس داعش الخفي سيضطر لكشف القناع أخيرا عن وجهه، والذهاب أبعد مما يتصور أحد في سبيل أوهامه وأطماعه.

تحت عنوان براق "غصن الزيتون" تستباح دماء السوريين من أكراد وغيرهم، والجنايات بحق المدنيين وعلى رأسهم النساء والأطفال تزداد بشاعة، وتنقلها مختلف وسائل الإعلام، غزو أردوغاني لأراض سورية يشارك فيه تكفيريون مشهورون من قبل بجز الرؤوس، وأكل القلوب الآدمية، ونحر الأطفال، مجاميع ارهابية تتقدم المعتدين الأتراك، كجماعة اللواء سلطان مراد، وحركة نور الدين الزنكي التي جزت رأس طفل حندرات الفلسطيني عبدالله عيسى 12عاما، وأشبال العقيدة، والجماعات الإسلامية التركمانية، وفرقة الحمزة، ولواء سمرقند، والجبهة الشامية، وجماعة الطليعة، وفيلق الشام الإخواني، وحركة أحرار الشام السلفية، كل هؤلاء المتطرفين غطوا بفتاوى شيوخ الدين الرسميين في تركيا، أو المنضوين تحت عباءة حزب أردوغان، ووزارة شؤونه الدينية، من وصفوا تحركاته في سوريا بـ"الجهاد المقدس"، وتبعهم في ذلك المشايخ الاخوانيون في أكثر من بلد، ثم الكثير من الشيوخ السلفيين!

عجيبة هي هذه الصلات العقدية التي غالبا ما تجمع الإخوان بالسلفية والتكفيريين في الظروف السياسية وساحات الوغى! إلا ضد "اسرائيل" بالطبع! ومآسي أفغانستان والصومال وغيرها من مناطق الصراع شاهد على هذا التناغم في خدمة المصالح الأمريكية.

الشريك الآخر من وراء الكواليس في السابق وع المكشوف بعد هزيمة الأدوات؛ هو الصهيوني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى! فتركيا الأردوغانية، والكيان التلمودي الغاصب يتقاسمان دعم شذاذ الآفاق التكفيريين ومعالجتهم، وتقديم كل أشكال الدعم لهم في أرجاء سورية، حتى لو تطلب الأمر قصفا من سلاح الجو الاسرائيلي، كلهم في خدمة مخطط واحد، لتدمير سورية، وتأمين أمن اسرائيل الى أبعد مدى أولا وقبل أي شيء.

تلموديو أردوغان لا يفرقون في معاركهم بين الخصوم، كل أعدائهم في كفة واحدة، شيطنة وتكفيرا، بمن فيهم المسلمون من خارج اطارهم حتى من أهل السنة ومنهم الأكراد كلهم في خانة جاهلية القرن الواحد والعشرين! كفّروا إذا السنة المخالفين، فما بالكم بالشيعة والعلوين والدروز والاباضيه، والآخرين؟!

آلاف المسلمين الأكراد في الداخل التركي، والعراقي والسوري، قتلوا أو اصيبوا بعاهات دائمة بفعل الآلة الحربية التركية، ومؤخرا في سياق جنون أردوغان في عفرين، شاهدنا وحشية الجنود الأتراك، والمجموعات التي استجلبوها، تمثيل بجثث النساء الكرديات بحجة أنهن يحملن السلاح، تواطؤ جلي بين الجيش الأردوغاني، والتكفيريين المتأسلمين، ومنهم الكثير من الدواعش الذين يستثمر بهم العثماني اردوغان، ويترجم مقولته بأنه سيسحق الأكراد ومن يعارض ما وصفه بالمعركة الوطنية ضدهم، ولذلك وعند فشله في التقدم الميداني، ينتقم باستخدام الغازات المحرمة دوليا، حيث وصل إلى مستشفى عفرين أعداد من حالات الاختناق الغريبة وفق الدكتور جوان محمد مدير المستشفى.

قسوة السلطان العثماني الجديد تبلغ ذروتها مع جيرانه وإخوانه من المسلمين، لكنه رحيم ودود مع أصدقائه الصهاينة، كما ظهر قبل أكثر من عام ضيفا عزيزا على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، في تأكيد على عُمق الصداقة التي تربطه بالعدو الأول للعرب والمسلمين، دون أن ينبس المتأسلمون ببنت شفة ضد الخليفة المبجل زعيم الحركات الإسلامية! أما مشاكله وأزماته فلا بأس أن يبوء بحملها الشعب السوري، مضاف إليه مؤامراته مع حلفائه في النيتو المتصهين، ومع حكام الخليج، فكم أنفق هذا الرجل مع السعودية وقطر! وكم حشد من التكفيريين والإرهابيين! أدخل الآلاف المؤلفة من القتلة عبر أراضيه إلى سوريا لنشر التأسلم التلمودي، وتدمير الدولة العربية الوحيدة التي حافظت على عقيدتها في العداء لإسرائيل، ودعمها كل مقاومة خارج الأسوار للصهاينة، والهدف صار بينا؛ حرف تأثير الممانعة السورية من مجابهة المحتل، إلى فتنة داخلية عمياء يطرب لها نتنياهو وقادة الصهاينة.

أرثي لحال آلاف من الشباب المغرر بهم من أبناء المسلمين، الكثير منهم اليوم محطم الآمال، لم يعد يثق بقدوة تنتمي إلى حركات الإسلام السياسي، عندما صوروا أردوغان بكل هذه الهالة من القداسة، ونظافة الخط السياسي، وهو الذي باعهم الوهم، والخطابات فارغة المضمون، بينما هو التائق الممتلئ بشهوة الزعامة الأممية، وهو في الحقيقة تابع في ركاب النيتو والمصالح الأمريكية، يريد أن يصلي في المسجد الأموي بعد تحريره من أهله، فيما يفاخر بوضع الزهور على قبر مؤسس إسرائيل تيودر هرتزل، ولا يعنيه
الأقصى الذي أهداه ترامب للصهاينة سوى ببضع كلمات للاستهلاك الإخواني الداعشي!

* كاتب فلسطيني

رایکم