۱۱۴۱مشاهدات
رمز الخبر: ۳۴۸۳۷
تأريخ النشر: 12 April 2017
شبکة تابناک الاخبارية: رغم انه لم تمر سوى 100 يوم على دخول  الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى البيت الابيض، الا انه استدار 180 درجة في  موقفه المعلن من الحروب التي تخوضها امريكا في العالم وخاصة في الشرق الاوسط وتحديدا في سوريا ، بعد ان امر وبشكل مفاجىء بشن هجوم صاروخي على مطار الشعيرات العسكري يوم الإثنين 7 ابريل/نيسان الجاري ، ردا على الهجوم المفترض بالسلاح الكيمياوي على بلدة خان شيخون في ادلب في الرابع من نفس الشهر.

الملفت ان الهجوم الصاروخي على سوريا الذي كاد ان يؤدي الى اشتباك عسكري مع روسيا لا يعرف الا الله طبيعة تداعياته على امن واستقرار العالم ، اتخذه ترامب تحت الحاح ابنته إيفانكا !! ، الواقعة بدورها تحت تاثير زوجها جاريد كوشينر الذي اعتنق اليهودية ومن مستشاري ترامب المقربين.

صحيفة "الإندبندنت” البريطانية هي التي كشفت عن دور ايفانكا  في اتخاذ ترامب قراره بالعدوان على سوريا، بعد اطلاع الصحيفة على رسائل دبلوماسية كشفت عن تاثير ايفانكا الكبير داخل البيت الأبيض، وعلى اتخاذ ترامب قراراته، حتى المصيرية منها.

الهجوم الصاروخي الامريكي على مطار الشعيرات والذي كاد ان يشعل فتيل الحرب بين امريكا وروسيا، فشل في تحقيق اهدافه باعتراف وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ، فقد استخدمته الطائرات السورية في اليوم التالي من الهجوم مباشرة ، كما كشف الهجوم تهافت المزاعم الامريكية حول وجود اسلحة كيمياوية في هذا المطار.

من اجل التغطية على الفشل الامريكي في الهجوم على مطار الشعيرات ، لجأ بعض العسكريين الى تبريرات مضحكة ، ومن هؤلاء الكولونيل جون توماس المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الاوسط ،  الذي حاول تبرير استخدام الطائرات السورية للمطار في اليوم التالي من الهجوم بقوله: "لم نكن نريد جعل هذه القاعدة غير قابلة للاستخدام في المدى البعيد”!، اما قضية عدم تسرب اي مواد كيمياوية اثر قصف المطار قال  توماس "كان هدفنا التحقق من عدم التسبب باضرار اخرى من خلال استهداف أسلحة كيميائية في الموقع” ، و” لقد اضعفنا قدرات السوريين على الاجل القصير على تنفيذ هجمات بالاسلحة الكيميائية انطلاقا من هذه القاعدة”!!.

تزامن الفشل العسكري الامريكي مع فشل سياسي في العلاقة مع روسيا ، فقد اعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ان "الجانب الأمريكي أظهر بهذا الشكل عدم وجود أي رغبة عنده في التعاون في موضوع سوريا بأي شكل وعدم أخذ مصالح بعضنا البعض في الاعتبار”.

ومن تداعيات الهجوم الامريكي الفاشل ، كان وقف روسيا للتفاهمات مع امريكا بشان امن الطيران فوق سوريا ، وكذلك رفض الرئيس فلاديمير بوتين عقد اي لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارته إلى موسكو قريبا ، هذا بالاضافة الى التهديد الذي وجهه  نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع يوري شفيتكين لامريكا بانها ستواجه بالافعال الروسية وليس الاقوال اذا ما تعرضت للقوات الروسية المتواجدة في سوريا.

مسؤولون امريكيون اعتبروا الهجوم الصاروخي على سوريا رسالة الى كوريا الشمالية ، التي استفزها ترامب بتغريدات على حسابه الشخصي في موقع تويتر ثم على الحساب الرسمي للرئيس الاميركي قال فيها ان "كوريا الشمالية تبحث عن المتاعب ، اذا قررت الصين المساعدة ، فسيكون أمرا رائعا ، والا فسنحل المشكلة بدونهم ” ، ولم يكتف ترامب بهذا الاستفزاز ، بل امر بتوجه حاملة الطائرات يو.اس.اس كارل فنسون واسطولها الى شبه الجزيرة الكورية ".

كوريا الشمالية لم تقف مكتوفة الايدي فقد ردت بقوة وعلى لسان وزارة خارجيتها ، على ارسال امريكا لسفن حربية الى شبه الجزيرة الكورية ، وقالت ان هذا الاجراء "أظهر أن التحركات الأمريكية المتهورة للغزو قد بلغت مرحلة خطيرة” ، وان الكوريين الشماليين لن يتوسلوا السلام مطلقا وسيقومون بأشد عمل مضاد ضد المستفزين ، للدفاع عن أنفسهم بقوة السلاح.

من الواضح ان العالم يمر في مرحلة في غاية الخطورة ، فهو مهدد في امنه واستقراره بسبب سياسة الرئيس الامريكي ترامب المتناقضة والمتهورة وشخصيته غير المتزنة ، وبسبب احاطته بمجموعة من المتطرفين والمهوسين بالحروب ، والمدافعين عن المصالح "الاسرائيلية” ، بل هناك من بين هؤلاء المتطرفين من يقدم مصلحة "اسرائيل” على مصلحة امريكا ، فمن الصعب التنبؤ بافعال او ردة افعال ترامب ، فهو قد يتخذ اخطر القرارات التي تخص امن واستقرار العالم ، بتحريك من ابنته ايفانكا او زوجها كوشينر، كما تبين ذلك من خلال العدوان على سوريا ، فعالم اليوم اصبح على كف ترامب.

*المصدر: شفقنا
رایکم