۱۴۳۲مشاهدات
منصور الجمري
رمز الخبر: ۳۳۶۶
تأريخ النشر: 21 February 2011
شبکة تابناک الأخبارية: البحرين درة 'الخليج الفارسي '... والدرة هي اللؤلؤة العظيمة... والبحرين كانت منذ آلاف السنين وحتي ثلاثينات القرن الماضي أفضل موقع لصيد اللؤلؤ الطبيعي، وحتي أن تاجر المجوهرات الفرنسي الشهير «كارتيه» كان يزور البحرين في مطلع القرن الماضي ويلتقي مع تجار اللؤلؤ الطبيعي ويتعامل معهم.
   
و«لؤلؤ» البحرين الطبيعي خسر مكانته في ثلاثينات القرن الماضي بعد أن تمكن اليابانيون آنذاك من إغراق الأسواق باللؤلؤ المزروع (الاصطناعي)... ولكن مع ذلك فقد بقي سعر اللؤلؤ البحريني أغلي من اللؤلؤ الياباني بعدة أضعاف.

هكذا فقد ارتبط «اللؤلؤ» الأصيل علي مر السنين بشعب أصيل، وهو شعب متنوع من كل الفئات والطوائف، وتواجد علي هذه الأرض الطيبة مئات السنين، وامتزج مع بعضه بعضاً، وعاش آمناً مسالماً، وسيبقي كذلك مدي الدهر ومهما تقلبت الليالي والأيام.

للؤلؤ الثمين خسر موقعه أمام اللؤلؤ الاصطناعي، لكن بقي الإنسان البحريني المرتبط ثمنه بما هو أعلي وأغلي وأفضل من اللؤلؤ... وعليه يمكننا أن نفهم كيف ولماذا اختار شباب البحرين الأصيل «دوار اللؤلؤة» لإعلان مطالبه بصورة سلمية وحضارية، ومن دون الإضرار بالمصالح العامة، ومن دون تعطيل حركة السير، ومن دون السماح بانتشار أي مظهر من مظاهر العبث.

لكن ومع الآسف شهدت البحرين يوماً حزيناً في «الخميس الدامي» الموافق 17 فبراير / شباط 2011، عندما أُطلق النار علي المسالمين، وحدثت مذبحة هزت العالم، وأدخلت بلادنا الحبيبة في أزمة خطيرة جدّاً. وفي عصر الجمعة 18 فبراير 2011 أطلق الجيش الرصاص الحي علي الشباب الذين كانوا قد حملوا رايات البحرين وذهبوا الي الدوار ووقفوا أمام المدرعات من دون أن يخافوا الموت. لقد ذاقوا طعم الحرية وضحوا بأعز ما لديهم وحققوا من أجل البحرين كلها «ثورة اللؤلؤ» التي تستعيد الأصالة والعزة والكرامة، وتفتح الحياة العامة علي أجندة جديدة ومرحلة تغيير سياسي يضمن المستقبل الكريم للجميع، لتعود البحرين الي ما كانت عليه، عزيزة ومرفوعة الرأس، متآلفة، متحابة، متعاونة من أجل الخير الجامع والشامل.

اللؤلؤ البحريني أصيل وغالٍ وثمين، وشباب البحرين هم أغلي ما تملكه البحرين، وسلميتهم في تحركهم رفعت رأس البحرين، وتحضرهم كان ولايزال ثابتاً في جذور هذه التربة الطاهرة... فلقد رفعتم العلم البحريني وأنتم تهتفون «بالروح بالدم نفديك يا بحرين»، ولقد فديتموها، والآن علينا أن نستشرف المستقبل، ونضمن تحقيق المطالب المشروعة، ولا نترك المجال للانجرار الي ما لا تحمد عقباه. تحية لشباب البحرين وتحية خاصة للأطباء والممرضين والمسعفين والمساعدين الذين سطروا تاريخنا بحروف من ذهب.
رایکم