۳۲۲مشاهدات
إن أي دعم خارجي تقدمه دولة كبرى للأكراد سيكون بمثابة استفزاز للنظام التركي، على اعتبار أن حكومة العدالة والتنمية تعتبر الأكراد خطراً كبيراً لا بد من إيجاد حل جذري له.
رمز الخبر: ۳۲۳۶۳
تأريخ النشر: 30 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: كثيرة هي الملفات الدسمة الموضوعة على طاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منها الملف السوري والملف العراقي وملف المعارضة وملف إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية، وأخيراً وليس آخراً ملف الأكراد، فضلاً عن ملف العلاقات الخارجية والعلاقات المتوترة مع بعض الدول وعلى رأسها العلاقة مع روسيا.

من بين تلك الملفات يبرز الملف الكردي كصاحب تأثير كبير على النظام التركي، لما له ارتباط وثيق بما يحدث في سوريا والعراق أيضاً، حيث يتحول الأكراد إلى حصان رابح يراهن عليه الأمريكيون، وورقة رابحة تلفت نظر الروسي.

إن أي دعم خارجي تقدمه دولة كبرى للأكراد سيكون بمثابة استفزاز للنظام التركي، على اعتبار أن حكومة العدالة والتنمية تعتبر الأكراد خطراً كبيراً لا بد من إيجاد حل جذري له.

في هذا السياق دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد في سوريا بعد نشر صور لأفراد في القوات الخاصة الأمريكية هناك يحملون شارات وحدات حماية الشعب الكردية، مضيفاً بقوله يجب على هؤلاء الذين هم أصدقاؤنا ومعنا في حلف شمال الاطلسي أن لا يرسلوا جنودهم إلى سوريا وهم يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية" متعهداً بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني والتي تستمر منذ نحو عام في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

إذاً فإن الأكراد الآن هم بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، فأردوغان غاضب من قيام أقرب الحلفاء له في دعم ألد أعدائه، وفي عالم السياسة لا يستقيم أن يكون صديقك صديقاً لعدوك، فما هو تأثير الدعم الأمريكي للاكراد على علاقة كل من واشنطن وأنقرة إذاً؟

هل ستقوم واشنطن بمتابعة دعمها للأكراد مع تقديمها ضمانات لأردوغان على حماية أنقرة من أية قلاقل أمنية قد يقوم بها حزب العمال الكردستاني؟ وهل سيقبل أردوغان بهكذا عرض أمريكي قد يسمح لاحقاً بإقامة دويلة كردية في الشمال السوري بعد أن أُعلن سابقاً إقليم خاص بهؤلاء في العراق؟ أساساً هل لدى أردوغان القدرة على كلمة قولا لا لأمريكا في هذا المجال؟

ما هي ردات الفعل التي يمكن أن تقوم بها أنقرة بالإضافة إلى مواصلة عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني؟ هل سيعلن أردوغان عدم تعاونه مع واشنطن باستخدام قاعدة انجرليك لضرب داعش من خلالها في سوريا؟ ماذا عن علاقة تركيا بباقي زملائها في حلف الناتو الذي يلزمها كعضوة فيه على تقديم تسهيلات لوجستية لأي عضو آخر في الحلف في حال احتاجها والحديث هنا عن قاعدة انجرليك؟
رایکم