شبکة تابناک الأخبارية - الجوار: تظاهر عراقيون جمعهم موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمرة الاولى يوم "عيد الحب" الاثنين في وسط بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد واجراء اصلاحات في البلاد.
وتجمع المتظاهرون واغلبهم من الشباب وبينهم عدد من الفتيات تحت نصب الحرية وسط بغداد رافعين صور قلوب حمراء وباليد الاخرى ورود حمراء فيما ارتدى عدد كبير منهم ملابس حمراء زاهية.
وكانت ثلاثة مجموعات على شبكة التواصل هي "بلا صمت" و"بغداد لن تكون قندهار" و"مجموعة الثورة الزرقاء" نسقت فيما بينها ودعت الى المشاركة في التظاهرة. والقى احد المنظمين بيانا امام التجمع طالب فيه باقالة امين بغداد (صابر العيساوي) فورا".
وقال ان "العيساوي تجاوز (في منصبه) اكثر من خمس سنين ولم يقدم لبغداد شيء يذكر بل ازدادت اوساخا وضعف الخدمات رغم صرف مليارات الدولارات". وطالب البيان الحكومة "بالعمل الجاد في معالجة ملف الخدمات". وقال ان "خروجكم من بروجكم العاجية الى حي التنك (احياء عشوائية في محيط العاصمة) يقلل من غضب الجماهير".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا نطالب ببناء بروج، نريد اصلاح المجاري" و"اصلاح وتغيير لا تاخير" واخرى "نطالب برحيل مجلس محافظة بغداد". وكتب على لافتات صغيرة اخرى رسم عليها القلوب "نريد حقوقنا من نفط الشعب فنحن نسمع به فقط" و"خريجون في الشوارع واميون في المناصب" و"بصوت الحق تسقط حكومات و"لا للرواتب والمخصصات الضخمة للبرلمانيين وكلا لمهزلة راتب تقاعدي للبرلماني".
كما اكد البيان ان "اليوم هو الانذار الاول من قبل عراقيون تجمعوا من اجل حب العراق بلا دافع سياسي وبلا عناصر مدسوسة وبلا اجندة خارجية". وختم البيان بعبارة "نعلن اليوم استقالة صمتنا". ووضعت منشورات بجانب رجل مريض افترش الارض ويحمل تقارير طبية تؤكد حاجته لاجراء عملية جراحية خارج البلاد. كما هتف المتظاهرون "بالروح بالحب نفديك يا عراق" واخرى ياحيتان حسو (اشعروا) بالجوعان".
وقالت منار عز الدين التي شاركت في تنسيق التظاهرة على موقع فيسبوك لفرانس برس "نحن ثلاثة تجمعات شبابية تجمعنا عن طريق الانترنت لنعلن المطالبة بحقوقنا المغصوبة والمنهوبة من حكومة صامتة". واضافت "لماذا هذا الفارق الكبير بين الشعب والمسؤول"، في اشارة لرواتب كبيرة يتقاضاها المسؤولين.
وتابعت عز الدين وهي طالبة جامعية تدرس العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية ببغداد "تجمعنا من اجل العراق عراق الحب الخير والسلام". وعن اختيارهم لهذا اليوم قالت "اختيارنا نابع من كون اليوم يوم الحب. قررنا ان يكون حبنا اليوم مخصص للعراق لاننا مجروحون. نريد ان نعيش هذا الحب لكن حبنا اليوم حزين لاننا نفتقر للكثير".
واكدت منار وكانت تحمل وردة حمراء وهي في العشرين من العمر "مواصلة التظاهر والتحضير لتظاهرات اخرى في حال لم تستجب الحكومة للمطالب المشروعة". بدورها، قالت بلقيس كاووش احدى المنظمات ايضا "اليوم عيد الحب (...) لا نريد حصره بين العشاق. نحب بغداد ونريد ان نؤكد اننا نحبها ونتمنى لها ان تكون جميلة".
واضافت كاووش وهي اعلامية "كفى للسرقة والاهمال، وكفى للنوم. المسؤولون ناموا بما فيه الكفاية". وتابعت وهي ترتدي كنزة حمراء وتحمل يافطة كتب عليها "نفط الشعب للشعب ليس للحرامية" و"لا اعتقد اننا سنصبر اكثر لا نريد تغيير الحكم نطالب بالتعديل والوفاء بالوعود".
من جانبه، قال زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية الذي شارك في
المظاهرة "تجمع اليوم رسالة تدعو الى اصلاح الوضع الخدمي والامني". واضاف
باستياء ان "كل مرافق الحياة في العراق سيئة والبعض في مجالس المحافظات
يسعى لكبت الحريات والسيطرة على المجتمعات لتحويلها الى مجتماعات اسلامية
متطرفة". واكد ان "الشباب العراقي اصبح اليوم اكثر وعيا ويرفضون هذه
التوجهات".
وتابع "لا يمكن ان يصمد اي نظام سيء ولا حكومات بوليسية ومتجبرة. الشباب
لديهم اساليبهم لمواجهة اي قمع". بدوره، قال منظم موقع "بلا صمت" كارناس
علي لفرانس برس ان "الهدف الرئيسي من التظاهرة هو اقالة امين بغداد صابر
العيساوي نظرا لادائه البطيئ السيء خلال السنوات الخمس الماضية من تاريخ
استلامه لهذا المنصب".
وقال ان هذه "التظاهرة الاولى نظمناها في يوم الحب ليكون (...) عيدا
للحرية والديمقراطية". وتابع ان "مطالبنا لرئيس الوزراء (نوري المالكي)
تتلخص بمحاسبة كل مسؤول فاسد لا يعمل باخلاص للعراق، وهدفنا ليس تغيير
الحكومة بل هدفنا الاصلاح فقط". ورفض المتظاهرون رفع اي شعارات سياسية تمس
باي شخصية.
على الصعيد ذاته، اكد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر
في بيان اعلنه مكتبه في النجف اليوم تاييده لخروج العراقيين بتظاهرات
مليونية سلمية تطالب بتحسين الخدمات. واكد الصدر "لا بأس من جعل موعد محدد
لتلك التظاهرات التي يجب ان تكون مليونية ولو لفترة يعتد بها حتى تكون
حافزا للحكومة على تقديم الخدمات، اذا اجمعتم على ذلك وشأتم التظاهر".
واضاف
ان "مثل هذه التظاهرت لا بد منها لانها رد فعل المظلوم ضد الظالم". وتابع
"اسعوا لكسب عدد كبير لتكون مظاهراتكم نافعة غير ضارة". وباتت التظاهرات
يومية في عدد كبير من المدن العراقية للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة
البطالة واعادة العمل بنظام البطاقة التموينية.