۳۵۵مشاهدات
واشنطن تسعى إلى ضمان استقلالية و تقليص حصص روسيا والحد من تأثير إيران والتأثير على فنزويلا.
رمز الخبر: ۲۵۰۷۷
تأريخ النشر: 04 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : كشفت دراسة صادرة عن معهد بيكر للسياسات العامة، عن أهم الأهداف التي تم الارتكاز عليها لتطوير الغاز الصخري من قبل الإدارة الأمريكية والتي استهدفت بالخصوص عددا من الدول الرئيسية المنتجة والمصدّرة للغاز ويتعلق الأمر بدول الشرق الأوسط التي تشمل شمال إفريقيا أيضا وروسيا وفنزويلا.

 اعتبرت الدراسة أن تطوير الغاز الصخري يضمن للولايات المتحدة استقلالية واكتفاء في استيراد الغاز الطبيعي المميع لعشرين سنة على الأقل، كما يقلّص التنافس على إمدادات الغاز الطبيعي المميع لدول الشرق الأوسط.

تضمنت الدراسة التي حملت عنوان "الغاز الصخري والأمن القومي الأمريكي" وأعدّها خبراء منهم كينيث ميدلوك دكتور في قسم الطاقة والموارد الاقتصادية بمعهد جيمس بيكر وجامعة رايس و"إيمي ميرس جاف" خبير في الدراسات الطاقوية وبيتر هارتلي أستاذ الاقتصاد بجامعة رايس، عدة محاور أكدت على أن تطوير الولايات المتحدة للغاز الصخري سيكون له دور كبير في تقليص تأثير أكبر المنتجين للنفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن روسيا وفنزويلا، ولكن يساهم أيضا في الحد من التبعية الأمريكية لإمدادات الغاز الطبيعي من هذه المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار وبالتالي فهي معرّضة لانقطاعات أو اضطرابات حسب المقاربة الأمريكية.

وأكدت الدراسة على الانعكاسات الجيوسياسية لتوسيع تطوير الغاز الصخري في الولايات المتحدة، أولها إنهاء حالة التبعية لإمدادات الغاز الطبيعي المميع لعشريتين على الأقل، ثم تقليص نطاق التنافس القائم على الغاز الطبيعي المميع المنتج والمصدّر من الشرق الأوسط. وبالتالي اعتدال الأسعار وتشجيع زيادة استخدام الغاز الطبيعي الذي سيكون له انعاكاسات على أهداف  الحفاظ على البيئة على المستوى العالمي.

الغاز الصخري

ويتضح أن الرؤية الأمريكية تدرج دول كانت مصنفة كدول حليفة ولا زالت، فأكبر منتج للغاز الطبيعي المميع في منطقة الشرق الأوسط هي قطر التي تحتضن أكبر القواعد العسكرية والقيادة المركزية، وإن كانت إيران أيضا دولة منتجة ومصدّرة للغاز أيضا، كما أن منطقة الشرق الأوسط في العرف الأمريكي يشمل أيضا دول شمال إفريقيا التي تنتج الغاز وهي  الجزائر بالخصوص، إلى جانب ليبيا ومصر.

وعلى صعيد متصل، شددت الدراسة الأمريكية على أهمية محاربة على المدى الطويل القدرة المفترضة للاحتكار لدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز في منظمة "أوبك" أو بلدان أخرى منتجة مثل روسيا والتي يمكن أن ترغب في فرض سيطرتها على المستهلكين للغاز في أوروبا أو مناطق أخرى. وفي نفس السياق، ركزت الدراسة على أهمية تقليص حصص سوق روسيا في الدول الأوروبية من غير تلك التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي إلى حدود 13 في المائة في غضون 2040 وبالتالي تقليص فرص وإمكانيات استخدام روسيا للطاقة كأداة لتحقيق مكاسب سياسية.

وعلى العموم، فإن الاستراتيجية الأمريكية تهدف أيضا إلى تقليص الحصص المستقبلية للغاز بالنسبة لروسيا وإيران وفنزويلا، إذ أن الدراسة تفيد بأنه دون اكتشافات الغاز الصخري، فإن هذه الدول ستمثل حوالي 33 في المائة من إمدادات الغاز في غضون 2040 ولكن بفضل الغاز الصخري، فإنها يمكن أن تتقلص إلى 26 في المائة. علما أن المقاربة الأمريكية تشمل أيضا استغلال الغاز الصخري في كندا الدولة الحليفة والعضوة في منظمة "نافتا” والتي تصدّر النفط بالخصوص للسوق الأمريكي.

وتفصل الدراسة أهمية تقليص الفرص التي يمكن من خلالها لفنزويلا بأن تتحول إلى إحدى أهم البلدان المصدّرة للغاز الطبيعي المميع وبالتالي العمل على تفادي تبعية الدول الغربية والبلدان الأوروبية للغاز الفنزويلي.

ورغم تصنيفها كأهم منافس اقتصادي لها، فإن الولايات المتحدة ترغب في ضمان استقلالية الصين تجاه غاز الشرق الأوسط، وبالتالي تفادي حدوث أية منافسة بين أهم مستهلكين للطاقة، مع إمكانية تنويع مصادر الإمداد، كما تشدد واشنطن على تقليص تأثير ونفوذ إيران والعمل على الحيلولة دون استخدام ما عرف بـ "دبلوماسية الطاقة" كوسيلة لتدعيم موقعها الاقليمي أو بلوغ أهدافها النووية.

وعدّدت الدراسة مراحل تطور استغلال الغاز الصخري الأمريكي، ميرة بأنه خلال التسعينات قامت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستثمارات ضخمة في مجال الغاز، متوقعة زيادة معتبرة للطلب على الغاز الطبيعي المميع من الولايات المتحدة، ولكن تطوير الغاز الصخري جعل الكثير من هذه الاستثمارات دون جدوى.

وأكد التقرير الأمريكي على أن بروز الغاز الصخري سيحد على المدى القصير أيضا إمكانيات بروز تأثير ووزن الكارتل الغازي الجديد الذي تشكله الجزائر وإيران وروسيا وبلدان أخرى، ويضمن ليونة أكبر في إمدادات الغاز خارج دائرة منتدى الدول المصدّرة للغاز، كما يقلّص إمكانية الاحتكار على مستوى المنتدى الذي يضم روسيا وإيران والجزائر، ليتم تثمين تحوّل قطر إلى أهم مصدّر للغاز الطبيعي المميّع، تليها استراليا، حيث ستدعم موقع السياسة الأمريكية وتضمن الحد من تأثير إيران وتؤخر توسيع حصصها، مع تأخير إيجاد مشترين لغازها، وبالتالي تقليص حركة طهران في مواجهة الحصار المفروض عليها.
المصدر : وانا + متابعة
رایکم