۸۸مشاهدات

توضيح البعثة الإيرانية بشأن قرار الأمم المتحدة حيال القضية الفلسطينية؛ لماذا لم تحضر إيران التصويت؟

في توضيح لمشروع قرار الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، أكد البعثة الإيرانية على أن أي حل عملي يجب أن يقوم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير ورفض التهجير القسري.
رمز الخبر: ۷۱۸۷۱
تأريخ النشر: 13 September 2025

توضيح البعثة الإيرانية بشأن قرار الأمم المتحدة حيال القضية الفلسطينية؛ لماذا لم تحضر إيران التصويت؟

أعربت بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن موقف إيران في توضيح بشأن القرار المتعلق بالقضية الفلسطينية.

ويشير التوضيح إلى أن إيران تؤكد على أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال وسيادة دولة فلسطين بشكل كامل. يجب أن يستند هذا إلى الإرادة الحقيقية لسكانها الأصليين - مسلمين ويهود ومسيحيين - والمُعبَّر عنها من خلال استفتاء حر وشامل، كما هو مقترح في الوثيقة S/2019/862.

فيما يلي نص بيان الوفد الإيراني:

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدة الرئيسة،
زملائي الكرام،

في ظلّ وضعٍ غير مسبوق، فإن القيم الأساسية التي نتمسك بها جميعًا، بما في ذلك الإنسانية والعدالة والنزاهة، تتعرض لتهديدٍ خطير من قِبَل قوة احتلال تعكس سياساتها التمييزَ المنهجي والتوسعَ الإقليمي وتجاهلَ المعايير الإنسانية الدولية.

بعد قرابة عامين من العدوان العسكري المتواصل، يشهد الشعب الفلسطيني، وخاصةً في غزة، عمليات قتلٍ جماعية وتهجيرٍ قسري وتجويعٍ وتدميرٍ ممنهجٍ لأرواح المدنيين والبنية التحتية، في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي. ولا يقتصر هذا الدمار على فلسطين. لقد زاد عدوان إسرائيل المتكرر على دول أخرى من زعزعة استقرار المنطقة وتهديدها للسلم والأمن الدوليين.

لقد فشلت عقود من التنازلات والمبادرات الدبلوماسية وجهود التطبيع في وقف جرائم إسرائيل واحتلالها غير الشرعي، بل شجعتها على تصعيد سياساتها التوسعية والعنصرية والاستعمارية.

أظهر التجاهل المنهجي لقرارات الأمم المتحدة، المحمي بحق النقض المتكرر في مجلس الأمن واستمرار نقل الأسلحة، أن النهج الحالي، وإن كان يُصوَّر على أنه حاسم، إلا أنه يفشل في تحقيق أهدافه المعلنة. سيظل الحل العادل والدائم بعيد المنال ما لم يعتمد المجتمع الدولي قرارات ملزمة تعالج الأسباب الجذرية، وتضمن المساءلة، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

سيدة الرئيسة،

دأبت الجمهورية إيران الإسلامية على الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الإعمار مع الاحترام الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني. كما تؤكد إيران دعمها الثابت لمقاومة الشعب الفلسطيني الصامدة ضد الاحتلال والتدخل الأجنبي وسياسات الفصل العنصري. وتشدد إيران على أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين وسيادتها بالكامل. ويجب أن يستند هذا إلى الإرادة الحقيقية لسكانها الأصليين، مسلمين ويهودًا ومسيحيين، والمعبر عنها من خلال استفتاء حر وشامل، كما هو مقترح في الوثيقة S/2019/862.

وأخيرًا، ترى إيران أن أي حل عملي يجب أن يقوم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، ورفض أي شكل من أشكال التهجير القسري، وضمان المشاركة الكاملة والمتساوية لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني في رسم مستقبل البلاد.

وينبغي للمجتمع الدولي أن يدعو مجلس الأمن إلى التوصية بقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وضمان المساءلة الكاملة لإسرائيل عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والاحتلال غير الشرعي المطول، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات محددة الأهداف وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، وذلك للحفاظ على مصداقية المنظمة.

هذا واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس قرارًا بشأن قضية إقامة دولة فلسطينية وفق ما يُسمى بحل الدولتين. ولم تشارك إيران، وكذلك دولٌ مثل العراق وتونس، في التصويت. وقد أكدت إيران مرارًا وتكرارًا أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا من خلال استفتاء بمشاركة كاملة من جميع الفلسطينيين، وأن على نظام الاحتلال إنهاء احتلاله. وهي قضايا لم تُذكر بوضوح في هذه الخطة ولا تعترف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.

يتجاهل هذا البيان الوجود الصهيوني في الأراضي الفلسطينية واحتلالها المستمر، والذي يُعد جزءًا من مشروع استعماري أوسع في منطقة غرب آسيا. ويُعتبر هذا المشروع الاستعماري أحد الأسباب الرئيسية للأزمة في المنطقة.

تجاهل واضعو هذا البيان عمدًا أن الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة هما العائقان الرئيسيان أمام تحقيق حل الدولتين. هذا في حين يستمر الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، ولن يتحقق حل الدولتين ولن يؤدي إلى إنهاء الصراع في المنطقة.

رایکم