۹۴۴مشاهدات
رمز الخبر: ۲۵۳۳۰
تأريخ النشر: 09 January 2015
شبكة تابناك الاخبارية: (والنجم إذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* ان هو الا وحي يوحى). هل هناك مسلم يعتقد ان نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد ضل والعياذ بالله؟

يبدوالسؤال ساذجا إذ ان الإجابة المتبادرة إلى الذهن انه لا أحد يعتقد بذلك ولا حتى يفكر فيه.. وإنما جاءت الآيات التي تلوناها وهي تعني الكفار بالتأكيد.. الا ان بعض التمعن في الآيات يهدينا إلى حقيقة خطيرة.. وهي ان هناك من المسلمين.. بل من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله من كان يعتقد ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ضل وغوى ـ والعياذ بالله ـ!!

وجاء القرآن ليرد عليهم اعتقادهم الفاسد بعد ان قدم له بقسم عظيم (والنجم إذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى).. والكلام موجه لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله.. (صاحبكم).. فالخاطبين هنا هم جماعة من أصحابه صلى الله عليه وآله.. ويبدو انها جماعة كبيرة أيضا.. والسؤال متى اعتقدت هذه الصحابة ان نبينا الأكرم قد ضل وغوى؟..

ان سياق الآيات يرشدنا إلى ذلك وقبل ان نمضي إلى سياق التاريخ وأسباب النزول التي قد يختلف بشأنها.. فالقسم القرآني يتحدث عن نجم هوى.. فالنجم يغيب وينتهي ويموت.. ونجم البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم أيضا سيموت فالموت سنة الله على جميع خلقه ومخلوقاته.. وهو قسم يهيئنا لجو الآيات التالية.. التي تتحدث عن مرحلة ما بعد غياب النجم محمد صلى الله عليه وآله.

العلم الحديث اكتشف أيضا ان النجوم التي نراها الآن هي ميتة بالفعل قبل ملايين السنين ولكن نورها بقي وهو يصلنا إلى هذا اليوم، فموت النجم لا يعني نهايته.. بل هو مستمر في نوره الذي يخلفه لسنوات طويلة جدا بل ولا يكاد يخبو ذلك النور.. وعندما يموت لا يغيب نجم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأن له نورا مستمرا.. خلقه الله تعالى ليستمر نور النبوة من بعده يضيء للبشرية من بعده.. ذلكم نور أهل بيت محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي مثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة)..

بعد ان هيئنا السياق لقضية غياب نجم النبي صلى الله عليه وآله ـ قال الإمام الرضا عليه السلام ان النجم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ.. فإنه يصارحنا بالرزية الكبرى عندما بدأ الانقلاب على تعاليم النبي ووصاياه ووحيه.. عندما عين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة من بعده.. إذ هنا بالذات بدأ الرد والارتداد والتشكيك في أصل النبوة والوحي.. فقد ادعى بعض من أصحاب النبي انه قد ضل وغوى ومال إلى هواه والعياذ بالله بتنصيبه ابن عمه علي من بعده!! الا ان السياق القرآني ينفي لهم ذلك ويؤكد ان تعيين علي هو وحي الهي انما قام النبي بإبلاغه إلى الأمة.. وفي الحقيقة هذا ديدن أنبياء الله عليهم السلام جميعا..

فكان الأنبياء والأوصياء من بعدهم من بيت واحد.. لان القضية قضية اصطفاء إلهي.. بل وهذا هو ما جرت عليه البشرية.. فترى الحاكم الصالح أو الطالح يسعى لان يعين خليفته من أقرب المقربين إليه.. عائليا أو حزبيا أو ما شابه لان أهل البيت أدرى بما فيه.. وهو لإلصاقهم وملازمتهم للقائد أكثر استيعابا لأهدافه وقدرة على مواصلة مسيرته..

هذا على مستوى البشر.. اما قضية النبوة فالأمر أجل وأخطر والتعيين قضية من الله عز وجل الذي شاء ان يجعلها في بيوتات طاهرة ولا يجوز ان تخرج عنها، وهاهم الأنبياء يدعون ربهم ان يجعل النبوة مستمرة في ذريتهم (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء* فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين).. (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين.

ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).. فإن تبقى النبوة وتستمر الإمامة في بيت واحد ليست ضلالا ولا غواية.. بل هذا هو منهج الله سبحانه في أنبيائه ورسله وأوصيائه.. وشعار (لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد) هو شعار رفع في مواجهة هذا النهج الإلهي المتواصل منذ آدم عليه السلام وحتى محمد وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم اجمعين.. وعندما نتوقف في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لنؤكد التزامنا بهذا النهج الإلهي ولنرتبط ارتباطا وثيقا برسول الإنسانية محمد وأهل بيته عليهم وعليه أفضل الصلاة والسلام.

النهاية
رایکم