۴۱۲مشاهدات
محمد البرادعي:

أحمدي نجاد اراد إجراء محادثات مباشرة مع أمريكا

ولم تتحق قط فكرة المحادثات الامريكية الايرانية المباشرة. ويطرح البرادعي السؤال أكانت تصريحات كلينتون المتشددة "نتيجة سوء تقدير ام محاولة ما لتقويض حوار اوباما مع الايرانيين.." ولم يجب عن السؤال.
رمز الخبر: ۳۲۸۰
تأريخ النشر: 16 February 2011
شبکة تابناک الأخبارية - رویترز: كتب محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مذكراته ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعث من خلاله برسالة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما عام 2009 عبر فيها عن رغبته في اجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وبعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة في يناير كانون الثاني 2009 أعلن أوباما عن استعداده للحوار مع ايران شريطة ان تتعاون مع القوى الغربية الكبرى وحلفائها لحل الازمة المتعلقة ببرنامجها النووي.

وردت ايران بفتور على يد اوباما الممدودة للحوار رغم نأيه بنفسه عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش الذي سعت إدارته الى عزل ايران ومعاقبتها على عدم وقف برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم.

وفي سبتمبر ايلول عام 2009 أبلغ مكتب اوباما البرادعي الذي كان في الشهور الأخيرة من فترة رئاسته للوكالة التي امتدت 12 عاما ان الرئيس الامريكي سيتصل به قريبا. وأبلغ البرادعي الايرانيين بذلك وسألهم ان كان لديهم رسالة ينقلها الى اوباما.

وكتب البرادعي في مذكراته التي ستطرح في الاسواق في ابريل نيسان وحصلت رويترز على نسخة منها "وصلت رسالة من احمدي نجاد تقول انه مستعد للدخول في مفاوضات ثنائية دون شروط وعلى أساس الاحترام المتبادل."

واضاف "كانت هناك تفاصيل اضافية متعلقة باستعداد ايران للمساعدة في أفغانستان وأماكن أخرى."

وقدمت دار النشر (هنري هولت آند كومباني) موعد نشر مذكرات المحامي والدبلوماسي المصري عدة أشهر بسبب المظاهرات الأخيرة في مصر حيث أصبح من الشخصيات البارزة المعارضة للرئيس حسني مبارك الذي تخلى عن منصبه الاسبوع الماضي.

وعندما اتصل اوباما ابلغه البرادعي برسالة احمدي نجاد الى جانب رأيه الشخصي أن الولايات المتحدة "يجب ان تركز بأسرع ما يمكن على المسار الثنائي" بدلا من المفاوضات من خلال المجموعة المكونة من ست دول والمعروفة "بخمسة زائد واحد" وتضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.

وقال "اوباما استمع وشكرني على نصيحتي."

وجاء تسليم رسالة احمدي نجاد الخاصة الى اوباما قبل قليل من اجتماع مهم لمجموعة (خمسة زائد واحد) في جنيف عرضت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين على ايران امكان بدء بناء الثقة عن طريق المشاركة في اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووافق اوباما على تأييد خطة تمكن ايران من نقل اغلب مخزونها من اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا لصنع وقود لمفاعلها الذي ينتج النظائر المشعة لعلاج السرطان. وقبلت طهران الاتفاق من حيث المبدأ لكنها فرضت لاحقا شروطا جديدة عليه.

ويقول البرادعي ان احمدي نجاد وجد صعوبة في اقناع الاخرين في طهران بالاتفاق بعد ان اقنعه به رئيس هيئة الطاقة الذرية علي اكبر صالحي.

وكتب البرادعي ان الزعماء الغربيين زادو الموقف صعوبة بالنسبة لاحمدي نجاد. وشعر احمدي نجاد بالضيق على الاخص من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قال انه "غير مؤدب". كما "شعر بالاهانة" من تجاهل اوباما لرسالته التي هنأه فيها بفوزه بالانتخابات عام 2008.

و"اغتاظ" احمدي نجاد لاحقا بعدما انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سجل ايران في مجال حقوق الانسان.

وقال البرادعي ان احمدي نجاد الذي سبق ان منع مسؤولين ايرانيين اخرين من تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم لحل الازمة مع الغرب وجد نفسه الان ضحية لمناورات داخلية ولم يحظ بدعم لاتفاق مبادلة الوقود.

ودقت كلينتون المسمار الاخير في نعش الاتفاق باعلانها في مايو ايار 2010 ان الرد الامريكي على النسخة المعدلة من الاتفاق التي توصلت اليها ايران في اليوم السابق مع البرازيل وتركيا هو تقديم مشروع قرار عقوبات دولية جديدة الى مجلس الامن وهو مشروع اقر في يونيو حزيران 2010.

وقال المسؤول الدولي السابق "من جديد لا تمس القوى الغربية حلا الا لتنفضه بعيدا بأطراف أصابعها."

ولم تتحق قط فكرة المحادثات الامريكية الايرانية المباشرة. ويطرح البرادعي السؤال أكانت تصريحات كلينتون المتشددة "نتيجة سوء تقدير ام محاولة ما لتقويض حوار اوباما مع الايرانيين.." ولم يجب عن السؤال.
رایکم