۴۹۸مشاهدات
رمز الخبر: ۲۴۰۳۲
تأريخ النشر: 07 December 2014
شبكة تابناك الإخبارية : كتب الصحافي علاء كولي في مناسبة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) وتاثيراتها في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العراقيون:

يتحدث الناس تقريبا هنا كل يوم عن الحسين، يتحدث بذلك الجميع دون استثناء، ويمضي البعض يقسمُ بالحسين قسما غليظا بكل معاملاته في الحياة ويتخذ البعض أيضا من الحسين شعارا له، فيما تمتلئ الشوارع والطرقات والمحال التجارية واغلب الحياة هنا براية الحسين، ويستشهد بها الجميع ويتخذ منها رمزا للعدالة أو لكسب الثواب أو لنيل أجرا ما، يشكل الحسين هنا إيقونة حقيقية للحياة بكل صورها، ويذهب ابعد من ذلك بدءً من الأسماء وانتهاء بالموت.

العلمانيون المعتدلون هنا يعتبرون الحسين رمزاً إنسانياً مهماً، والمؤمنون يعتقدون بأن الحسين هو سر هذا الوجود وسر الحياة، بين كل تلك المسميات، وبين كل تلك الاعتقادات، يشكل الحسين ظاهرة فريدة من نوعها في قلوب الناس بلا استثناء وبلا شك، وتنتشر مقولات الحسين التي نادى بها قبل استشهاده في يافطات كبيرة وأحيانا أخرى على الحسينيات والمساجد، والناس هنا تحفظ كل مقولة قالها الحسين وحفظتها كتب التاريخ، بغض النظر عن مدى مصداقيتها في كتب الحديث، باتت كل تلك المقولات مقدسة، التعرض لها، يعني انك انتقدت المقدس، والمقدسات هنا على كثرتها وتنوعها بات من الصعب مواجهتها ومكاشفتها مع التاريخ والعقل والمنطق.

كل هذا، بل حتى رجال الدين وهم على المنابر يتحدثون عن الإصلاح وعن الظلم، وكيف يمكن الاقتداء بهذا الرجل الذي ضحى بحياته من اجل أهداف نبيلة اعتقد بأنها تصلح الأمة بعد خرابها.

للأسف كل تلك المقولات وكل تلك الشعارات وكل تلك المقدسات التي تحدثت عنها والتي يعتقد الناس هنا بأنها تمثلهم وتمثل حياتهم ومصيرهم وموتهم أيضا، لا تعدو مجرد كلمات لا أكثر بالمنظور المنطقي للواقع الذي نعيشه، ويمثل قمة التناقض التي نعيشها اليوم، في ظل الخراب والفساد الذي يحدث، كل هؤلاء الملايين الذين يذهبون للحسين ينادون يا لثارات الحسين، لم ينهضوا بحشودهم الكبيرة في رفض الظلم ورفض التحزب ورفض السرقة، كل هؤلاء يمارسون نوعا من الصمت الذي يرفضه الحسين نفسه،

 أليس سكوتهم وصمتهم على فساد المسؤولين هو ذل، وهم يعتقدون بأفضل رجل واجه الظلم والفساد وقال كلا، أليس هؤلاء الناس الزاحفين نحو قبة هذا الرجل العظيم وينادون باسمه بكل لحظة قد تتدمر حياتهم في ظل فساد النظام السياسي في العراق، أليس من المخجل إنني أطالب بثارات مضى عليها أكثر من ألف عام بينما لا استطيع أن اخذ ثأري والمطالبة بمحاسبة المسؤولين الفاسدين الذين سرقوا الناس باسم الحسين أيضا، أليس من المخجل إنني أتحدث عن طريق الأحرار بينما تكبلني الأحزاب الدينية وتخترع لي هوية فرعية بدل من الهوية الأساس وهي الحسين.

أظن بأن الحسين (عليه السلام) أصبح مثل العراق تماما، الجميع ينادي باسمه لكنهم يضمرون ولائهم لأحزابهم، الجميع يتحدث عن هوية العراق بينما الهوية الحقيقية هي هوية الحزب الذي يسعى بأن يكون آفة كبيرة تنهش باسم هذه الأرض باسم مقدساتها، بعد سنوات من الآن سينسون الحسين ويتحدثون عن قدسية المعركة والخيم والشعائر، بينما يمضي الحسين وحيدا مثلما بدأت عظمته إلا ما ندر من الأصحاب والأنصار الخلّص.

رایکم