۵۳۵مشاهدات

كيف كانت تجربة الدول الإسلامية معَ أمريكا؟!

رمز الخبر: ۳۲۱۵۰
تأريخ النشر: 11 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : لا نأتي بجديد حينما نُفند إدعاء الولايات المُتحدة بنشر الديمقراطية؛ فهي التي تأسست على أنقاض دول أستعمرتها وبقيت تحتلها، تُكذب نفسها بإدعاءها، وعلينا أن نعرف جيداً إن كُبرى مُدنها كانت أراضٍ لدول ذات سيادة، مثل ما حصل في جزء كبير من أراضي المكسيك، والتي تحولت الآن إلى مدن مشهورة  بعد إغتصابها عام ١٨٤٥م، فيما تُعرف اليوم "تكساس، نيومكسيكو، كاليفورنيا"، فمن يُريد أن يُطبق الديمقراطية عليه أولاً؛ أن يعيد أراضي الدول التي أغتصبها، وباتَ يدعي بتطبيق الأنظمة الدولية.

كانت سياسة الولايات المتحدة غير مباشرة؛ في المنطقة العربية والإسلامية، تدعم إنقلابات وتحارب ثورات، طمعاً بوضع عميل لها على سدة الحكم في تلك البلدان، عدا تلك التي خسرتها عام ١٨٠٥ ضد الدولة العثمانية فيما سميت بحرب طرابلس، لكن؛ في عام ١٩٨٢ وفي عهد الرئيس الأمريكي "دونالد ريغان"، باشرت القوات العسكرية الأمريكية بالدخول إلى لبنان، تحت غطاء "قوة حفظ السلام"، إلا أن الهدف الرئيسي لها؛ هو القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتمكين إسرائيل التي كانت تخوض حرباً على لبنان من إحتلالها!

سياسة الولايات المتحدة الخارجية؛ أتسمت بالمزاوجة بينَ دعم السياسة السابقة [الدعم السري]، وسياسة الإحتلال والغزو، ورغم أنها خرجت تَجر أذيال الهزيمة في لبنان بعد خسائر كبيرة، إلا أنها عاودت الكرة مرةً أخرى في أكثر من بلد..

الطيران الأمريكي يقصف ليبيا:
عام ١٩٨٦؛ بدأت الطائرات الأمريكية بقصف مبرمج للأراضي الليبية، نتجَ عنها الكثير من القتلى الأبرياء، تحت ذريعة تورط ليبيا بهجمات إرهابية [لم تثبت لحد الآن]، ليستمر القصف على شكل حصار إقتصادي، لا تزال تعاني منه ليبيا مع العلم إن أمريكا تدخلت عام ٢٠١١ بإسقاط القذافي، ما جعل ليبيا تُعاني إلى الآن من هجمات تنظيم داعش الإرهابي، وتفتقد لحكومة قادرة على آخذ البلد لبر الأمان.

الولايات المُتحدة تُدمِر العراق:
تحت ذريعة تحرير الكويت من سيطرة نظام صدام حسين؛ ومعَ أن احتلال الكويت خطوة لا تخلو من رسم القلم الأمريكي، قادت الولايات المتحدة جيوش العالم لإسقاط نظام صدام، وبعد أن ألقت ألاف القنابل، ودمرت البنى التحتية العراقية، وقتلت مئات الألاف من الأبرياء، أنسحبت تاركةً صدام حسين يستمر بقتل شعبه، وواضعةً موطأ قدم لها في الخليج عبر أكثر من قاعدة، ما يعطينا صورة واضحة عن الخطة التي رسمتها سلفاً امريكا لعميلها صدام، وما عقبها من تدمير للعراق والدول العربية.

أمريكا في السودان؛ تحرير ام تدمير؟!
في عام ١٩٩٢ دخلت القوات الامريكية السودان؛ القضاء على الحرب الأهلية كان هدف امريكا المُعلن؛ إلا إننا لا نزال نعيش حرباً أهلية في السودان، بعد مضي أكثر من عشرين عاماً! هذا كله نتيجة لدعم طغاة العرب على حكم شعوبهم، وبعد ألاف القتلى، أنقسمت السودان، وحققت أمريكا أهدافها السرية لا المعلنة!

أفغانستان؛ من حروب بالوكالة إلى حربٍ علنية:
لإفغانستان معَ أمريكا قصة طويلة؛ بدأتها في دعم الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة الإرهابي "الجهاديين العرب والأفغان"، في حربهم ضد الجيش السوفيتي نهاية ثمانينات القرن الماضي، ليتمكن هذا التنظيم من حكم افغانستان، وتعود امريكا مرةً أخرى في حربٍ معلنة للإطاحة بهذا الحكم، فيما سميَّ "بالحرب ضد الإرهاب"، وبعد مئات الألاف من القتلى، لا تزال أفغانستان مهددة من الإحتلال والإرهاب!

العراق: خلاصٌ من دكتاتور وهجومٌ إرهابي عنيف!
ما أن نجحت القوات الأمريكية بإسقاط نظام صدام حسين؛ رفعت أسم "تحرير العراق" وأستبدلته "بالإحتلال"، الأمر الذي رفضه الشعب العراقي، فسلطت القوات الأمريكية تنظيمات وحشية إرهابية على أعناق العراقيين، تفجيرات بالجملة، شهداءٌ تلو شهداء، وأمريكا تتفرج والمجتمع الدولي صامت!

أمريكا تعود للحروب غير المباشرة:
بعد أحداث تونس عام ٢٠١٠، ونتيجة لحرق الشاب "بوعزيزي" نفسه معترضاً على إجراء شرطية أمن؛ أندلعت في المنطقة العربية إحتجاجات عدة، في تونس، مصر، سوريا، اليمن، وليبيا، وما يجعلنا نتأكد إن أيادٍ أمريكية وراء الإحتجاجات [ليسَ إعتراضاً على إنهاء حكم الدكتاتوريات]، هو إن جميع حكام هذه الدول بأستثناء الرئيس السوري بشار الأسد، قد خدموا الإمبريالية الأمريكية، وأيضاً نشوء تنظيمات إرهابية في كل هذه الدول بعد الإحتجاجات، ما يجعل من الأمر يبدو وكأنه دُبِرَ بليلٍ!

كل هذه الحروب المباشرة وغير المباشرة؛ لم تكن نهاية لتدخلات أمريكا في الدول الإسلامية، فمنذ موقفها اللا أخلاقي من الثورة الإسلامية في إيران، والعقوبات الإقتصادية الظالمة التي أقرتها، إلى تدخلاتها في باكستان، ماليزيا، أندنوسيا، ودعمها اللامتناهي لدكتاتوريات دول الخليج، تبقى الإمبريالية شكل امريكا الحقيقي، وصورتها الأم هي الإستعمار والإحتلال والسيطرة على موارد الدول، أما "نشر الديمقراطية" فهو شعار عاري بما تقدم من تجارب، وأمريكا بكل أحوالها لا تتعدى كونها سرطان ينهش عظام الدول ويفتتها.

النهاية

رایکم