۹۹۵مشاهدات
كما أكد مواطنون قيام الجنود السعوديين بتدنيس مسجد فدك الزهراء في مدينة حمد ومسجد آخر في الدوار ثلاثة عشر في نفس المدينة ، وإعتداء البلطجية على مرقد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان في منطقة عسكر.
رمز الخبر: ۳۷۱۳
تأريخ النشر: 23 March 2011
شبکة تابناک الأخبارية: أصدر أنصار ثورة 14 فبراير بالبحرين بيانا تحت عنوان " هل استعاد ملك البحرين هيبته بالإحتلال العسكري السعودي وحملة الإبادة للشعب ؟؟!! أشاروا فيه الي التطورات الجارية في هذا البلد.

ویذکر أن البيان جاء فيه:-
بسم الله الرحمن الرحيم
هل إستعاد الملك والنظام الخليفي هيبته بالإحتلال العسكري السعودي وحملة الإبادة للشعب ؟؟!!
أولا :تجربة الحوار ومشروع الإصلاح السياسي الذي أدى إلى ملكية دستورية مطلقة مقارنة بسيطة وعابرة بين الوضع الذي كان يعيشه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وحكومة آل خليفة في فبراير من عام 2001م ، وبين الأزمة والمأزق السياسي الذي يعيشه الملك والحكم منذ تفجر الثورة الشبابية والشعبية في 14 فبراير2011م.

إنطلقت شرارة الإنتفاضة الشعبية المطلبية في البحرين في عام 1995م ، وإستمرت حتى عام 2000م، سقط خلالها الشهداء والكثير من الجرحى والألآف من المعتقلين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وإنتهاكات حقوق الإنسان. وبعد أن أعلن عن وفاة أمير البحرين عيسى بن سلمان آل خليفة، أعلن عن مشروع العفو العام والمشروع الإصلاحي.

في فبراير من عام 2001م بعد أن إعتلى الملك العرش كانت هناك نوع من أنواع الثقة بين الشعب وقوى المعارضة والحكم بعد أن قامت حكومة آل خليفة بالحوار مع الاستاذ الشيخ عبد الوهاب حسين والأستاذ الشيخ حسن مشيمع في السجن، توصلوا خلالها إلى الإنفراج السياسي والمشروع الإصلاحي الذي أعلن عنه الملك وما تمخضع عنه من ميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه الشعب بنسبة 98.4% والبدء بملكية دستورية ليست كما تمنتها وطالب ودعت إليها القوى السياسية آنذاك.

الإتفاق بين الحكم وقادة المعارضة تم نقضه من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الإعلان عن دستور المنحة لعام 2002م ، هذه الخطوة أثارت حفيظة القوى السياسية المعارضة التي أتفقت على العمل بدستور عام 1973م العقدي على أن تجرى عليه إصلاحات يصادق عليها الشعب.فحدثت منذ ذلك اليوم أزمة الثقة بين الشعب الذي هو مصدر السلطات والذي قد صوت على الميثاق بنسبة عالية، وبين النظام الذي نكث بالوعد وتنصل من المواثيق التي كانت بينه وبين قادة المعارضة والشعب.

لذلك إنما تشهده البحرين من حالة إحتقان سياسي ومطالبات سياسية إرتفع سقف مطالبها من قيام ملكية دستورية على غرار بريطانيا إلى المطالبة بإسقاط النظام، وما تبعه بعد ذلك من مجازر دامية وغزو لجيوش خليجية وإستباحة البحرين، عزز من إهتزاز الثقة بالنظام من قبل الجمعيات والقوى السياسية وأغلبية الشعب البحريني وقطع الطريق أمام أي حوار مع نظام قبلي لا يؤمن بحقوق سياسية للشعب ، وإنما يرى أنه الآمر والناهي وهو الذي يجب أن يعطي ويهب المكارم الملكية على الشعب ، لا أن يكون للشعب دور حقيقي في إدارة البلاد.

من هنا جاءت ثورة 14 فبراير بعد إحباط كامل وشامل في نفوس الشعب والشباب الذي فجر ثورته من أجل التغيير الشامل مطالبا بحقوق سياسية بعيدة كل البعد عن النفس الطائفي والمذهبي ، وشعب البحرين سنة وشيعة لا يعرفون للطائفية معنى ، وإنما الذي يغذي النفس الطائفي ويؤجج للفتنة الطائفية هو النظام الخليفي وحلفائه من القبائل والوهابية السعودية التي تخاف على مصالحها من خطر التغيير السياسي.

وكانت نتيجة ثورة 14 فبراير أنها جاءت في ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني لتلغي هذا الميثاق وشرعية دستور 2002م المنحة ، بحضور ما يقارب من ستمائة ألف متظاهر في احدى المسيرات الشعبية التي دعت إليها المعارضة ، تلتها مظاهرات كبيرة ترواح عددها بين 200 إلى 300 و400 و500 ألف نسمة في برهان قاطع على أن الشعب الذي هو مصدر السلطات قد ألغى بحضوره الميثاق وما ترتب عنه من دستور مفروض ومراسيم ملكية مفروضة ، فأصبحت شرعية النظام فاقدة لثقة الشعب ، وهو يطالب بنظام سياسي جديد يتمخض عنه دستور جديد وبرلمان منتخب وحريات سياسية ينعم بها أبناء الطائفة الشيعية والسنية على السواء.

فقد النظام هيبته وشرعيته ومن جديد كما فقد الملك هيبته وثقة الشعب به منذ أن لجأ إلى الخيار الأمني والعسكري لحل الأزمة السياسية الخانقة التي عصبت بالبلاد.

ثانيا: هيبة الملك والحكم الخليفي لن تعود بالإرهاب والقمع وإنتهاج الخيار الأمني والعسكري هيبة أي إنسان تأتي من إحترامه لنفسه ولشخصتيه ولإحترامه وتعامله للآخرين ،كما أنها تأتي من القيم والمبادىء التي يحملها ، خصوصا الصدق والأمانة وأن يأمنه الناس على مالهم وأنفسهم وأعراضهم وكل شيء.

وسمي الرسول الأعظم محمد (صلى الله علي وآله وسلم) بالصادق الأمين حتى بين عامة الكفار والمشركين لأن الناس كانت تأمنه على أموالهم ، وكان صادق الحديث وصادق الوعد وأمين الناس على كل شيء.وفي الأنظمة السياسية أيضا تأتي شرعية أي نظام من إحترامه لإرادة شعبه الذي يأمنه على نفسه وماله وأعراضه ، ويكون هذا النظام مدافعا عنه وعن أراضيه وعن كل شيء ، حتى يعيش هذا الشعب آمنا في وطنه ، فبعد أن أولى الشعب ثقته لهذا النظام فإنه يتوقع أن يعيش بعزة وكرامة وأمن وإستقرار في بلده.إلا أن هذه القيم وهذا المبادىء الإنسانية والإسلامية لا نراها متمثلة لا في ملك البحرين ولا في نظامه السياسي ، وهذا الإنعدام لهذه القيم والمباىء ليس في وقتنا الحاضر فقط ، وإنما منذ أن جاء آل خليفة إلى البحرين كقراصنة قبل أكثر من قرنين من الزمن.

قبيلة لم تكن لتتمسك بالقيم الإسلامية والأداب والأخلاق المحمدية ، وما رأينا منها إلا البطش والغدر وعدم الصدق في الحديث والوعود والخيانة في المواثيق.

ومصداق ما نقوله قد تجسد في حمد بن عيسى آل خليفة الذي لا أقل رأيناه ولمسناه بعد ثورة 14 فبراير ، وبعد أن سقط الشهداء والمئات من الجرحى خرج على الشعب والعالم ليعتذر عما حصل من قتلى وجرحى ، كما خرج وزير الداخلية الخليفي هو الآخر وإعتذر للشعب أمام العالم أجمع ، ووعدوا بتعيين لجنة لتقصي الحائق أعلنوا عنها، ولم نرى شيئا لتقصي الحقائق ، إلا القيام بهجوم غادر على الناس النيام في دوار اللؤلؤة، تبعه إستمرار في الغدر والخيانة للشعب بالإمعان في القتل والذبح والإستخدام المفرط للقوة.

الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة للشعب بالحاكم والنظام الخليفي حيث سقطت هيبة حمد بن خليفة ونظامه في أعين الناس بسقوط الشهداء والجرحى وسفك الدم الحرام.

وسعى ملك البحرين وبكل قواه العسكرية والأمنية إلى إسترجاع هيبته وهيبة الحكم الذي تزلزل بعد ثورة شباب 14 فبراير 2011م ، وما نتج عنها من الإستخدام المفرط للقوة وإرتفاع سقف وسطح المطالب الشعبية من الإصلاحات السياسية والدستورية إلى إسقاط النظام.

فبعد أن قمعت السلطة الخليفية في البحرين المسيرات والمظاهرات المطلبية السلمية في البحرين بقوة مفرطة وسقط الشهداء ومئات الجرحى والمعاقين ،إرتفعت سقف المطالب بإسقاطه ، وإرتفعت حدة الشعارت المطالبة بالحقوق السياسية وإجراء تعديلات دستورية على دستور عام 2002م وأمور أخرى طرحتها المعارضة والشعب ومنها البت في موضوع التجنيس السياسي والفساد المستشري في أجهزة الدولة والحكومة ، فضلا عن التهميش والإقصاء للشعب من المشاركة في القرار السياسي ، وإعطاء صلاحيات كاملة للبرلمان لتشريع القوانين والمحاسبة والرقابة للحكومة ومحاسبة الفساد والسرقات للمال العام ، وغير ذلك إلى أن الشارع برمته طالب بإسقاط النظام لما رأى من الغدر ونكث العهود والمواثيق وإطلاق العنان للأجهزة الأمنية وقوات الجيش والحرس الوطني والبلطجية للإمعان في القتل وسفك الدماء بدم بارد على مرأى ومسمع من الملك والنظام الخليفي والرأي العالم العالمي. إرتفع سقف الشعارات إلى الموت لآل خليفة .. ويسقط خليفة بن سلمان .. ويسقط حمد .. وشعارت لن نركع إلا لله وشعارات أخرى ، منها الشعب يريد إسقاط النظام ، هذه الشعارات التي رددها الشباب والشعب التونسي والشباب والشعب المصري وكذلك الشعب اليمني وشبابه وشعب ليبيا وشبابه في ثوراتهم وإنتفاضاتهم المطلبية السلمية.وكما أسلفنا ففي بداية الثورة خرج الملك ووزير الداخلية يعتذرون من الشعب لسقوط ضحايا وجرحى قبل يوم الخميس الدامي ، وإذا بنا نرى الهجوم الغاشم على الناس النائمين في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) وما شهدناه من مذبحة ومجزرة ، وحينها فقد الشعب الثقة في النظام ، حتى بعد أن أعلن ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة عن مبادرة الحوار مع المعارضة لم تلقى اي ترحيب من الشعب وشباب الثورة لعلمهم بأن الحكم القبلي الخليفي ليست لديه الشجاعة في الإصلاح السياسي والتخلي عن رئيس الوزراء والحكومة من أجل إستتباب الأمن والإستقرار والبدء في حوار سياسي شامل.ومجلس العائلة لم ولن يقبل بإصلاحات سياسية جذرية كما طالبت بها الجمعيات السياسية ، والحديث عن الإنقسام داخل العائلة لا يعني في ذهن الشارع البحريني شيئا ، لأن الدم الحرام قد سفك ولا رجعة عن قرار الشعب في إسقاط النظام وعلى آل خليفة أن يرحلوا.وعلى الرغم من إستخدام الملك لكل ما يمتلك من قوة وإدخاله للجيش لقمع الثورة وإستخدام الرصاص الحي والبطش بحق الشعب ، إلا أن الشباب قاوموا الإرهاب بصدورهم العارية وقبضاتهم الخالية إلا من صرخات الله أكبر وسلمية وسلمية ، حاملين الورود وغصن الزيتون وفسيل النخيل وأعلام البحرين في أيديهم وقدموا الشهداء وإستطاعوا بعد ما قام الحكم بمجازر من إستعادة دوار اللؤلؤة(ميدان الشهداء) ، ولقد خرج الشارع البحريني مرة أخرى عن بكرة أبيه بمئات الألوف نساءا ورجالا وشبابا وأطفالا يدعمون الحركة الشعبية المطلبية لشباب 14 فبراير ، والكل أجمع على ضرورة الإصلاح السياسي الجذري وقيام نظام سياسي جديد لعدم جدية النظام في القيام بعملية إصلاح سياسي شجاعة. وتواصلت الإعتصامات والمسيرات إلى المراكز الحكومية للمطالبة بالإصلاح الجذري وإسقاط الحكومة ، بعد أن فقد الملك والحكم هيبته وتعالت صرخات الشعب : يسقط حمد .. يسقط حمد .. وشعارات وحدوية بين الشيعة والسنة منها "إخوان سنة وشيعة .. هذا الوطن ما نبيعه" .. وأفشلوا المخطط الطائفي بصمود رائع وصبر وإستقامة وثبات بأن المطالب الشعبية هي مطالب سياسية مدنية وليس مطالب طائفية تختص بالطائفة الشيعية.وأصبحت هيبة الملك والنظام في الحضيض ومرغت في التراب بعد أن تمادوا في غيهم وذبحهم وقتلهم لأبناء الشعب وما قاموا به من مجازر ومذابح بحق الإنسانية والمظلومين والأبرياء العزل ، فلم تستطع قوى الجيش والحرس الوطني والأجهزة الأمنية والمخابراتية أن تجهض الثورة.بعدها بادرت الجمعيات السياسية بورقة حوار رفعت فيها سقف المطالب بإقامة ملكية دستورية على غرار بريطانيا ، وأعطت السلطة فرصة أسبوعين للبت في المطالب المقدمة ، إلا أن الحكم سعى الى المماطلة وإتلاف الوقت للإلتفاف على مطالب الشعب وإجهاض الثورة وهذا ما حدث بالضبط من قيام الحكم بعملية التصعيد ضد الشعب والمعارضة.الشعب في البحرين كان يطمح بأن يخرج الملك والحكم الخليفي بمبادرة وشجاعة ترجع لهم الهيبة والثقة والشرعية التي فقدوها بعد قيامهم بالقتل والذبح والمجازر ، إلا أنهم تمادوا في غيهم وإستعلائهم وجبروتهم ، وبدل أن يقدموا على خطوات شجاعة تؤدي إلى حل الأزمة الخانقة ، وإذا بالملك يقدم على تغييرات وزارية سطحية لا تصل إلى سقف المطالب التي كان ينادي بها الشعب في مسيراته وإعتصاماته وهي إقال الحكومة وإلغاء دستور 2002 وما صدر عنه بمراسيم ملكية ، وحل مجلسي الشورى والبرلمان ، وإقامة حكومة إنتقالية ، تمهيدا لصياغة دستور جديد يعطي للبرلمان صلاحيات كاملة في تعيين الحكومة ورئيس الوزراء من الشعب ، على أن تكون عائلة آل خليفة والملك يملكون ولا يحكمون كما هي في الحكومات الدستورية الملكية في بريطانيا وغيرها من الدول الأروبية.وبعد أن قام الملك مباشرة بإصدار الأوامر للجيش بضرب المعتصمين وما حدث عنه من مجزرة دامية ، واصل الشباب الثوري إستماتته في تشييع الشهداء والوقوف إلى جانب الجرحى في مستشفى السلمانية ، ووقف أمام الجيش والدبابات وسقط شهداء في مجازر أخرى ، وسقط المئات من الجرحى ولكنهم إستعادوا الدوار من جديد ، وإستمرت الثورة والإحتجاجات الشعبية المطلبية بروح أكبر وصمود أكثر وإستماتة في الدفاع عن المطالب بعد الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين ورجوع الأستاذ الشيخ حسن مشيمع من لندن وبيروت إلى البحرين.إستمرت المسيرات والمظاهرات بأتجاه المراكز الحكومية والوزارات والسفارات وغيرها ولم تلقى مطالب الشعب أي إستجابة فإستمر النظام في القتل والذبح ،وإمتلئت المستشفيات من الجرحى ، وهاجموا القرى والمدن ببلطجيتهم وقواهم الأمنية وجرحوا الكثير وأستشهد من أستشهد ، وبعد الإعلان عن إلإستعانة بالجيوش السعودية وقوات درع الجزيرة على حركة الشعب المطلبية وإحتمال ضرب المعتمصمين في الدوار مرة أخرى ، تعالت النداءات من الشعب والقوى السياسية والعلماء بضرورة التجمع في الدوار وإستمات الشعب في الصمود ، وخرج الشعب من أعماله وترك العمل في المصناع والشركات والمحال التجارية وجاء إلى الدوار وأعلن عن الإضراب العام الذي دعت اليه قوى المعارضة والنقابات وبقيت الجموع في الدوار إلى فجر الأربعاء الاسود حيث إستقدم الملك والحكم الخليفي القوات السعودية وقوات درع الجزيرة من الإمارات وقطر لإستباحة البلاد والقيام بأعمال المجازر والقتل وهتك الحرمات في الجامعات والقرى والمدن مع البلطجية والقوات الأمنية تساندهم طائرات الهليوكبتر وطائرات الأباجي ، وفعلوا ما فعلوا وتدخلت القوات السعودية في القرى وقامت بمجازر رهيبة وإستمرت حتى شاركت في مجزرة فجر الأربعاء وما تلته من مجازر ومذابح بحق الأبرياء من أبناء الشعب في البحرين.كل هذا من أجل أن يستعيد الملك والحكم هيبته وشرعيته التي فقدها بإستخدامه المفرط للقوة وما نتج عنها من عمليات قتل وذبح ودهس للمتظاهرين ، ومنذ أن أعلن ملك البحرين عن حالة الطوارىء والأحكام العرفية والبحرين تعيش في ظل ثكنة عسكرية ، فأصبحت البلاد تحت رحمة الجيش والقوات الغازية والمحتلة وعسكر الحكم المستشفيات ، وقام بحملة مداهمات وإعتقالات واسعة في صفوف أبناء الشعب ، وقام بإعتقال قادة المعارضة السياسية وأخذهم إلى أماكن مجهولة ، ومن ثم قام بإختطاف مئات الجرحى والمصابين من الطابق الثاني في مستشفى السلمانية إلى أماكن مجهولة.وكل ذلك كما أسلفنا من أجل إستعادة الهيبة والشرعية من جديد ، الشرعية والهيبة التي يريد أن يسترجعها الحكم بالقوة والسطوة والقتل والمجازر وإستباحة المدن والقرى وهتك الأعراض والحرمات.أما الشعب وشباب ثورة 14 فبراير والقوى السياسية بمختلف أطيافها فقد أستوعبوا الصدمة والأعمال القمعية والإحتلال وإستقاموا وصبروا وقاموا بعلاج الجرحى والمصابين في البيوت والحسينيات والمساجد ، وتنظيم صفوفهم في مجاميع شبابية تحمي القرى والمدن من دخول الجيش السعودي والخليفي والبلطجية والأمن والمخابرات ،وقام الناس في الحسينيات والمساجد وعلى أسطح البيوت وفي الشوارع في داخل المدن والقرى بنداءات التكبير بالله وأكبر .. والشعارات الثورية أرهبت أمن وجيوش آل خليفة.خرجت مظاهرات ومسيرات في سترة والمعامير والنويدرات وبوري وبني جمرة والدراز وكرباباد والديه والسنابس وكرانة وغيرها من القرى متحدية حضر التجوال وقدم المتظاهرون العديد من الجرحى ، ولكنهم إستقاموا وأصروا على الخروج وكسر هيبة السلطة وغطرستها وتماديها في إنتخاب الحل الأمني والعسكري للقضاء على الثورة ، بدلت من الخيار السياسي.

وفي يوم الجمعة (18مارس 2011م) قام الشعب وعلى الرغم من فرض الأحكام العرفية والحكومة العسكرية بالخروج إلى مدينة سترة لتشييع الشهداء بالألآف ورددوا الشعارت الثورية والوفاء لدماء الشهداء والثبات على المطالب الشعبية ، وحضروا صلاة الجمعة بإمامة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، ورددوا شعارات هيهات منا الذلة ، ولن نركع إلا لله ، ولمسنا إستقامة وصمود كبير من القيادات الدينية والسياسية على الإستمرار في النضال المطلبي السلمي من أجل الحقوق ،مستنكرين الغزو والإحتلال الأجنبي لبلادهم ، مصرين على تحقيق المطالب السياسية.

وفي يوم الجمعة نفسه وفي خطوة قبيحة ومنبوذة قام الحكم الخليفي بعملية تجريف وتخريب كامل لدوار اللؤلؤة(ميدان الشهداء) الذي إستحدث قبل ثلاثين عاما بهذا الإسم ، يشمل الدول الخليجية العربية الست بعد الإعلان عن الإتفاقات الأمنية المشتركة وتأسيس قوات درع الجزيرة بعد الحرب العراقية المفروضة على إيران.

والسبب الذي أدى إلى طمس معالم الثورة وآثارها ..هو خطوة الخطوات الأخرى التي ترفع من سقف مطالب الشعب ، وتفقد النظام هيبته وشرعيته في نظر الشعب ، إذ أن ميدان الشهداء قد أصبح ملتقى الشعب ورمزا ومعلما من معالم الحرية ومنطلقا للثورة من أجل التغيير والتحرير والإصلاح السياسي ، وإن تخريب وإمحاء دوار اللؤلؤة من الوجود يعد إهانة إلى الرمزية المقدسة لهذا الدوار وإهانة للمطالب السياسية التي طالبت بها مئات الألوف من أبناء الشعب سنة وشيعة.إن آل خليفة ما عادوا يتحملون بقاء هذا الدوار لأنه سيصبح مزارا للشهداء ، فقد سقط الشهداء هناك وأريقت الدماء الطاهرة والزاكية ، فالشعب يعتبر هذا الدوار رمزا وطنيا تاريخيا ومحطة من محطات الثورة وكان في الواقع دولة الشعب التي كان يستطيع أن يتكلم فيه بكل حرية ويعبر عن رأيه بشكل حر وشعر الشعب بالراحة النفسية والأمن خلال تواجده بمئات الألوف ويعبر عن كل مطالبه بكل حرية ، ولذلك أراد النظام الخليفي أن يمحي هذا الدوار من ذاكرة الشعب.وحتى لو أصبح دوار اللؤلؤة تقاطع للترافيك ، فإن أرضه الطاهرة ورمزيته سوف تبقى في ذاكرة الشعب ومنطقته مقدسة ومزارا ، وسوف يتجمع الشعب في هذه المنطقة ويجعلون منها رمزا ومنطلقا كما كانت منطلقا للثورة الشعبية الشبابية.وبعد أن تم هدم وتجريف ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) يطل علينا ملك آل خليفة المستبد داعيا للحوار مرة أخرى تحت أزيز الرصاص وإنتشار الجيش الخليفي والسعودي وجيوش درع الجزيرة ، حوار يستند على إصلاحات سطحية مرفوضة من قبل الشعب والمعارضة جملة وتفصيلا.

وفي (19 مارس) وعلى الرغم من الأحكام العرفية إلا أن مسيرة كبرى خرجت بأتجاه السفارة السعودية منددة بالغزو والإحتلال السعودي للبحرين والتدخل في الأمور الداخلية والقيام بالمذابح والمجازر ضد أبناء شعب البحرين العزل.فالشعب قد قال كلمته منذ اليوم الأول للثورة فهو يتطلع إلى إصلاحات سياسية جذرية يعم خيرها السنة والشيعة على السواء ، ولن يقبل بأي إصلاحات سياسية هشة بعد أنهار الدماء التي جرت والأرواح التي زهقت والأبرياء الذين سقطوا ظلما وعدوانا ، وبعد ألآف الجرحى والمعاقين.

إن ثورة 14 فبراير كانت ثورة وطنية سياسية بعيدة كل البعد عن المطالب الفئوية والطائفية والمذهبية ، وقد ساهمت الطائفة الشيعية والسنية في الثورة ، وشاركت القوى الوطنية والشعبية فيها ، وتحلى الشعب بأعلى درجات الوعي السياسي والصبر والصمود والإستقامة وسعة الصبر في مؤامرات السلطة وإعلامها لتصويرها الثورة والإحتجاجات الشعبية على أنها فتنة طائفية يراد منها قيام حكومة شيعية موالية لإيران ، إلا أن الشعب بصبره وإبتكاراته أفشل كل الإستفزازات السلطوية والإعلامية لجر الشعب البحريني إلى أتون حرب طائفية ، رغم ما قام به الحكم الخليفي منذ بداية الثورة وخلالها من إطلاق يد العنان لبلطجيته وقواه الأمنية والمرتزقة للتعدي على الشعب والمسيرات خصوصا المسيرة التي إنطلقت إلى الديوان الملكي ، وما تبعها من تعديات وإعتداءات بالرصاص الحي والمطاطي والشوزن ومسيلات الدموع والأسلحة البيضاء بمختلف أنواعها وإطلاق قناصة طائرات الهيلوكبتر الرصاص الحي على المتظاهرين وما نتج عن كل ذلك من إستشهاد الأبرياء وآلاف الجرحى والمصابين.وإستمر الحكم الخليفي في تأجيجه لنار الطائفية وقامت مرتزقته مع الجيش السعودي بإستباحة القرى والمدن وإمعنت في القتل والذبح والمجازر وإنتهكت الأعراض والحرمات ، وأستشهد العشرات وأصيب المئات من الجرحى في عملية المداهمات العسكرية والأمنية للأحياء والقرى في البحرين.

وإلى الآن فإن الشعب قد أبدى من نفسه صبرا وإستقامة ونفس طويل في مواجهة الهجمة الوهابية المأدلجة والتي دفع بها الحكم السعودي وجيشه بالتعاون مع الجيش الخليفي من أجل القيام بإبادة للطائفة الشيعية والإعتداء على المساجد والحسينيات والمقامات والأضرحة ومن ضمنها تخريب مقام صعصعة بن صوحان بالقرب من عسكر والزلاق.

لقد إتفقت قبائل الحكام المستبدين في الخليج " الفارسي " والسعودية ومنذ أكثر من ثلاثين عاما على معاهدات أمنية وعسكرية للحفاظ على عروشها من أي ثورة تقوم في أي بلد من بلدانهم التي يتسلطون عليها ، هذه الإتفاقيات الأمنية والعسكرية التي تخالف الأحلاف والمواثيق الدولية ومواثيق مجلس الأمن والأمم المتحدة.وجاء الغزو والإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة للدول الأربع ليس من أجل محاربة جيوش محتلة وغازية للبحرين ، وإنما لسحق وإبادة شعب يطالب بحقوق سياسية بصورة سلمية ، وقد برروا للتدخل والغزو والإحتلال بأنه لحفظ الممتلكات والأماكن الرسمية للبحرين ، فجاءت الفزعة بناء على طلب الملك الخليفي ورموز النظام من أجل حفظ العرش المتهاوي تحت قبضات الشعب السلمية وإصرار الجماهير على التغيير والإصلاح السياسي في وقت لم يكن للملك ولا الحكم شجاعة في الإستجابة للمطالب الشعبية ، حيث عزز عدم الثقة والشرعية عند الجماهير بعدم جدية النظام في الحوار والإصلاح السياسي ، وكان قرار آل خليفة أن يماطلوا ويطلبوا بعد ذلك من حلفائهم في السعودية والدول الخليجية باللجوء إلى الخيار الأمني والعسكري للقضاء على الثورة والإنتفاضة المطلبية ويعيدوا لهم الهيبة التي ذهبت أدراج الرياح عبر القبضات التي إنطلقت إلى عنان السماء تطالب بإسقاطهم وتفضح كذبهم ودجلهم ومنها : يسقط حمد .. يسقط حمد .. داون داون حمد .. والموت لآل خليفة .. والشعب يريد إسقاط النظام .. ولن نركع إلا لله .. لن نركع إلا لله .. وبالروح والدم نفديك يا شهيد .. و هيهات يا خليفة دم الشهيد نعيفه .. وشعارات تطالب بخروج المجنسين والوحدة بين السنة والشيعة منها: إخوان سنة وشيعة .. هذا البلد ما نبيعه .. و بحرين حرة حرة .. مجنس إطلع بره ، وشعارات تندد بدخول القوات المحتلة والغازية للبحرين منها .. بحرين حرة حرة .. درع الجزيرة بره.. بحرين حرة حرة ..جيش السعوي بره. لقد كان قرار ملك البحرين بطلبه للجيوش السعودية والخليجية قرارا سيئا وإنتحارا سياسيا لحكمه ، بعد القرارات المهلكة التي إتخذها قبل عشر سنوات منذ بداية حكمه المطلق ، وبعد تفجر الثورة الشعبية في 14 فبراير عندما إعتذر في التلفزيون للشعب عن سقوط الشهداء ، وقيامه بعدها في اليوم الثاني وهو فجر الخميس بالهجوم على المعتصمين النائمين في دوار اللؤلؤة، وقراراته المهلكة لنظامه ولعرشه بإصداره أوامر إطلاق الرصاص الحي وسقوط شهداء ومئات الجرحى.فخلال الأيام الماضية إرتكب الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحماقات والقرارات المهلكة لنظامه، وقراره الأخير بإستجلاب الجيوش لمحاربة شعب أعزل إلا من سلاح الإيمان ومسيراته السلمية، قد أفقده المصداقية والشرعية تماما بين الشعب وعند المجتمع الدولي ، لأنه أماط اللثام عن حقيقة نظامه السياسي الديكتاتوري القاسي ، فأصبح نظام آل خليفة أحد أعتى الأنظمة الديكتاتورية والشمولية في العالم الذي يشار إليه بالبنان ، وأصبح حمد بن عيسى يعرف بالطاغية الجبار في عصره وزمانه.

لقد حصلت الثورة الشعبية المطلبية التي فجرها شباب ثورة 14 فبراير على تأييد شعبي إقليمي وعربي وإسلامي وعالمي واسع ، وقد أصدر مراجع الدين والعلماء والشخصيات والنخب والقوى والأحزاب السياسية في العالم العربي والإسلامي بيانات تنديد وإستنكار للأعمال الإجرامية والوحشية التي قامت بها القوات السعودية ودرع الجزيرة وقوات النظام الخليفي بحق الشعب البحريني ،وخرجت المسيرات والمظاهرات في مختلف أنحاء العالم وأمام سفارات السعودية والبحرين تشجب وتستنكر الأعمال الوحشية واللإإنسانية بحق المدنيين العزل ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تحضر الشعب البحريني ومطالبه السلمية التي دعى إليها بصورة حضارية ، بينما تميزت ردود فعل الحكم الخليفي بالإستمرار والتمادي في الإرهاب والقسوة وإنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وعدم إحترام إرادة الشعب الذي كان يطالب بحقوق سياسية بعد تهميش وإقصاء سياسي دام عقود طويلة.جاءت الفزعة السعودية والخليجية لحكم آل خليفة من أجل البقاء عليه من خطر السقوط ، وإدعى الحكم الخليفي بأن هناك فتنة طائفية تهدد نظام حكمه ، وإدعى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز في خطاب له بأن السعودية قد تدخلت في البحرين من أجل أن لا يقوم حكما شيعيا فيها.وهنا نقول صحيح أن الأغلبية في البحرين شيعية ولها حقوق سياسية تطالب بها بعد تهميش وإقصاء دام سنين متطاولة ولكن عندما أراد أن يفجر شباب ثورة 14 فبراير الثورة إتفقوا على أن تكون ثورة من أجل الحقوق السياسية والمدنية لكافة أبناء الشعب سنة وشيعة ، والإبتعاد عن كل ما يمت إلى الطائفية والمذهبية بصلة، وأن تكون الحركة سلمية والمطالبة بحكم ديموقراطي يتساوى فيه الجميع بدستور عصري ونظام سياسي جديد بعيدا عن القبلية والعنصرية والإستبداد والطائفية المقيتة ، ويكون الشعب فيه مصدر السلطات.

الحكومات في الخليج الفارسي القبلية خوفت المجتمع العربي وخصوصا السنة من الخطر الشيعي القادم ، من أجل أن تبقى في الحكم ، وفي البحرين ها نحن نرى إستئثار حكومة آل خليفة بخيرات البحرين وتواصل نهجها في التسلط والتسلط والتهميش والإقصاء والإستحواذ على كل الوزارات السيادية وتعطي للشعب الفتات بإصلاح سياسي في ظل ملكية دستورية مطلقة كما في السابق.
إن مطالب الشعب البحريني وأكثريته من الشيعة هي مطالب سياسية بعيدة كل البعد عن البعد الطائفي ، فلم يطالب الشيعة بفتح مآتم وحسينيات وغير ذلك ، وحتى لو كانت الأكثرية في البحرين هم من الطائفة السنية وطالبوا بالحقوق السياسية والمشاركة في الحكم وتحديد مستوى مشاركة آل خليفة في الوزارات السيادية وغيرها ، فإنهم سواجهون الإرهاب والقمع والذبح والقتل والإنتهاكات كما واجهه الآن الشيعة في البحرين ، فلا يفرق لآل خليفة ولا لآل سعود من يخرج على حكمهم ويطالب بمشاركتهم في القرار السياسي سواء كان سنيا أو شيعيا.

إن الحكم عقيم واي إنسان يطالب بالحكم والمشاركة في القرار السياسي فإنهم سيأخذون الذي فيه عيناه ، كما شاهدناه جليا في البحرين. وإنما الفزعة السعودية وحلفائهم الوهابيين للحكم الخليفي إنما جاء على أساس قبلي وإتفاقات قبلية لإنقاذ الحكم الخليفي من السقوط بعد الثورة الشعبية ، وقام الوهابية والقوات السعودية بحملة تنكيل واسعة بالشعب البحريني وأصبح الشعب يعيش كارثة إنسانية حقيقية ، طالب شعوب وشرفاء وأحرار العالم ومنظمات الإغاثة ومنظمات حقوق الإنسان والعالم بأكمله بالتدخل ليمنع الجيوش الغازية والجيش والأمن الخليفي من حملة الإبادة الجماعية وعمليات المجازر والإعتقالات والمداهمات البربرية بحقه.

إن القوات السعودية إجتاحت البحرين مدفوعة بالحقد الطائفي لإبادة إتباع أهل البيت عليهم السلام تحت غطاء الفكر التكفيري ، وقد أطلقت السلطة الخليفية لها العنان لتفعل ما تشاء وتتشفى من أهل البحرين في المدن والقرى ، وإن ما يجري في البحرين من جرائم بشعة بحق الشعب من قبل القوات الخليفية والسعودية الغازية ، تمثل جرائم حرب ضد الإنسانية وإستباحة لكل القيم الإنسانية وإنتهاكا لحريات وحرمات الشعب البحريني.

إننا مرة أخرى ندعو الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والإقليمية وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل فورا لوقف المذابح التي ترتكب بحق الناس الأبرياء والمتظاهرين العزل في البحرين وإرسال لجان لتقصي الحقائق بهذه المذابح وهذا التطهير العرقي والعنصري.إن السعودية ومن يقف وراءها كـ(الكيان الصهيوني) والولايات المتحدة الأمريكية يحاولون أن يجعلوا هذه المنطقة محمية من قبلهم ،وأن يجعلوا الشعوب راسخة تحت رحمة هؤلاء الحكام الطغاة ، بعد أن تم إسقاط فرعون تونس وفرعون مصر.

ومن المؤسف أن هناك جرائم ترتكب ضد مدنيين عزل يطالبون بحقوق سياسية في ظل وجود إعلام عربي صامت نتمنى أن لا يتعاطى مع الأحداث في البحرين وقضايا الشعوب التواقة للحرية بمكيالين وإنصاف حقوق الشعب السياسية.

تجدر الإشارة إلى أن القوات السعودية أقدمت خلال فترة غزوها على تدنيس عدة مساجد في مدينة حمد والعاصمة المنامة، وأكد شهود عيان أن الجنود السعوديين يرافقهم البلطجية ، بعض المساجد والمآتم في حي النعيم بالعاصمة المنامة وقاموا بتحطيم محتوياتها ، كما قاموا بطرق أبواب المنازل بقوة لإدخال الرعب في نفوس الأهالي.

كما أكد مواطنون قيام الجنود السعوديين بتدنيس مسجد فدك الزهراء في مدينة حمد ومسجد آخر في الدوار ثلاثة عشر في نفس المدينة ، وإعتداء البلطجية على مرقد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان في منطقة عسكر.

كل هذا الإعتداء الهمجي يأتي على المواطنين المطالبين بحقوقهم السياسية المشروعة والداعين إلى رفع الحيف والظلم وحق التعبير عن الحقوق التي كفلتها كل الشرائع والقوانين الدولية.

إنما يمارس من قمع شديد ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير السياسي في البحرين إنما يهدف إلى كسر إرادة الشعب البحريني لثنيه عن مطالبه المشروعة ، ونحن نتساءل لماذا ترسل السعودية قواتها لقمع الشعب البحريني وإسكات صوته المنادي بالحرية والعدالة ، ولا ترسل هذه القوات لتحرير فلسطين المحتلة والقدس الشريف ، وهي تدعي بأنها حامية الحرمين الشريفين وراعية مصالح المسلمين في العالم.إن ما تقوم به السعودية من جرائم بشعة وحرب إبادة وقتل ومجازر وترويع للناس وتدنيس للمساجد والأماكن المقدسة في البحرين يثبت للعالم زيف الإدعاءات السعودية وبشاعة وجه النظام السعودي وخبث سريرته.إن التدخل والغزو والإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة قد أدى إلى تعقيد الأزمة وتدويلها ، وقد فاقم الأزمة السياسية في البحرين ولم يدع مجالا للحوار بين النظام والمعارضة ، وقد عزز قناعات الشعب البحريني بأن مبادرة الحكم الخليفي التي أطلقها سلمان بن حمد آل خليفة لم تكن سوى عملية تسويف ومماطلة وإضاعة الوقت وتهيئة الأرضية المناسبة للنظام للقيام بفزعة قبلية عبر حلفائه في السعودية والخليج الفارسي للقضاء على الثورة ومطالبها السياسية.

إن القمع الذي تمارسه القوات السعودية والخليفية ضد الشعب لن يزيده إلا إصرارا وعزيمة وإستمرارا في التظاهر حتى تحقيق مطالبه لاسيما بعد إراقة الدماء وإزهاق الأرواح وإستهداف المدنيين والآمنين من قبل مرتزقة الحكم ، وهذا لن يفلح على الإطلاق برد هيبة الملك وحكم آل خليفة التي قد إنمحت وولت إلى غير رجعة.إن مبادرات لحوار مع النظام الخليفي جاءت متاخرة جدا جدا ، فلا يمكن تكرا الحوار مثل ما في اليمن ، فعبد الله صالح بعد قتله وسفكه للدماء لم تنفعه دعواته للحوار حتى لإصلاحات جذرية تحدث عنها، وفي البحرين لا يمكن للحوار وفي ظل الحراب والقتل والإبادة والقتل والتنكيل للشعب ، كما إن الجمعيات السياسية ترفض أي حوار مع النظام بعد ما قام به من سفك للدماء وإستباحة المدن والقرى ، وشباب ثورة 14 فبراير يرفضون الحوار تماما وبتاتا مع النظام الخليفي الخائن لوطنه لشعبه ، هذا النظام الذي جاء بالجيوش الأجنبية لتحتل البحرين وتستبيح الحرمات والأعراض وتقوم بالتنكيل والمجازر ، وإئتلاف ثورة 14 فبراير والمركز الإعلامي الرسمي لثورة 14 فبراير ومعه أحرار ثورة 14 فبراير ونقابات عمال 14 فبراير وعلماء ثورة 14 فبراير يرفضون دعوة الحوار الباطلة من قبل سفاح وسفاك البحرين الذي عرف بالخيانة والغدر ، وإستحمى بالنظام السعودي وجيشة لتصبح البحرين محمية من محميات الحكم السعودي من أجل أن يبقى في الحكم مع عائلة آل خليفة ، على جماجم الشهداء والأبرياء والنفوس البريئة التي سقطت على مذبح الحرية والكرامة والشرف من أجل الحقوق السياسية.ويطالب ملك البحرين المستبد بحوار وقيادات المعارضة في السجن ، ويا ترى من سيستجيب لدعواته العقيمة وقد جربته الجمعيات السياسية وقوى المعارضة قبل عشر سنوات مضت.

كان يظن الملك المتفرعن والديكتاتور بأنه سوف يسترجع هيبته وهيبة عائلته ونظامه ، وكان خليفة بن سلمان الجزار المعروف في البحرين يعتقد بأنه بالتحالف مع النظام القبلي السعودي وإستجلاب الجيوش سوف يستطيع أن يسترجع هيبته وقدرته وهيبة نظام آل خليفة ، إلا أن الواقع يقول خلاف ذلك ، فإن الشعب البحريني لا زال يواصل الإضراب والعصيان المدني ، ومعنوياته أصبحت عالية أكثر من السابق ، كما أن معنويات شباب ثورة 14 فبراير أصبحت عالية جدا ، يتحدون كل الظروف والحكم العسكري والأحكام العرفية ، وهم ينظمون صفوفهم وسوف يفاجئون النظام الخليفي والجيش السعودي بمفاجئات ، فهم الشباب الإستشهاديون الذين تمركزوا في دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) ، وهم الشباب الذين قدموا الشهداء والجرحى وواجهوا الرصاص والدبابات بصدور عارية ، لا يهابون الموت ولا يخافون الجيوش والمدرعات والطائرات الحربية وغيرها ، لأنهم مؤمنون بربهم وبعدالة قضيتهم ومطالبهم المشروعة. وإن صرخات الله أكبر التي تطلقها حناجر شعبنا ليلا من على أسطح المنازل سوف تزلزل عروش الطغاة من آل خليفة ، كما ستزلزل عروش الطغاة السعوديين وجيوشهم الغازية المحتلة.

وما النصر إلا من عند الله العلي القدير
البحرين 20مارس 2011م
رایکم