۱۱۳۲مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۲۸۷
تأريخ النشر: 02 January 2018

شبکة تابناک الاخبارية: کتبت الکاتبة الصحفية الدکتور سهام محمد في مقال لها حول الأحداث الإيرانية كل المراقبين يجزمون أن ما حصل في اليومين الماضيين لم يكن أحداثاً عابرة. لقد كانت تحركات شعبية مطلبية محقة لا تختلف الأوساط السياسية في الداخل الايراني على أحقيتها، لكن تتفق هذه الأوساط أيضاً على ضرورة حماية و صيانة مبادئ الثورة العظيمة التى بنت الأسس الحقيقية لهذا المجتمع الإسلامي ليبقى حراً مستقلاً عن كل المشاريع الامبريالية والإستكبارية الهدامة.

لا تختلف النخب الإیرانیة علی أن الشعارات المطلبیة التی رفعها المتظاهرون في اليومين الماضيين هي مطالب محقة وعادلة، فمطالبة الحكومة بإعادة النظر في بعض القوانين و الإجراءات أو بتحسين مستوى المعيشة لبعض الفئات أو معالجة الأسعار لبعض المواد الأساسية هي من الحقوق العامة التي يكفلها دستور الجمهورية الإسلامية والقوانين الأساسية التي تكفل حق التظاهر للمواطنين.

لکن الخلاف الذي حصل والذي رفضته النخب السياسية الإيرانية وعبرت عن إستهجانها له بمظاهرات لتجديد البيعة والولاء للثورة ومبادئها كانت حول خلفیات بعض المظاهرات وأسبابها خاصة وأنها حملت فی بعضها شعارات إنحرفت عن المطالب الأساسیة لتشکل مساً بالنظام والثورة وقائدها.

البعض یری أن هذه المظاهرات حصلت بسبب ضعف السیاسات الاقتصادیة للحکومة ويضیف آخرون أنها فی إطار التنافس بین القوی السیاسیة في البلاد. لأنه من الواضح أن التیارین الرئیسیین فی البلاد الأصولی والإصلاحی غیر راضین عن آداء الحکومة والبعض ینتقدها لأسباب سیاسیة والبعض ینتقدها لأسباب اقتصادیة.

إن القلق الحقیقی هو فی إنحراف هذه المظاهرات عن کونها مطلبیة اقتصادیة الی سیاسیة من خلال شعارات معارضة للنظام وسیاساته الخارجیة أو جرّ المظاهرات للاحتکاک مع القوی الامنیة أو تخریب الممتلکات العامة. علما أنه، وخلافاً لما روجت له ولا تزال بعض الأوساط الإعلامية المتآمرة والعميلة، إضافة إلى وسائل إعلام غربية والتي بدأت تروج لعناوين وشعارات مثل “ديسمبر الثورة في إيران”، فإن هذه الاحتجاجات لا علاقة لها بما أسماه الغرب الإستكباري “بالثورة الخضراء” عام ٢٠٠٩. لأن الإحتجاجات اليوم هي شعبية ونزلت للشارع لتنتقد الحكومة وتطالب بالإصلاحات. أبدت قوات الأمن تسامحاً كبيراً، سمحت فيه للمتظاهرين بالتحرك، لكن تدخل بعض الموتورين والمأجورين عكر صفو الحراك وسبب الفوضى مما حدا بالقوات الأمنية للتدخل لحماية المواطنين والممتلكات العامة.

نذکر أن من راهن خارجاً علی “ربیع ایرانی” سابقا فی ۲۰۰۹والذی حاولت قوی الإستکبار تطبیقه فی ایران وقتها فشل فشلاً ذریعاً بالرغم مما هیئ له من إمکانات بشریة وتقنیات هائلة، کما اعترفت حینها ارملة الشاه فرح دیبا فی مقال لها، فالیوم أیضاً لن تنجح.

۷۰۰ ألف ایرانی دخلوا البلاد من المهجر حینها بذریعة التصویت فی الانتخابات الرئاسیة بینهم عشرات الالاف من المدربین باتقان علی الحروب الناعمة وتقنیات تأجیج الشارع وفشلوا…‌ولا ننسی المقولة التی کان یرددها المرشح الرئاسی حینها میر حسن موسوی وهی أن الشعب الایرانی اولی وأحق بالاموال التی تدفع لحزب الله وحماس وهی رسالة مبطنة للانسحاب من دعم المقاومة فی حال تولیه الرئاسة ورسالة للغرب بانه رجل المرحلة!!

أين هو الآن؟ الأکید في قائمة الفاشلین والثورة مستمرة وإیران المقاومة لن تفشل أبدا.

كانت تظاهرات تجدید البیعة والولاء لقیم الثورة الإسلامية رداً صارخاً من الشعب الایرانی علی کل عمیل وخائن بأن المراهنات علی الخارج لن تجد لها حضنا في إیران ولن یقبل بها الایرانیون.

يجب أن نذكر المنافقين والعملاء وشياطين الغرف السوداء من الذين يعلنون العداء لإيران ويتآمرون عليها، أن من خسر حربه بالوكالة خارج إيران في كل جبهات المنطقة سيخسرها داخل إيران أيضاً فلا تتعبوا أنفسكم!!

نذكر عملاء الإستكبار أن من يحّرم على شعبه بإسم الدين وفتاوي مشايخ الفتنة والتطبيع مع الصهاينة، حرية التعبير والتظاهرويؤكد أنها مخالفة لشرع الله في طاعة ولي الأمر، الأجدر به أن يصمت ولا يسمح لنفسه بالتطاول على نظام إسلامي بنى كياناً حقيقياً صلباً مستقلاً. نذكر هؤلاء أن إيران الإسلامية لم تنحني يوماً للضغوط والمساومات. حوصرت ولا تزال لكنها لم تحد يوماً عن خياراتها الإسلامية في نصرة المستضعفين. إيران بلد الحريات، بلد الانتخابات والتداول على السلطة، ليعلم هؤلاء أن في إيران شعب ينتخب ويتظاهر ويعبر عن خياراته، أكثر من ٣٧عملية إنتخابية رئاسية وبرلمانية ومجلس خبراء وبلديات. إضافة إلى ٧رؤساء جمهورية تداولوا على السلطة منذ قيام الثورة الإسلامية إلى اليوم. هذه دولة ولاية الفقيه التي ترعبكم في حين يحرم الشعب في بلادكم من أبسط مقومات الحياة.

لتعلموا أيها المنافقون وقتلة الشعوب، يا عملاء الاستكبار، أن الشعب الإيراني لم ينتفض ضد قيادته بل ضد قرارات أسيادكم الذين لا يحترمون عهدا ولا ميثاق، ولا يزالون يحاولون محاصرة الجمهورية الإسلامية علها تتراجع عن خياراتها بعد أن أفشلت خططهم ومشاريعهم التقسيمية.

أنتم تراهنون على الوهم حتماً فهذه البلاد يشهد لها التاريخ أنها أرض الصمود والمقاومة لكل مشاريع الإستكبار وستبقى رغم أنوف المتاخذلين.

المصدر: http://iuvmpress.com/ar/39835

رایکم