۱۷۷۰مشاهدات

حیاة الامام محمد بن علي الجواد(ع)

رمز الخبر: ۲۹۴۳۴
تأريخ النشر: 14 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: الإمام محمد بن علي الجواد (ع) المعروف أيضاً بمحمد التقي هو الإمام التاسع من أئمة أهل البيت الإثنا عشر (ع) الذين بشر بهم جدّهم رسول الله (ص) حيث قال الخلفاء من بعدي اثناء عشر كما أجمعت عليه جميع الفرق الاسلامية.

نسب الامام عليه السلام

والده الإمام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي زين العابدين بن الامام الحسين عليهم السلام سبط الرسول الاكرم (ص) ووالدته السيدة سبيكة النوبية التي وفدت إلى المدينة مع من وفد من أهل إفريقيا ، فالتحقت بآل الرسول عليهم السلام و تزوجت الإمام الرضا (ع) وأنجبت منه الإمام الجواد (ع) ، وتذهب بعض الروايات إلى أنها كانت من قوم مارية القبطية زوجة النبي الأكرم (ص).

لما ولد أبو جعفر (ع) قال الإمام علي الرضا (ع) لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى ابن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى ابن مريم قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة.

ثم قال الإمام علي الرضا (ع): يقتل غصباً فيبكى له وعليه أهل السماء، ويغضب الله تعالى على عدوّه وظالمه، فلا يلبث إلا يسيراً حتى يعجّل الله به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد، وكان (ع) طول ليلته يناغيه في مهده.

عن أبي يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) فجيء بابنه أبي جعفر (ع) وهو صغير، فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه.

كنيته أبو جعفر ومن ألقابه الجواد، القانع، النجيب، التقي المتقي، الزكي، العالم.

تميز الإمام الجواد منذ نعومة أظفاره بالصفات الكمالية. وُلد عليه السلام حسب كتاب الإرشاد في شهر رمضان في السنة الخامسة و التسعين بعد المئة للهجرة (811 للميلاد) في المدينة و حسب روايات أُخرى في العاشر من رجب. و كانت شهادته في شهر ذو القعدة في السنة العشرين بعد المئتين للهجرة (835 للميلاد) في بغداد عن عمر يناهز الخمسة و العشرين عاماً. استمرت إمامته بعد والده سبع عشرة سنة.

بعد غدر المأمون بالإمام الرضا (ع) انتشرت بين الناس موجة من الاستياء لذلك. عندها لجأ المأمون العباسي لاستمالة قلوب الناس بأن أرسل إلى المدينة يطلب حضور الإمام الجواد إليه في مقره الجديد في بغداد في السنة الحادية عشر بعد المئتين و كان عمر الإمام الجواد (ع) ما يقارب ست عشرة سنة. المأمون هيأ احتقالاً ضم الكثير من الوجهاء بمناسبة قدوم الإمام الجواد (ع) عليه. كان المأمون ينوي أيضاً مصاهرته بتزويجه ابنته أم الفضل و واجه بسبب تلك النية معارضة شديدة من بني العباس خوفاً منهم أن ينتقل الحكم إلى بني فاطمة.

فاجتمع من أهل بيته الأدنون وقالوا له : نناشدك اللـه يا أمير المؤمنين ألا تقدم على هذا الأمر الذي عزمت من تزويج ابن الرضا (ع) ، فإنّا نخاف أن يخرج به عنا أمر قد ملكنا اللـه عزَّ وجلَّ ، وينزع منا عزّاً قد ألبسناه اللـه ، وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديماً وحديثاً ، وقد كنا في خشية من عملك مع الرضا (ع) ، فكفانا اللـه المهم في ذلك ، فاللـه أن تردنا إلى غم قد انحسر عنا.

فقال لهم المأمون : اني اخترت أبو جعفر محمد بن علي لتفوِّقه على أهل الفضل كافة في العلم والثقافة مع صغر سنه .

وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فتعلمون أن الرأي ما رأيت فيه.

فقالوا : إن هذا الفتى وإن راقك منه هديه فإنه صبي لا معرفة له ولا فقه ، فأمهله ليتأدَّب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم : ويحكم إني أعرف بهذا الفتى منكم ، وإن أهل هذا البيت علمهم من اللـه تعالى لم يزل أباؤه أغنياء في علم الدين والأدب عن الرعايا الناقصة ، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يثبت لكم به ذلك .

اختبار قاضي القضاة للامام الجواد (ع)

قالوا : قد رضينا بذلك فخلِّ بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيْ ، من فقه الشريعة فإن أصاب لم يكن لنا اعتراض ، وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه ، فإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب منه ، فرضي المأمون بذلك ، فاجتمع رأيهم على يحيى بن أكثم قاضي قضاة الديار الإسلامية في ذلك العهد أن يسأل الإمام الجواد (ع) عن المسائل الغامضة في الفقه الإسلامي ، وحان الموعد واجتمع الناس ، وجاء الإمام الجواد(ع) وحضر ابن أكثم ، وجلس يحيى بين يديه والمأمون بجانب الإمام يهيمن على المجلس ، فالتفت ابن أكثم إلى الخليفة وقال :

يأذن لي أمـير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر عن مسألة ؟ فقال المأمون استأذنه في ذلك ، فأقبل عليه يحيى قائلاً : جعلت فداك ، تأذن لي في مسألة ؟ قال أبو جعفر (ع) : سل ما شئت.

قال يحيى : ما تقول - جعلت فداك - في محرم قتل صيداً ؟

فقال أبو جعفر:

- قتله في حل أو حرم ؟

- عالماً كان المحرم أو جاهلاً ؟

- قتله عمداً أو خطأً ؟

- حُرَّاً كان المحرم أو عبداً ؟

- صغيراً كان أو كبيراً ؟

- مبتدئاً بالقتل أو معيداً ؟

- من ذوات الطير كان الصيد أو من غيرها ؟

- من صغار الصيد أم من كبارها ؟

- مصرّاً على ما فعل أو نادماً ؟

- في الليل كان قتله للصيد أم في النهار ؟

- محرماً كان بالعمرة إذ قتله ، أم بالحج كان محرماً ؟

فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والإنقطاع ولجلج حتى عرف الحاضرون امره ، فقال المأمون: الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ، ثم توجه إلى أهل بيته ، فقال لهم : أعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم أقبل على أبي جعفر (ع) فقال له : أتخطب يا أبا جعفر ؟

فقال أبو جعفر : الحمد لله إقراراً بنعمته ولا إله إلاّ اللـه إخلاصاً لوحدانيته وصلى اللـه على محمد سيد بريَّته والأصفياء من عترته ... أما بعد : فقد كان من فضل اللـه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه :  وَأَنكِحُوا الاَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللـه مِن فَضْلِهِ وَاللـه وَاسِعٌ عَلِيمٌ. ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد اللـه المأمون ، وقد بذل لـها مـن الصـداق مهـر جـدته فاطمـة بنـت محمـد (ص) ، وهو خمسمائة درهم جياداً .

وتزوج الإمام الجواد (ع) أم الفضل و أخذها إلى المدينة.

 

زوجات الإمام الجواد (ع) :

- أم الفضل كما مر ذكرها و التي لم يُرزق منها بولد و قد اشتكت الإمام الجواد (ع) عدة مرات للمأمون بسبب ذلك.

- امرأة من ذرية عمار ابن ياسر.

- سمانة و هيَ زوجة الإمام الجواد الطاهرة ووالدة الإمام علي الهادي (ع) من النساء الكاملات  والفاضلات وكان الناس يلقبوها " بالسيّدة " وهيَ مغربية.

كان محمد بن فرح الرخجي من أهالي رخج وهيَ قرية في مدينة كرمان الايرانية من أصحاب الإمامين علي الرضا (ع) وعلي الهادي (ع) رُويَ :أن الإمام الجواد (ع) دعاه وأعطاه 70 ديناراً وقال لهُ: ستصل قافلة من المدينة قريباً وفيها (إمَاء) للبيع وشرح له خصوصيات وأوصاف إحدى الجاريات وطلب أن يشتريها . و قال: جاءت القافلة  وذهبتُ لشراء الجارية إلاّ أن صاحب القافلة اعتذر وقال إنّ الجارية مريضة ولكني اشتريتها بناءً على أمر الإمام وأخذتها إلى الإمام الجواد (ع).

تزوجَ الإمام الجواد (ع) سُمانة ، ويقول عن فضلها : "إنها أَمَة عارفة بحقي وهيَ في الجنّة ولا يَقْرَبُها شيطان مارد ولا ينالها كيدُ جبار عنيد وهيَ كانت بعين الله التي لا تنام ولا تخلف عن أمهات الصديقين والصالحات " .

أولاد الإمام (ع)

ابناءه : الإمام العاشر من ائمة اهل البيت علي الهادي (ع) وموسى والحسن ، بناته : حكيمة ، بريهة ، أمامة ، وفاطمة .

استشهاد الامام (ع)

بعد هلاك المأمون مارس المعتصم العباسي التضييق الشديد على الإمام الجواد (ع) و احضره من المدينة ليقطن في بغداد ووضعه تحت الرقابة والحراسة المشددة خوفا منه الا انه لم يكتف بذلك حيث اشتعلت نار القلق في نفسه ظنا منه أن الإمام (ع) يخطط للسيطرة على حكمه وأخذ يتآمر عليه للتخلص منه حيث خطط لدس السم بمشاركة زوجته ام الفضل بنت أخيه المأمون والتي وافقت على خطة عمّها الخليفة ونفذت المؤامرة ودست السم للامام الجواد (ع) لكنها ندمت بعد ارتكابها الجريمة.

استشهد الإمام الجواد (ع) في آخر شهر ذي القعدة ودفن في مقابر بغداد التي كانت تسمى مقابر قريش الى جانب جده الامام السابع موسى بن جعفر الكاظم (ص) وبات ضريحه الشريف ،في شمال بغداد بمنطقة تسمى الكاظمية حاليا، قبلة لعشاق اهل البيت اذ يؤمّه ملايين المسلمين سنويا من جميع أقطار العالم لزيارته والتزود من كراماته وفضله واكتساب الدروس والعبر من سيرته الشريفه ونهجه المعطاء ، وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.

 

نبذة من أحاديث الإمام وحِكَمه

 

للإمام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تُعدُّ ثروة التراث الإسلامي ، ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام ، وقد حَفِلَت بأُصُول الحِكمة ، وقواعد الأخلاق ، وخُلاصَة التَجَارُب ، وفيما يلي نذكر أربعين حديثاً منها :

1 -  مَن شَتَمَ أُجِيب ، وَمَن تَهَوَّرَ أُصِيب  .

2 -  العُلماء غُرباءٌ لِكَثرةِ الجُهَّال بَينهُم .

3 -  مَن طلب البَقاء فَليُعدَّ لِلمصائِبِ قَلباً صَبُوراً .

4 -  مَن عَمل بِغير عِلمٍ كان ما أَفسدَ أكثرَ مِمَّا أَصلحَ .

5 -  مَنِ استَفاد أخاً في اللهِ فقدِ استفادَ بيتاً في الجَنَّة .

6 -  مَن أطاعَ هَواهُ أَعطَى عدوَّهُ مُنَاهُ .

7 -  رَاكِبُ الشَّهَوَات لا تُقَالُ عَثرتُهُ .

8 -  عِزُّ المُؤمنِ غِنَاهُ عَن النَّاسِ .

9 -  لا يَكُن وَليُّ الله في العَلانِيَة عَدوّاً لَهُ في السرِّ .

10 -  قَد عَاداكَ مَن سَتَر عنك الرُّشدَ إِتباعاً لِمَا يَهواهُ  .

11 -  الحوائجُ تُطلبُ بالرجاءِ ، وهي تَنزلُ بالقَضَاء  .

12 -  العَافِيةُ أَحسنُ عَطاءٍ  .

13 -  إِذا نزلَ القضاءُ ضَاقَ الفَضاءُ .

14 -  التَحفُّظُ على قَدَرِ الخَوف ، والطمعُ عَلى قَدر النَّيلِ .

15 -  كَفى بالمرءِ خِيانةً أن يكون أمِيناً للخَوَنة .

16 -  الصبرُ عَلى المُصيبةِ مُصيبةٌ لِلشَّامِت .

17 -  مَن أَملَ فَاجراً كَان أدنَى عقوبتِهِ الحِرمَان .

18 -  من أَخطأَ وجوهَ المَطالبِ خَذلتْهُ وجوهُ الحِيَل .

19 -  مَنِ استَحسنَ قبيحاً كان شريكاً فِيه  .

20 -  مَن كَتَم هَمُّهُ سَقَمَ جَسدُه  .

21 -  لَو سَكَتَ الجاهلُ مَا اختلفَ النَّاسُ  .

22 -  مَقتلُ الرجلِ بَين فَكَّيْهِ  .

23 -  النَّاسُ أشكالٌ ، وَكلٌّ يعملُ عَلى شَاكِلَتِه  .

24 -  كُفرُ النِّعمَةِ دَاعيةٌ للمَقْتِ  .

25 -  مَن جَازَاكَ بِالشكر فقد أَعطاكَ أكثرَ مِمَّا أَخَذَ مِنك  .

26 -  لا تُعَاجِلوا الأمرَ قَبل بُلوغه فَتَندَمُوا ، وَلا يَطولَنَّ عليكم الأملُ فَتَقسُوا قُلوبكم ، وَارحَمُوا ضُعفاءكم ، واطلبوا الرَّحمة مِن الله بِالرَّحمةِ مِنكم .

27 -  ثَلاثة يَبلُغْنَ بِالعبدِ رِضوانَ اللهِ تعالى : كِثرةُ الاستغفار ، وَلِينُ الجانب ، وَكِثرة الصَّدَقة ، وثلاث مَن كُنَّ فِيهِ لم يَندم : تَركُ العَجَلة ، وَالمَشُورة ، وَالتوكُّل على الله عِند العَزم  .

28 -  كَيفَ يَضِيعُ مِن الله كَافِلُهُ ؟! ، وَكيفَ يَنجو من الله طَالِبُهُ ؟!  .

29 -  يَومُ العدلِ على الظالِم أشبَهُ مِن يَوم الجَور عَلى المَظلوم  .

30 -  مَا هَدَم الدينَ مِثلُ البِدَع ، وَلا أزالَ الوِقارَ مثلُ الطَمَع ، وبِالراعي تُصلَحِ الرعيَّة ، وَبِالدُّعاء تُصرَفِ البَلِيَّة  .

31 -  اِعلَمُوا أنَّ التقوى عِزٌّ ، وأنَّ العِلم كنزٌ ، وأنَّ الصمتَ نورٌ  .

32 -  مَا استَوَى رَجُلان في حَسَب ودين إلا كان أفضلُهُما عند الله أَأْدَبُهُمَا  ... إلى أن قال عليه السلام  :  بِقِراءته القُرآنَ كما أُنزِل ، وَدعائِهِ اللهَ مِن حيثُ لا يُلحِن ، فَإنَّ الدعاءَ المَلحُونِ لا يَصعدُ إِلى اللهِ .

33 -  إِيَّاك ومصاحبةِ الشرير فإنَّه كالسيفِ المَسلُول ، يَحسُنُ منظرُهُ ، ويقبَحُ أَثرُه .

34 -  لا تُعادِي أحداً حتى تعرفُ الذي بينَهُ وبينَ الله ، فإن كان مُحسناً لم يُسَلِّمهُ إليك ، وإن كان مُسيئاً فَعلمُك بِه يُكفِيكَهُ ، فلا تُعادِهِ  .

35 -  مَا شَكر الله أحدٌ على نعمةٍ أنعمَهَا عليه إلا استوجَبَ بذلك المَزيد قَبلَ أن يَظهرَ عَلى لسانِهِ  .

36 -  اِصبر عَـلَى ما تَكرهُ فيما يلزمُكَ الحقُّ ، واصطَبِر عمَّا لا تُحِب فِيمَا يدعُوك إلى الهَوى  .

37 - مَوتُ الإنسانِ بالذنوبِ أكثر مِن مَوته بالأَجَل ، وَحياتُه بالبِرِّ أكثرُ من حياتِهِ بالعُمر  .

38 - وقال :  أربعُ خِصالٍ تُعين المَرءَ على العمل : الصحَّة ، والغِنَى ، والعِلم ، والتوفِيق  .

39 -  العَامِل بالظلمِ ، والمُعينُ عليهِ ، والراضِي بهِ ، شُرَكَاءٌ .

40 -  النَّاس إِخوانٌ ، فَمَن كانت أُخُوَّتُهُ في غَير ذاتِ الله ، فَإنَّها تَعود عَداوةً ، وَذَلك قولُهُ عَزَّ وجلَّ :  الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَ الْمُتَّقِينَ  [ الزُّخرُف : 67 ] .

رایکم