شبکة تابناک الاخبارية: أكد الكاتب إيهاب زكي إن مجلس التعاون ومن حيث النشأة التاريخية ككيان معنوي أنشئ بتحريض أمريكي لمجابهة تداعيات الثورة الإسلامية في إيران، حيث الخسارة الأمريكية الفادحة بإسقاط الشاه، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أن هذه الثورة تشكل خطراً جدياً على مصالحها في المنطقة وعلى رأسها وجود الكيان الصهيوني، بالإضافة طبعا إلى تدفق النفط والتحكم بسعره.
ورأى زكي وجود هذا التكتل الخليجي في أصل نشأته قام ليشكل ما يمكن اعتباره سداً حامياً للكيان الغاصب في فلسطين، وبالتالي فإن أي قرار يتخذه المجلس بالنتيجة الحتمية لا بد أن يكون في خدمة الهدف الذي أُسس من أجله، وآخر تلك القرارات هو تصنيف حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب، فالقرار لا يصب إلا في خدمة الكيان الصهيوني، وهذا ما يفسر الفرحة التي أبداها إعلام الكيان ومسؤوليه، وتابع الكاتب إيهاب زكي قائلا : نستطيع أن نجمل الفائدة الصهيونية من هذا القرار، بعدة نقاط،
كل عدوان "إسرائيلي" على لبنان سيصبح مشروعاً فيما أي دفاع لبناني عن النفس سيصبح مجَّرَماً
*سيساهم هذا القرار في نزع مشروعية المقاومة الفلسطينية للاحتلال، حيث أنها ترتبط بعلاقات على كل المستويات مع طرف "إرهابي"، وهو ما يمكن اعتباره مقدمة لوضع الفصائل الفلسطينية على نفس اللائحة.
*سيصب هذا القرار الزيت على نار الوضع اللبناني الداخلي، حيث سيزيد من مظاهر الانقسام والتجاذب في موطن الحزب مما سيشكل عبئاً إضافياً من باب إلهائه داخلياً من خلال تحميله مسؤولية ما ينتج عن العقوبات الخليجية، وهذا ما سيساهم في نظر "إسرائيل" بخلخلة الجبهة الداخلية للحزب.
* وأخطر ما سيفيد "إسرائيل" هو على مستوى العقل الجمعي العربي ووعي المجتمعات العربية، حيث سيكون بإمكانها تقبل التحالف مع عدوها الأوحد في سبيل مجابهة أشقاء في المصير والدين في رداء مذهبي كان هذا المجلس ممن عمل على تسعيره.
وحول من يرهب حزب الله غير الكيان الغاصب ؟ قال زكي :إن حزب الله يعلن جهاراً نهاراً أن العدو الوحيد هو العدو الصهيوني، والمفترض أن يكون هذا عقيدة لدى شعوب هذه المنطقة كافة، كما كان حتى وقت قريب، ولكن العدوان على سوريا خلق تحديات جديدة لكل جبهة المقاومة وليس للحزب فقط، ورغم وجود دلائل قاطعة على التعاون الاستخباري والعسكري واللوجستي بين الكيان الصهيوني والجماعات التكفيرية في سوريا، إلا أننا سنتغاضى عن ذلك افتراضاً للإجابة على أصل السؤال، فبعيداً عن هذا التعاون الذي يضع تلك الجماعات في خانة رأس جسر لجيش العدو الصهيوني، فإن الأهداف التي تسعى لها تلك الجماعات تتطابق مع الأهداف الصهيونية، فهي تسعى لكسر عمود المقاومة كما وصف السيد نصر الله سوريا من خلال إسقاط الدولة وتقسيمها على أسس طائفية ومذهبية، وتسعى لإنهاء وجود الجيش السوري، كما تسعى لربط سوريا بمشاريع أمريكية من خلال استحداث سلطة تابعة لا قرار لها، وهذه الأهداف وغيرها تجعل من هذه الجماعات التكفيرية شريكاً لـ"إسرائيل" في الأهداف حتى بدون تعاون سري أو علني، وبما أن مجلس التعاون في أصل نشأته المصلحة "الإسرائيلية" فمن الطبيعي أن يقوم بدعم تلك الجماعات ويجَرّم كل من يحاول إفشال مشروعها، وكان لحزب الله دوراً فعالاً في التصدي لهذا المشروع، فمن الطبيعي أن يكون للحزب أعداء غير "إسرائيليين" بالجنسية، ولكنهم صهاينة التوجه.
وعن إذا كنا أمام مشهد عربي جديد قال زكي : لسنا أمام مشهد جديد إن كان السؤال يعني الانتقال من سيئ إلى أسوأ، فمنذ تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، تزامناً مع ما سمي "ثورة" وتراجع الدور المصري انتقلت الجامعة العربية لمجرد ملحق في وزارة الخارجية القطرية قبل أن تصبح الآن مجرد كيان فارغ المضمون ملحق بوزارة الخارجية السعودية، والسياسة السعودية بالعموم درة تاجها الرشوة وعصاها التهديد بالإرهاب وتفعيل الخلايا النائمة في تلك الدول، فكل قرارات الجامعة أصبحت قرارات سعودية تحت وطأة التهديد أو إغراء الرشوة، ولذلك نلاحظ أن معظم القرارات تنتهي حبراً على ورق، كما هي حال الأحلاف التي تشكلها السعودية، فبمجرد أن ينفض المؤتمر الصحفي، تبدأ الأطراف بالتنصل من مقرراته تباعاً، هذا على المستوى الرسمي، أما على المستوى الشعبي فهناك خطر حقيقي على الوعي وتغييب العداء لـ"إسرائيل" من المشهد لصالح تحويل العداء لأعدائها، وهذا ما يستدعي انتباهاً ومعركة لا تقل عن شراسة الميدان، فيجب الوقوف أمام المخططات الصهيوأمريكية عبر أدواتها في ذلك المجلس ومنعها من العبث بالوعي أو بالوجدان الجمعي.